جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : الشورى لمن ؟!

-
المشهد الانتخابي والسياسي لانتخابات مجلس الشوري القادمة في قاهرة المعز سابقاً يدعو للاستفزاز والاستنكار والإسقاط السياسي، فهناك فوضي الترشيحات والمجمعات الاستهلاكية- آسف جداً الانتخابية حاليا- فالمرشحون المتقدمون في الحزب الوطني الحاكم المسيطر علي الحياة السياسية والبرلمانية بالأغلبية المدمرة التي دمرت مصر علي كل المستويات حتي أصبح هو القاعدة والضمير والأمانة والكفاءة هي الاستثناء فالمدعون الجدد والمحتكرون الذين باعوا البلد تحت مسميات الخصخصة والعولمة والفذلكة والنخب البرلمانية التي جاءت سفاحاً وليس من رحم الشعب وكبد الامة وجدت في البرلمان بجناحيه الشعب والشوري ضالتها المفقودة في تحقيق مطامعها ومصالحها وأهدافها من خلال تطويع مشروعات القوانين في البرلمان لتحقيق المخطط المستقبلي لها وهو بيع شركات وأراض وآثار ونيل مصر المحروسة وأصبحت هذه النخبة البرلمانية الجديدة التي تشبه اللوبي الصهيوني من خلال استخدام آلتها المادية والسلطوية والإعلامية في قلب الحقائق واستبعاد الشرفاء والاصوات والقوي الوطنية الحقيقية هي للأسف الشديد المسيطرة علي المشهد الانتخابي في مصر الآن.وكانت انتخابات الشوري تمر علي الناس دون أن يشعر بها احد ولا أبالغ إذا قلت ان انتخابات المجالس الشعبية المحلية كانت تحظي باهتمام الجماهير اكثر من انتخابات الشوري التي كان يتهرب المرشحون من خوض انتخاباتها التي كانت تحصيل حاصل، فالشوري كان حتي وقت قريب بلا فاعلية ولا ادوات تشريعية مثل حق المساءلة والاستجوابات التي هي حق اصيل لمجلس الشعب فقط فعندما تجلس في الشوري الذي يضم نماذج وعناصر وطنية محترمه تجد انك في مكان له طقوسه وتقاليده الهادئة جداً كأنك في محراب علمي في حرم الازهر الشريف وكأنك في جامعة صوت العلم والعقل ، والحوار الراقي البناء هو القاسم المشترك لنوابها فلذلك كان عدم الإقبال علي الترشيح هو السمة الاساسية حتي سنوات قليلة ولكن السؤال ماذا حدث وما سر هذا الانقلاب والصراع والصدام حتي وصل الي التشابك والاحتكام للغة الرصاص والعنف بدلا من لغة الحوار والاقناع فاصبحت البورصة في انتخابات الشوري هذه المرة في ارتفاع جنوني حتي وصل عدد المرشحين الي ارقام واعداد تدعو للتحليل والتأمل واستخلاص النتائج حتي اصبحت المجمعات الانتخابية للحزب الوطني نموذجاً فاضحاً لهبوط مستوي الآراء والمشاركة في العمل السياسي داخل حزب يدعي الجميع فيه الالتزام الحزبي والشفافية وتغليب المصلحة العامة علي المصالح الخاصة ولكن الواقع ينفي ذلك تماماً فالمصالح هي لغة مرشحي الحزب الوطني لتحقيق مكاسب اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية بعيدة كل البعد عن مصالح الوطني والمواطن الذي يتاجر الجميع به بداية بالمرشحين ونهاية بالنواب الحاليين بهمومه ومشاكله وحقوقه وهم خائنون وكاذبون والواقع يكشف ذلك أمام الجميع ولكن الصدام المبكر بين جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تقاطع انتخابات الشوري منذ بدايتها وجدناها هذا العام تتحرك بشكل استراتيجي وتكتيكي لتعلن عن وجودها في الشوري بالشوري بينها بالدفع بأعضاء مجلس الشعب الحاليين في انتخابات الشوري في الدوائر ذات الوزن السياسي الكبير لأباطرة الحزب الوطني لمواجهتهم وإحراجهم أمام الرأي العام المصري والعالمي.وتعلن عن وجودها بقوة في الشارع المصري وخاصة قبل انتخابات البرلمان والانتخابات الرئاسية القادمة وهذا هو بيت القصيد والهدف الاستراتيجي البعيد للإخوان المسلمين حتي يكون له دور وثقل سياسي واقعي في اختيار رئيس مصر القادم حتي يكون لها دور في المعادلة الرئاسية القادمة بالمشاركة أو بالاتفاق مع أقوي المرشحين أن يكون لهم وجود شرعي في خريطة مصر السياسية وخاصة أن عاصفة التغيير تهب من كل الجوانب ولها صدي كبير لدي جماهير ومواطني مصر من الإسكندرية حتي أسوان والذي يدعي غير ذلك أقول إن قراءته للواقع في مصر مشكوك فيها يا ولدي والأيام القادمة تؤكد أن التغيير قادم ولا أحد يستطيع أن يقف أمام رغبات الجماهير فإنها كالطوفان يلتهم من يقف في طريقه.ونجد علي الجانب الآخر لانتخابات الشوري أن الحزب الوطني يعد العدة لتوجيه الضربة القاضية لجماعة الإخوان المسلمين لمسحهم من علي جدول القوائم السياسية والشوري فرصة للوطني لإثبات بسط نفوذه وسيطرته وقوته بالقانون وغير القانون للقضاء علي الخصم اللدود والقوي الإخوان المسلمين الذين تسببوا في بعض الأحيان في تعطيل المشاريع المستقبلية لبيع كل شيء لصالحهم بدون منغصات تشريعية وخاصة في مجلس الشعب بمجموع 88 نائباً في البرلمان اثبتوا تواجدهم بقوة في اللجان وتحت القبة وكانوا سبباً في كشف المستور وإيقاف قطار الخصخة والمصمصة لأباطرة الحزب الوطني أو المحتكرين الجدد فهل ستكون هذه المواجهة السياسية بين الحزب الوطني وأعضاء مجلس الشعب للإخوان المسلمين وتنظيماته الممتدة في كل مكان هي بداية النهاية للإخوان المسلمين وبسط الحزب الوطني سيطرته علي الشوري وعلي الشعب وعلي الانتخابات الرئاسية أم أن هناك حسابات أخري.ومفاجآت من العيار السياسي الثقيل تكون حتمية لإحداث ثورة في التغيير ورحيل نماذج من الحزب الوطني تحظي بالرفض وعدم القبول الشعبي من أبناء مصر وتكون بداية لمحاكمتهم لأنهم كونوا ثروات طائلة علي حساب الغلابة والجماهير حتي قرارات العلاج للمرضي لم تنج من فسادهم وإفسادهم.وفي النهاية نتساءل ويتساءل معنا هذا الشعب الصابر علي الذين باعوا الأرض والعرض والبلد رغم أن البلد بلدنا