جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : يا «ريس».. نبض المواطن

-

لا أحد يمكنه المزايدة على الرئيس فى إحساسه بالمواطن ومعاناته، وقد تابعت عن قرب كيف كان تأثره وهو يستخدم تعبير العوز بدلاً من التعبيرات الأخرى التى تُستخدم لوصف الفقر والفقراء، ولهذا فإن الرئيس مطالب بأكثر من غيره بإعارة نبض المواطن ما يستحقه من اهتمام.. فالحكومات تأتى لأجل خدمة هذا المواطن، ومتى فشلت فى ذلك فإن عليها أن ترحل.

ولا أشك لحظة فى أن نبض المواطن يصل للرئيس، وأن المطلب بتغيير الحكومة تحول إلى مطلب شعبى مع زيادة الأعباء على المواطن وعبث مافيا الاحتكار بالأسواق؛ لدرجة اختفاء السكر من السوق، مؤكداً أن بعض الوزراء يبذلون مجهوداً وقد يخطئون ويصيبون، لكن البعض الآخر خامل، وقد تحول هؤلاء الخاملون إلى عبء على الوطن وعلى المواطن، وعليكم سيادة الرئيس، أيضاً، وصار تغييرهم مطلوباً بل ضرورة لإفساح الساحة لآخرين قادرين على القيام بدورهم وسط هذه الأمواج العاتية والبحر الهائج الهادر الذى لا يحتمل تحمل الكسالى أو المقصرين فى أداء دورهم.. فقد زادت الأعباء بأكثر مما يتحمل المواطن، ويجب ألا نتركه فريسة لجشع التجار وتقصير وزير هنا أو هناك.. نحن فى حروب لا حرب واحدة، حيث معركة ضد الإرهاب، وأخرى ضد الفساد، وثالثة ضد المحتكرين والمتلاعبين بقوت الشعب، لهذا أقولها لكم: التغيير ضرورة، لأنه سيكون يا «ريس» استجابة لنبض المواطن الذى أحبكم واختاركم وفوضكم لمحاربة الإرهاب وقيادة سفينة الوطن والنجاة بها من العواصف التى نبصرها جميعاً، وقد بذلت من الجهد والتضحية الكثير لإنقاذ الوطن من براثن الجهلة والقتلة وهو ما يدفعنى لقولها لكم: يا «ريس» نبض المواطن.

 

لن تركع مصر

تابعنا صباح السبت الماضى هذه العملية الإرهابية الإجرامية الخسيسة التى اسستهدفت الشهيد عميد أركان حرب عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة مدرعات، والذى كان له دور بارز فى القضاء على الأنفاق ما بين غزة وشمال سيناء، وقد فشل الإرهاب الجبان فى مواجهته فى ساحة قتال فتربص به القتلة أثناء خروجه من منزله لعمله، وأمطروه وابلاً من رصاص الغدر فاستشهد فى عملية تكشف عن تغير نوعى فى العمليات الإرهابية لننتقل من استهداف قيادات الشرطة إلى استهداف قادة الجيش ضمن مخطط إخوانى واضح المعالم يستهدف عصب الدولة وعمودها الفقرى من جيش وشرطة وقضاة.. هؤلاء المجرمون أصبح من الضرورى مواجهتهم بأساليب أحدث وأقوى تعتمد على الفعل وليس رد الفعل.. وأصبح من الضرورى اختراقهم وتطهير مؤسسات الدولة من أى شخص تلوث بهم ومعهم، كما يجب إعادة النظر فى منظومة السجون، فالذى جرى لا يمكن مطلقاً فصله عن عملية هروب المساجين من سجن المستقبل, بتواطؤ من فرد شرطة.. فرد واحد عرَّض الأمن القومى لخطر جسيم مقابل 100 ألف جنيه فى عملية ستكشف التحقيقات فيها عن كوارث ضخمة.. آن الأوان ليكون لأجهزة الأمن سطوة وقوة الفعل وليس رد الفعل من أجل صون وحماية مؤسسات هذا الوطن الذى يريد له أعداء الداخل وأعداء الخارج أن يغرق فى الفوضى، ولن يكون لهم ذلك بفضل الله ورجال الجيش والشرطة وكل مؤسسات الدولة ومواطنيها من أبناء مصر الشرفاء، وسوف نهزم الإرهاب ونقتلع جذوره لتبقى مؤسسات الدولة درعاً واقية تحمى وحدتها وتصون كرامتها.