جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب: يوم سقوط مبارك!!

-

سيظل يوم الحادى عشر من فبراير 2011 من الأيام المشهودة فى تاريخ مصر... إنه اليوم الذى سقط فيه مبارك من على كرسى الحكم بعد ثلاثين عاماً انتهت إلى تجريف الحياة السياسية واحتكار كل شىء واحتقار المواطن عبر الأقزام السياسية التى قفزت للواجهة فى غفلة من الزمن، وظنوا أنهم ملكوا البلاد والعباد.. فى ذلك اليوم سقط مبارك ودولته، لكن مصر لن تسقط أبداً لأنها أكبر من مبارك وأقزامه السياسية... سقط مبارك، وبقيت الدولة المصرية  بفضل تماسك مؤسساتها الفاعلة، خاصة المؤسسة العسكرية المنضبطة والعاشقة لتراب مصر التى جُندها فى رباط إلى يوم الدين كما أخبرنا الرسول، صلى الله عليه وسلم، مصر التى يجب ألا يزايد عليها أحد، فهى فوق كل المزايدين والمتآمرين والعملاء.

إن لحظة سقوط مبارك وخلعه بثورة شعبية سرقها المتأسلمون من جماعة الإخوان الإرهابية لينحرفوا بها نحو تحقيق أهدافهم بدلاً من تحقيق أهداف الشعب فاستعادها الشعب ثانية فى 30 يونيو؛ ولهذا سيظل يوم 11 فبراير حدثاً تاريخياً فريداً فى تاريخ مصر المعاصر، شاهداً على قوة وعظمة شعب مصر وجيشها.. لقد اشتعلت مشاعر الملايين بالفرحة بعد تنحى مبارك وشاهدنا ولادة جديدة للشعب المصرى وأحلامه فى حياة أفضل... ورأينا كيف انحاز المصريون للوطن وكيف انحاز الجيش للشعب وكيف نجت مصر من مخططات نشر الفزع والرعب فى كل ربوعها وتحقق قول الله جل شأنه «ادْخُلُوا مِصْرَ إنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» ليتأكد لنا أن مصر محروسة وستبقى فى أمان ورباط إلى يوم الدين رغم أنف كل  الحاقدين والمتآمرين فى الداخل والخارج، وأن بها رجالاً قادرين على حفظ الأمن واﻻستقرار ومواجهة أى مؤامرة لإشعال الخلافات وإثارة الفتنة لتحرق الأخضر واليابس.. لقد ظن كثيرون من أعداء هذا الوطن أن مصر ستسقط وستتحول إلى فريسة.. لكن خاب ظنهم وظلت مصر قوية شامخة بمؤسساتها وشعبها.

لم يكن  مبارك فى تاريخ مصر سوى موظف بدرجة رئيس جمهورية قاوم رياح التغيير فجرفته هذه الرياح لتخرجه من السلطة لتدور عقارب الساعة، حيث يجب أن تدور للأمام، ورغم أن بقايا وذيول هذا النظام تسعى بين الحين والآخر للعودة للواجهة إلا أن الحقيقة التى يتجاهلونها، كما الجماعة الإرهابية، هى أن «عقارب الساعة لا تعود للوراء».

لقد جاءت الموجة الثورية عاتية فتحطم فى مواجهتها رأس النظام والدائرة المحيطة به, وسقط مبارك فى  مشهد الـ18 يوما، هذه الأيام التى لا يمكن نسيانها والتى كان من ثمارها سقوط مبارك ومعه من ظنوا أنهم وحدهم أصحاب الحق فى الثروة والمحتكرون للسلطة.

«ارحل.. ارحل» عبارة هتف بها المصريون فى ميدان التحريرضد مبارك قبل خمس سنوات، لمدة 18يوماً فاستجاب لهم القدر فى 11 فبراير، ورحل مبارك.. ثم سرق الإخوان الثورة من الشعب.. فصحح الشعب ثورته ووقف الجيش بقائده معه لإنقاذ مصر من هذه العصابة التى سعت لتخريب كل المؤسسات وإفساد كل الهيئات وأخونتها عبر استخدام القوة والتهديد بالحرق والقتل..أرادوا سرقة دولة واعتقدوا واهمين أنه ليس لها من يحميها لأنهم لم يقرأوا ولم يفهموا ما جرى فى ثورة يناير خلال 18 يوماً، والتى انتهت إلى سقوط مبارك فكان لابد أن ينالوا من نفس الكأس.. تمرد عليهم الشعب.. جمعوا عناصرهم الإرهابية لتخويفه مما هو قادم من تفجيرات وأعمال إرهابية تماماً كما فعل مبارك فى أيامه الأخيرة وهو يرفع شعار «أنا أو الفوضى» فسقط ولم تنتصر الفوضى على مصر، بل حمى الشعب والجيش المنشآت والمرافق والشوارع.. وسقط الإخوان وتصدى الجيش والشرطة لإرهابهم من أجل أن تبقى مصر الآمنة فى رباط إلى يوم الدين.

إننا نسترجع هذا الحدث؛ لأننا نؤمن بأن الأمة التى تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من شر كل المتآمرين والإرهابيين وأعداء الحياة والأوطان.ش