جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب : لقاء مع أعضاء حلف «الناتو»

-

التقيت ومجموعة من النواب، عبر السفير ماتسيريو ماسارى، السفير الإيطالى بالقاهرة، مع لجنة من أعضاء حلف الناتو سعوا للتواصل مع نواب البرلمان المصرى الجديد، وكان محور اللقاء حول الملفات الساخنة والخطيرة على الساحة وأهمها ملف حقوق الإنسان فى مصر وتقييد الحريات والنشطاء وموضوع الاختفاء القسرى والانتهاكات فى السجون المصرية والرؤية المستقبلية للتعاون الاقتصادى مع أوروبا وكيفة استرداد أموال مصر فى الخارج.

وكشفت فى كلمتى خلال اللقاء أن حلف الناتو يكيل بمكيالين فى تعامله مع قضايا المنطقة، مؤكداً أن ما فعله فى ليبيا جريمة لا تغتفر، وأدنت صمته إزاء جرائم الإرهاب فى مصر وعدم اتهامه جماعة الإخوان المسلمين بأنها جماعة إرهابية وكذلك دعمه لتركيا كعضو بالحلف، الناتو، وهى الراعى الحقيقى لجماعة الإخوان الإرهابية وهى أيضاً الممول لداعش فى سوريا والعراق.. وقد ذكرت وفد "الناتو" بالاجتماع الذى تم بمقر الحلف فى بروكسل منذ عدة أشهر للتصدى لداعش وواجهته ومعى مجموعة من رؤساء تحرير الصحف بهذه الأسئلة ولم يجيبوا عن أسئلتنا، وقلت إن الحلف لم يستطع التدخل فى الملف الأوكرانى كما تدخل فى الملف الليبى نظراً لوجود الدب الروسى كطرف فى هذا الملف، وقلت إنكم تستقون معلوماتكم عن مصر من بعض الصحف المعادية لها وللنظام، وكان الأولى أن تحصلوا على الحقائق عبر الاستفسار عن هذه المعلومات من البرلمان المصرى الحريص على توضيح الحقائق بوصفه مؤسسة تشريعية منتخبة تمثل الشعب.

وقد رفضت أمام اللجنة فى كلمتى أى تدخل فى الشأن المصرى الداخلى خاصة أحكام القضاء وملف التمويل الأجنبى لمنظمات المجتمع المدنى إلا بإشراف من الحكومة المصرية.

وأكدت أن إيران لاعب رئيسى فى خلق المشكلات فى المنطقة خاصة بالنسبة للسعودية، وهى خط أحمر، كما أكدت أن إيران هى من يخلق المشاكل فى اليمن وفى باب المندب بل فى سوريا والعراق وفى لبنان عبر حزب الله.

وأبديت دهشتى من التحول الغربى بشأن إيران ودوافعه وقلت لهم «إنكم كنتم تعتبرون إيران محورا من محاور الشر والداعم الرئيسى للإرهاب، ولكن بعد توقيع الاتفاق النووى معها تحولت فى خطابكم إلى الراعى الرسمى للسلام فى المنطقة وهذه ازدواجية مفضوحة ومكشوفة».

وأضفت: دعونى أقل لكم كنائب منتخب من الشعب المصرى وقد رافق الرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارته للخارج بوصفى الصحفى ضمن الوفد الإعلامى المرافق له، وقد شاهدت ولمست عن قرب حرص الرئيس فى جولاته شرقاً وغرباً على أن يلتقى أعضاء البرلمان فى الدول التى يزورها ويلقى كلمة أمام نواب الدول الصديقة يوضح فيها إيمانه الراسخ بالحريات وحقوق الإنسان ليس فقط بالأقوال بل بالأفعال.

وأضفت أيضا أنه حريص كل الحرص على التجربة البرلمانية فى مصر ويفتخر بها أمام العالم كونها شهدت تمكيناً غير مسبوق للمرأة المصرية عبر وجود 89 امراة، أعضاء فى البرلمان، فضلاً عن التمثيل غير المسبوق للشباب عبر وجود 160 عضواً من الشباب.

وانتقدت اصطياد واقعة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى ليتم استخدامها فى إصدار توصية من البرلمان الأوروبى بوقف المساعدات، فهذا أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً.

وقلت للجنة "حلف الناتو": أنا هنا أتحدث بلغة الشعب الذى يرفض هذا النوع من التدخل واستغلال حدث بعينه لممارسة ضغوط على مصر لصالح أعدائها.

وتساءلت: هل يُعقل أن يتم أعمال إرهابية ضد الشرطة والجيش ومؤسسات الدولة ولا نسمع لكم صوت استنكار وإدانة بل هناك دول تمول الإرهاب فى سيناء عضوة فى حلفكم، وذكرت تركيا وأمريكا، وهذا أمر مرفوض، وستظل قوات الجيش المصرى والشرطة بالمرصاد لهؤلاء.

يجب أن تكونوا منصفين؛ فمصر هى الدولة الوحيدة التى تواجه الإرهاب بمفردها دون دعم من المجتمع الدولى الذى بدأ صوته يعلو بعد أن طالته يد الإجرام بالتفجيرات وهددت أمنه واستقراره.

ولا يتم تذكر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والحيوان التى تتحدثون عنها من خلال رؤيتكم دون استجلاء الحقائق إلا عندما يتعلق الأمر بمصر.. مصر التى بها ثانى أقدم برلمان فى العالم بعد مجلس العموم البريطانى وبها أحزاب وتداول للسلطة وهى تعلم الديمقراطية للآخرين بالممارسة التى تتم فى مؤسساتها وتفاخر بها ولا تقبل أن يعلمها الآخرون الديمقراطية بالشعارات

كنت أتمنى أنه عندما تتعرض مصر لعمليات إرهابية وحصار اقتصادى تكون دول البحر المتوسط بحكم الجغرافيا والتاريخ أكثر المدركين لمخاطر ذلك وأن يسعوا لشراكة حقيقية مع مصر، شراكة سياسية واقتصادية تحقق مصالحنا المشتركة، وفى هذا الصدد أشيد بالنموذج الإيطالى فهو من أنجح نماذج الشراكة الاقتصادية مع مصر عبر مشروعات مهمة تحقق مصلحة البلدين.

وفى مصر كنا نأمل بعد مشروع قناة السويس الجديدة ومشروع شرق التفريعة وغيرهما من المشروعات ستكون أوروبا شريكاً داعماً بما يحقق مصالح شعوب المنطقة لا أن نفأجا بالمزيد من الهجوم على مصر بأحادية ومن خلال رؤيتكم فقط دون استجلاء للحقيقة وهو أمر نرفضه.

إن المطلوب من القوى الدولية فى هذه الفترة أن تكون داعمة لمصر التى تخوض معركة شرسة ضد الإرهاب وتمر بفترة استثنائية تبنى خلالها مؤسساتها وعلى رأسها البرلمان الممثل لصوت الشعب وضميره، ودعونا من المصطلحات الكبيرة التى لا تخدم الشعوب بل هى ضد إرادتها.

وقلت إننى كنائب فى البرلمان أنبه وأحذر من غياب التعاون المشترك أمنياً وسياسياً واقتصادياً مع مصر، على أن يكون تعاوناً مبيناً على الندية والتكافؤ والاحترام المتبادل، فهذه هى الطريقة الوحيدة لحصار الإرهاب وتجفيف منابعه ودحره بما يحقق مصالحنا جميعاً وينعكس على شعوبنا بالخير سواء فى مصر أو أوروبا.

وطالبت بتعاون مشترك بين البرلمان المصرى والبرلمان الأوروبى بعد أن يعتذر البرلمان الأوروبى للشعب المصرى عن قراره المتعجل بطلب قطع المساعدات عن مصر دون استجلاء الحقائق وأن يكون هناك تعاون يحقق مصلحة الجميع.

وأخيراً فإنى أتقدم للشعب الإيطالى بخالص العزاء فى مقتل الشاب جوليو ريجينى؛ لأن هذا الحادث المروع آلمنا كمصريين وكشعب يرفض كل أشكال العنف والإرهاب والترهيب، كما يرفض كل محاولات هدم الوطن ولن يسمح بها تحت أى شماعة.

وعلى الغرب أن يراجع نفسه واستمراره فى إيواء الإرهابيين فانظروا ستجدونهم بينكم من الإخوان وغيرهم يحظون بحمايتكم قبل أن ينقضوا عليكم، وكفى تخفياً تحت شماعة الديمقراطية وحقوق الإنسان والحيوان لأنكم لا تعلمون شفرات وجينات الشعب المصرى.