جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : من‭ ‬قتل‭ ‬النائب‭ ‬العام؟‭!‬ا

-


نزل‭ ‬خبر‭ ‬استشهاد‭ ‬المستشار‭ ‬هشام‭ ‬بركات‭ ‬النائب‭ ‬العام،‭ ‬كالضربة‭ ‬القاصمة‭ ‬على‭ ‬المصريين،‭ ‬وعم‭ ‬الحزن‭ ‬بينهم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬محاميا‭ ‬للشعب‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬وكان‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬أمام‭ ‬غزوات‭ ‬الإخوان‭ ‬وميليشياتها،‭ ‬فكان‭ ‬يقف‭ ‬ضد‭ ‬التيار‭ ‬الإخوانى‭ ‬والإرهابي،‭ ‬بالقانون‭ ‬لأنه‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسي،‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬لقاءاتهما،‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يموت‭ ‬ويقابل‭ ‬الله،‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬معه‭ ‬أحد‭ ‬فى‭ ‬القبر‭ ‬عند‭ ‬الحساب‭. ‬

فلذلك‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬يمثل‭ ‬صوت‭ ‬الشعب‭ ‬بما‭ ‬تعنيه‭ ‬الكلمة،‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مظلمته‭.. ‬وأصعب‭ ‬شىء‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يقتل‭ ‬الإنسان‭ ‬أخاه‭ ‬الإنسان‭ ‬بلا‭ ‬أى‭ ‬جرم‭. ‬

 

وبالرغم‭  ‬أن‭ ‬استشهاد‭ ‬المستشار‭ ‬هشام‭ ‬بركات‭ ‬تقف‭ ‬وراءه‭ ‬أجهزة‭ ‬استخباراتية‭ ‬عالمية،‭ ‬بسبب‭ ‬تحريك‭ ‬الدعوى‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الأموال‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬أخذتها‭ ‬منظمات‭ ‬وتنظيمات‭ ‬أهلية‭ ‬باسم‭ ‬الجمعيات‭ ‬الأهلية‭ ‬للإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬حبيسة‭ ‬الأدراج‭ ‬منذ‭ ‬ثورة‭ ‬يناير‭ ‬2011،‭ ‬والمتورطة‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬لأنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬ضغوط‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بعدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬أموال‭ ‬الإخوان‭ ‬والمتورط‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬شخصية‭.‬

ولابد‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قصورا‭ ‬شديدا‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭ ‬وإهمالا‭ ‬في‭ ‬الحراسات،‭ ‬وعدم‭ ‬تغيير‭ ‬خط‭ ‬سير‭ ‬المسئولين،‭ ‬فبكل‭ ‬المقاييس‭ ‬دعونا‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬استشهاد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬نصر‭ ‬للإرهاب‭ ‬وفرحة‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬لهم‭ ‬لأنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬إخوانا‭ ‬ولا‭ ‬مسلمين‭ ‬ويشمتون‭ ‬في‭ ‬الموت‭. ‬

 

إن‭ ‬استشهاد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬مثًّل‭ ‬صدمة‭ ‬كبيرة‭ ‬للجميع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دماءه‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تذهب‭ ‬هباءً،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬استشهاد‭ ‬هشام‭ ‬بركات‭ ‬نقطة‭ ‬لتغيير‭ ‬فكر‭ ‬منظومة‭ ‬الحراسات‭ ‬الأمنية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسئولين‭ ‬مستهدفين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وميليشيات‭ ‬الإخوان‭.. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ننهى‭ ‬عصر‭ ‬التعامل‭ ‬بسياسة‭ ‬رد‭ ‬الفعل،‭ ‬ونبدأ‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬الأفعال‭ ‬الاستباقية‭ ‬لمواجهة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬وتدريب‭ ‬وتجهيز‭ ‬الأفراد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬التوقع‭ ‬والمواجهة‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استشهاد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أثناء‭ ‬توجهه‭ ‬من‭ ‬منزله‭ ‬بمصر‭ ‬الجديدة‭ ‬إلى‭ ‬مكتبه‭ ‬وتدمير‭ ‬سيارته‭ ‬فهى‭ ‬كارثة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خللا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬مصدره‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬أشخاصا‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬يعملون‭ ‬لدى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ويقومون‭ ‬بإمدادهم‭ ‬بتحركات‭ ‬المسئولين‭ ‬ولنا‭ ‬فى‭ ‬واقعة‭ ‬قضاة‭ ‬العريش‭ ‬عبرة‭ ‬وعظة،‭ ‬وكذلك‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق‭ ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬إبراهيم،‭ ‬فكل‭ ‬هذا‭ ‬يعطى‭ ‬إشارة‭ ‬ودليلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬فى‭ ‬جهات‭ ‬معينة‭ ‬تمد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإرهابيين‭ ‬بخطوط‭ ‬السير‭ ‬وتحركات‭ ‬المسئولين،‭ ‬وأن‭ ‬استشهاد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬هشام‭ ‬بركات،‭ ‬قبل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬الثانية‭ ‬لـ30‭ ‬يونيو‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬يعطى‭ ‬فرصة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الذين‭ ‬يجدون‭ ‬فى‭ ‬رائحة‭ ‬الدم‭ ‬شفاءً‭ ‬لنفوسهم‭ ‬وعقولهم‭ ‬وشماتتهم‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭. ‬

والمصيبة‭ ‬الكبرى‭ ‬أن‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬الخاصة‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬محاولة‭ ‬فاشلة‭ ‬لاغتيال‭ ‬النائب‭ ‬العام،‭ ‬وهذا‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬يعطى‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬فى‭ ‬المشهد‭ ‬المصرى‭ ‬لأن‭ ‬المعلومات‭ ‬غير‭ ‬متوافرة‭ ‬وتحدث‭ ‬بلبلة‭ ‬وتكون‭ ‬النتيجة‭ ‬إعلان‭ ‬وفاة‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بعد‭ ‬ساعتين‭.  ‬فلذلك‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬ثغرات‭ ‬أمنية‭ ‬وإعلامية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تداركها‭ ‬ووضع‭ ‬أيدينا‭ ‬عليها‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تغيير‭ ‬خطوط‭ ‬السير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكافة‭ ‬المسئولين‭ ‬المستهدفين‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬القبض‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الخلايا‭ ‬الإرهابية‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وزير‭ ‬الداخية‭ ‬وجهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬استنفار‭ ‬وتحد‭ ‬كامل‭ ‬حتى‭ ‬تتم‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ "‬من‭ ‬الذى‭ ‬قتل‭ ‬النائب‭ ‬العام؟‭" ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬من‭ ‬وارئه‭ ‬وما‭ ‬هى‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬الخارجية‭ ‬التى‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬الكارثي؟‭. ‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭.. ‬ستحدث‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفرج‭ ‬والابتهاج‭ ‬لدى‭ ‬ميليشيات‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬وستخرج‭ ‬علينا‭ ‬الأقلام‭ ‬والأصوات‭ ‬الإخوانية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬تهلل‭ ‬لاستشهاد‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬وسيرددون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عمليات‭ ‬أخرى‭ ‬ستتم‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬وأن‭ ‬الشعب‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬حكم‭ ‬السيسي،‭ ‬وستكون‭ ‬هناك‭ ‬وصلات‭ ‬من‭ ‬الشماتة‭ ‬والردح‭ ‬السياسى‭ ‬والفضائى‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يجيدون‭ ‬إلا‭ ‬لغة‭ ‬الاغتيالات‭ ‬والقتل‭ ‬بالرصاص‭ ‬والاستقواء‭ ‬بالأمريكان‭ ‬وأردوغان‭. ‬

إن‭ ‬مقتل‭ ‬المستشار‭ ‬هشام‭ ‬بركات‭ ‬النائب‭ ‬العام،‭ ‬فى‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تقابله‭ ‬مواجهة‭ ‬بالرصاص‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬العصابات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬للدين‭ ‬ولا‭ ‬للإسلام‭ ‬حقيقة،‭ ‬فلغة‭ ‬الدم‭ ‬والقتل‭ ‬هى‭ ‬لغة‭ ‬مواجهة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخوارج‭ ‬عن‭ ‬الشرع‭ ‬والدين‭ ‬والإنسانية،‭ ‬وحتى‭ ‬الوطنية،‭ ‬فالإعدام‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يطبق‭ ‬وينفذ‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخونة‭ ‬والمجرمين‭ ‬الذين‭ ‬استباحوا‭ ‬أعراض‭ ‬الناس‭ ‬وقتلوا‭ ‬الشرفاء‭ ‬فى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭.. ‬ولا‭ ‬عزاء‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬القصاص‭ ‬والإعدام‭ ‬لهؤلاء‭ ‬القتلة‭ ‬ومن‭ ‬يمولهم،‭ ‬ويدافع‭ ‬عنهم‭. ‬

داعش‭ ‬تضرب‭ ‬الكويت

 

جاء‭ ‬خبر‭ ‬قيام‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬من‭ ‬ميليشيات‭ ‬داعش‭ ‬بعملية‭ ‬انتحارية‭ ‬داخل‭ ‬‮ ‬مسجد الإمام‭ ‬الصادق ليؤكد‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬القتلة‭ ‬استباحوا‭ ‬كل‭ ‬المحرمات‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططاتهم‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬ضحاياهم‭ ‬يصلون‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭. ‬

وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المسجد‭ ‬شيعيا‭ ‬أو‭ ‬سنيا‭ - ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أعترف‭ ‬بلغة‭ ‬التقسيم‭ ‬فالمساجد‭ ‬جميعها‭ ‬هي‭ ‬بيوت‭ ‬الله‭- ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬جماعة‭ ‬بهذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الإجرامية‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الحساس‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬عواصم‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬وحدها؟‭ ‬فما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬وتونس‭ ‬الخضراء‭ ‬وفرنسا‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬ظهرت‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬فجأة‭ ‬بلا‭ ‬مقدمات‭ ‬وأصبحت‭ ‬حديث‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تحركها‭ ‬وتمدها‭ ‬بالمال‭ ‬والمعلومات‭ ‬وجميع‭ ‬مستلزماتها‭ ‬أجهزة‭ ‬استخبارات‭ ‬عالمية،‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانات‭ ‬والمعلومات‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تملكه‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬

وتعددت‭ ‬التحذيرات‭ ‬التي‭ ‬نشرناها‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬النهار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خلايا‭ ‬داعشية‭ ‬وخلايا‭ ‬إرهابية‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تعبث‭ ‬بأمن‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬التوازن‭ ‬والتسامح‭ ‬السياسي‭ ‬والطائفي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع،‭ ‬فالكل‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬والكل‭ ‬له‭ ‬نفس‭ ‬الحقوق‭ ‬وعليه‭ ‬كافة‭ ‬الواجبات‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬المعادلة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬نجح‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬عمليا‭ ‬فلا‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬شيعي‭ ‬وسني‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الكويت‭ ‬فالكل‭ ‬يدين‭ ‬بالولاء‭ ‬للوطن‭ ‬والتراب‭ ‬الكويتي‭. ‬

ورغم‭ ‬بشاعة‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬الإجرامي‭ ‬الذي‭ ‬راح‭ ‬ضحيته‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬28‭ ‬قتيلا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬إنذارا‭ ‬لأجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجية‭ ‬أن‭ ‬داعش‭ ‬تقترب‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬رد‭ ‬عربي‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سرعة‭ ‬إنشاء‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬العربية‭ ‬حتى‭ ‬تقف‭ ‬لهذه‭ ‬الميليشيات‭ ‬الجديدة‭ ‬علينا‭ ‬والممولة‭ ‬من‭ ‬الأمريكان‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬بذلك‭. ‬

فمصر‭ ‬والسعودية‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬مسئولة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والشكليات‭ ‬عن‭ ‬سرعة‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬قوات‭ ‬الردع‭ ‬العربية‭ ‬لتواجه‭ ‬هذه‭ ‬الميليشيات‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬القانون،‭ ‬فلن‭ ‬يحمي‭ ‬مصالحنا‭ ‬وأمننا‭ ‬ومواطنينا‭ ‬إلا‭ ‬نحن،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتنبه‭ ‬إليها‭ ‬حكام‭ ‬الخليج‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬أمان‭ ‬للاستقواء‭ ‬بالخارج‭ ‬وأن‭ ‬الأمان‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬الاستقواء‭ ‬بالشعوب‭ ‬العربية‭ ‬لتكون‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الموجات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬هبت‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬يتم‭ ‬استهداف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬والكويت‭ ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬لداعش‭ ‬رغم‭ ‬محاولات‭ ‬الكويت‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والعراق‭ ‬وتركيا،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬ينتبه‭ ‬الأمن‭ ‬الكويتي‭ ‬لعناصر‭ ‬خليجية‭ ‬أو‭ ‬لمواطنين‭ ‬خليجيين‭ ‬تم‭ ‬تجنيدهم‭ ‬وعمل‭ ‬غسيل‭ ‬لعقولهم‭ ‬وانضموا‭ ‬لداعش‭ ‬والنصرة‭ ‬وتنظيم‭ ‬الجهاد،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬مفاجأة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منفذ‭ ‬جريمة‭ ‬المسجد‭ ‬سعوديا،‭ ‬فنحن‭ ‬صمتنا‭ ‬طويلا‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬باعوا‭ ‬وخانوا‭ ‬ضمائرهم‭ ‬ووطنهم‭ ‬وانضموا‭ ‬للميليشيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ليكونوا‭ ‬وقودا‭ ‬يحرق‭ ‬أوطانهم‭. ‬

والحق‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬زيارة‭ ‬الشيخ‭ ‬صباح‭ ‬الأحمد‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬بعد‭ ‬دقائق‭ ‬من‭ ‬الحادث‭ ‬متجاهلا‭ ‬التعليمات‭ ‬الأمنية‭ ‬هي‭ ‬دليل‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬يعيش‭ ‬وسط‭ ‬النيران‭ ‬وعلى‭ ‬استعداد‭ ‬للتضحية‭ ‬والشهادة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬والأخطر‭ ‬أن‭ ‬الحاكم‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬مرتبطا‭ ‬بشعبه‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬وساما‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة‭. ‬

فلذلك‭ ‬كان‭ ‬تواجد‭ ‬الأمير‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬الحدث‭ ‬هو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬حواجز‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬والحاكم،‭ ‬ورسالة‭ ‬ضمنية‭ ‬للإرهابيين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التفجيرات‭ ‬لن‭ ‬ترهبنا‭ ‬ولن‭ ‬توقفنا‭ ‬عن‭ ‬مواجهتم‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الكويتية‭ ‬أن‭ ‬تنتبه‭ ‬أن‭ ‬المنشآت‭ ‬النفطية‭ ‬والحكومية‭ ‬ستكون‭ ‬مستهدفة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحدث،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬الكويت‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬خطر،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التضامن‭ ‬معها‭ ‬ليس‭ ‬بالشعارات‭ ‬ولا‭ ‬الكلمات‭ ‬ولكن‭ ‬بالمعلومات‭ ‬وإرسال‭ ‬القوات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬البؤر‭ ‬الساخنة،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬عاصفة‭ ‬الحزم‭ ‬أصبحت‭ ‬مستهدفة‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بإشعال‭ ‬المنطقة‭ ‬واستهداف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬خاصة‭ ‬الأمريكان‭.‬

فلا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نراهن‭ ‬على‭ ‬حصان‭ ‬فاسد‭ ‬وإرهابي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يمحو‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومصر‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رد‭  ‬الفعل‭ ‬هو‭ ‬سرعة‭ ‬إنشاء‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬العربية‭ ‬والاحتماء‭ ‬بالشعوب‭ ‬فهي‭ ‬حصن‭ ‬النجاة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬الخضوع‭ ‬والخنوع‭ ‬للأمريكان‭. ‬

 

قنابل‭ ‬المنوفية

 

مازلنا‭ ‬ننبه‭ ‬ونحذر‭ ‬ونؤكد‭ ‬أن‭ ‬مستشفى‭ ‬منوف‭ ‬العام‭ ‬ليس‭ ‬به‭ ‬جهاز‭ ‬للأشعة‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬المبني‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭  ‬تكلف‭ ‬الملايين‭ ‬شبكة‭ ‬للغازات،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الدكتور‭ ‬أسامة‭ ‬ليلة‭ ‬يصرخ‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬مئذنة‭ ‬في‭ ‬قاهرة‭ ‬المعز‭ ‬ويرسل‭ ‬استغاثات‭ ‬ربانية‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح‭ ‬للدكتور‭ ‬عادل‭ ‬العدوى‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬ويشاهد‭ ‬الموقف‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أحدا‭ ‬يستمع‭ ‬للشرفاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭. ‬

ناهيك‭ ‬عن‭ ‬إغلاق‭ ‬مركز‭ ‬التدريب‭ ‬المهني‭ ‬بمدينة‭ ‬منوف‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يخرج‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحرفيين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السباكة‭ ‬والكهرباء‭ ‬والنقاشة،‭ ‬والذي‭ ‬مررت‭ ‬عليه‭ ‬أمس‭ ‬فوجدته‭ ‬مغلقا‭ ‬وتخيم‭ ‬عليه‭ ‬رائحة‭ ‬الكآبة‭ ‬ولا‭ ‬أحدا‭ ‬يسأل‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مديرية‭ ‬الإسكان‭ ‬التابع‭ ‬لها،‭ ‬وأصبح‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬مهجورا‭ ‬ومغلقا‭ ‬وبيتا‭ ‬ومكانا‭ ‬للقمامة‭ ‬والحيوانات‭. ‬

وما‭ ‬زلنا‭ ‬نقول‭ ‬ونطالب‭ ‬الدكتور‭ ‬عادل‭ ‬العدوى‭ ‬بأن‭ ‬يذهب‭ ‬بنفسه‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬سرس‭ ‬الليان‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬كل‭ ‬دوره‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬رأي‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المدينة‭ ‬أنه‭ ‬يقوم‭ ‬فقط‭ ‬بتحويل‭ ‬الحالات‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أطباء‭ ‬في‭ ‬الاستقبال،‭ ‬ولا‭ ‬أي‭ ‬شىء،‭ ‬حتى‭ ‬فوجئت‭ ‬أمس‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬استدعاء‭ ‬الأطباء‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المرضى‭ ‬لعلاجهم‭ ‬داخل‭ ‬المستشفى‭ ‬وهذه‭ ‬مهزلة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬المهنية‭ ‬والإنسانية‭. ‬

ونحن‭ ‬نبلغ‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬ومحافظ‭ ‬المنوفية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لن‭ ‬يستمر‭ ‬طويلا‭ ‬ويجب‭ ‬معرفة‭ ‬احتياجات‭ ‬المستشفى‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬ومستلزمات،‭ ‬وأجهزة‭ ‬وإمكانيات‭ ‬وكوادر‭ ‬طبية‭ ‬وممرضات‭ ‬وأخصائيين‭ ‬لأنها‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحويله‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬منوف‭ ‬ومستشفى‭ ‬الباجور‭. ‬

وهو‭ ‬عار‭ ‬وجريمة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أبناء‭ ‬سرس‭ ‬الليان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الصرح‭ ‬الطبي،‭ ‬وهذا‭ ‬المستشفى‭ ‬الذي‭ ‬تكلف‭ ‬الملايين‭ ‬ليس‭ ‬مكانا‭ ‬لتقديم‭ ‬الخدمة‭ ‬الطبية‭ ‬للمواطنين‭ ‬ولكن‭ ‬تقديم‭ ‬الأكل‭ ‬للقطط‭ ‬والكلاب،‭ ‬أما‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬سرس‭ ‬الليان‭ ‬فأصبح‭ ‬خارج‭ ‬الخدمة‭ ‬بمعني‭ ‬الكلمة‭. ‬

وللمرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬نكرر‭.. ‬على‭ ‬السيد‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬ومحافظ‭ ‬المنوفية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬لغة‭ ‬الجزاءات‭ ‬والاتهامات‭ ‬بلا‭ ‬دليل‭ ‬أن‭ ‬يعالجوا‭ ‬ويحلوا‭ ‬موضوع‭ ‬مستشفى‭ ‬سرس‭ ‬الليان‭ ‬بشكل‭ ‬عملي‭ ‬وواقعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬معرفة‭ ‬مطالب‭ ‬المستشفى‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يبدأ‭ ‬الحساب‭ ‬عندما‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬الإمكانات‭.. ‬ارحموا‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬يرحمكم‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬السماء‭.‬