جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب :إشارات مرسى لقتل الشرطة

-

تمثل الجريمة الإرهابية التى وقعت فى حلوان والتى راح ضحيتها ثمانية من خيرة رجال الشرطة المصرية- نقلة نوعية فى العمليات الإرهابية التى كانت محصورة فى أرض سيناء الغالية بعد أن تم السيطرة عليها فى القاهرة، كما تمثل هذه الجريمة البشعة سابقة خطيرة فى استخدام الإرهابيين أسلحة حديثة فى القاهرة.

هذه أمور تستوجب أن تغير وزارة الداخلية أساليب وطرق تحركات ضباطها وأفرادها، وكذلك الخطط المعمول بها فى هذا الشأن، خاصة فيما يتعلق بوسائل تنقل هذه القوات، وألا تكون خطوط السير معلومة لأحد، خوفاً من بعض ضعاف النفوس، وقد رأينا نماذج منهم فى قضية «الدكش» خانوا زملاءهم وضمائرهم لصالح مجرم وتاجر مخدرات.

كما أنه على الدولة أن تقوم بتوفير الإمكانات اللازمة لوزراة الداخلية لأداء دورها ودعم تدريب وتسليح أفرادها، بالإضافة إلى تغيير طريقة التعامل مع أهالى شهداء ضباط وأفراد الشرطة بعد استشهاد ذويهم، فيما يتعلق بملف المعاشات والرواتب، حيث يجب أن يتم صرف الراتب كاملا لأبناء الشهداء وزوجاتهم ومعاملتهم مادياً كما لو أن شهداءهم أحياء وما زالوا يعملون بالوزارة.

ووسط هذه الموجة الإرهابية العاتية، نؤكد وقوف الشعب المصرى بكل طوائفه خلف أجهزة الأمن فى مواجهة الإرهاب الأسود الممول من الداخل ومن الخارج والمدعوم بأجهزة استخبارات عالمية، وأسلحة خارجية، لمحاولة ضرب استقرار الدولة المصرية والذى لا يروق لجماعات ودول عديدة فى المنطقة كانت تنتظر أن ترى مصر أطلالاً وخراباً.

ومع تقديرى لكل التفسيرات لأسباب الجريمة الإرهابية وربطها سواء بأحكام الإعدام التى صدرت فى قضية التخابر أو ذكرى فض رابعة فإننى أؤكد، وهذا بلاغ للرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مرسى يرسل إشارات من خلف القضبان، لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف ضباط الشرطة وجنودها، وما زال خيرت الشاطر والبلتاجى وبديع وقيادات الإخوان فى السجون يرسلون الإشارات والبرقيات، فستظل هذه العمليات الإرهابية تستهدف رجالنا وأبطالنا.

ونحن نطالب بالعدالة الناجزة وإعمال دولة القانون وسرعة محاكمتهم وإقامة القصاص عليهم.

.....................................
الجولان يا عرب

من جديد، نؤكد على وحدة التراب السورى، وأن سوريا هى البوابة الشرقية للأمن القومى العربى، وهى دولة محورية من دول مواجهة الكيان الصهيونى، وأن محاولات تقسيم الدولة السورية عربياً أو دولياً أو إقليمياً لن تفلح، وثقتنا فى جيش الدولة السورية (الجيش العربى السورى) ثقة مطلقة، كما نؤكد أن القضية ليست فى استمرار بشار الأسد فى رئاسة الدولة السورية من عدمه، ولكن القضية هى الحفاظ على الهوية السورية والأرض السورية والدولة السورية وحدة واحدة، لأن الشعب السورى دفع ثمناً غالياً وتشرد فى كل بلدان العالم، وأصبح لاجئاً، وهو الشعب الأبى الذى قدم للعالم حضارات وتاريخاً عريقاً، وخرج منه كبار الفلاسفة والمؤرخين والشعراء والأدباء، فهو شعب يحمل فى جيناته إرثاً ثقافياً هائلاً.

ولا أتخيل إذا كان نزار قبانى مازال على قيد الحياة ورأى سوريا تتفكك فماذا سيقول عن هذا البلد الذى أنشد فيه وله عبدالوهاب وفيروز والذى كان دائماً بوابة الثقافة والتاريخ والحضارة.

كيف نسمح بسقوط بلد كهذا ونتباكى بالشعارات والكلمات، ولا نملك أى فعل قوى على الأرض؟ وأين القوة العسكرية العربية المشتركة يا عرب؟ وهل سنختزل الموقف العربى فى إمارة قطر التى تحرك الجامعة العربية وتمولها، وفى نفس الوقت تمول الجماعات الإرهابية وداعش لإسقاط الدولة السورية؟

أتقدم من هنا بدعوة لاتحاد البرلمانات العربية، الذى يرأسه نبيه برى، أن تجتمع البرلمانات العربية فى بيروت وتتخذ قراراً يكون واجب التنفيذ من جانب الحكومات العربية التى غابت بفعل فاعل عن حل الأزمة السورية.

فليست القضية إذاً قضية نظام ولكنها قضية شعب ووطن وأرض يجب أن نحافظ عليها من أجل الشعب السورى العظيم الذى دفع فاتورة الخلل العربى والدولى، ويجب على حكام العرب أن يدركوا أن التاريخ لن يرحم أحداً وأن الأجيال القادمة لن تسامح المخطئين فى حق هذا البلد العظيم وفى حق شعبه.