أسامة شرشر يكتب : من قتل النائب العام؟!ا
نزل خبر استشهاد المستشار هشام بركات النائب العام، كالضربة القاصمة على المصريين، وعم الحزن بينهم على هذا الرجل لأنه كان محاميا للشعب بمعنى الكلمة، وكان حائط الصد أمام غزوات الإخوان وميليشياتها، فكان يقف ضد التيار الإخوانى والإرهابي، بالقانون لأنه كما قال للرئيس السيسي، فى أحد لقاءاتهما، أنه عندما يموت ويقابل الله، لن يكون معه أحد فى القبر عند الحساب.
فلذلك كان هذا الرجل يمثل صوت الشعب بما تعنيه الكلمة، وكان يعمل على الحفاظ على حقوقه والدفاع عن مظلمته.. وأصعب شىء على المرء أن يقتل الإنسان أخاه الإنسان بلا أى جرم.
وبالرغم أن استشهاد المستشار هشام بركات تقف وراءه أجهزة استخباراتية عالمية، بسبب تحريك الدعوى الجنائية في قضية الأموال الخارجية التي أخذتها منظمات وتنظيمات أهلية باسم الجمعيات الأهلية للإخوان المسلمين والتي كانت حبيسة الأدراج منذ ثورة يناير 2011، والمتورطة فيها بعض الدول العربية والإقليمية والدولية، لأنه كانت هناك ضغوط من أمريكا على المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعدم اتخاذ قرارات فى قضية أموال الإخوان والمتورط فيها أكثر من 300 شخصية.
ولابد أن نعترف أن هناك قصورا شديدا في المعلومات وإهمالا في الحراسات، وعدم تغيير خط سير المسئولين، فبكل المقاييس دعونا نعترف أن استشهاد النائب العام هو نصر للإرهاب وفرحة لا تقدر لهم لأنهم ليسوا إخوانا ولا مسلمين ويشمتون في الموت.
إن استشهاد النائب العام فى حد ذاته مثًّل صدمة كبيرة للجميع إلا أن دماءه يجب ألا تذهب هباءً، فيجب أن يكون استشهاد هشام بركات نقطة لتغيير فكر منظومة الحراسات الأمنية فى مصر خاصة أن الكثير من المسئولين مستهدفين من قبل الجماعات الإرهابية وميليشيات الإخوان.. كما يجب علينا أن ننهى عصر التعامل بسياسة رد الفعل، ونبدأ العمل من خلال سياسة الأفعال الاستباقية لمواجهة هؤلاء الإرهابيين، وتدريب وتجهيز الأفراد يجب أن يكون على أعلى مستوى من التوقع والمواجهة والقضاء على هؤلاء الإرهابيين، ولكن أن يتم استشهاد النائب العام أثناء توجهه من منزله بمصر الجديدة إلى مكتبه وتدمير سيارته فهى كارثة بكل المقاييس ولا بد أن نعترف أن هناك خللا ما لا نعرف مصدره وأن هناك أشخاصا للأسف الشديد ما زالوا يعملون لدى الجماعات الإرهابية ويقومون بإمدادهم بتحركات المسئولين ولنا فى واقعة قضاة العريش عبرة وعظة، وكذلك محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم، فكل هذا يعطى إشارة ودليلا أن هناك مجموعات من الأفراد فى جهات معينة تمد هؤلاء الإرهابيين بخطوط السير وتحركات المسئولين، وأن استشهاد النائب العام هشام بركات، قبل يوم من الاحتفال بالذكرى الثانية لـ30 يونيو والتخلص من حكم الإخوان يعطى فرصة لهؤلاء الإرهابيين الذين يجدون فى رائحة الدم شفاءً لنفوسهم وعقولهم وشماتتهم حتى فى شهر رمضان.
والمصيبة الكبرى أن القنوات الفضائية الخاصة خرجت علينا بأن هناك محاولة فاشلة لاغتيال النائب العام، وهذا فى حد ذاته يعطى مزيدا من الارتباك فى المشهد المصرى لأن المعلومات غير متوافرة وتحدث بلبلة وتكون النتيجة إعلان وفاة النائب العام بعد ساعتين. فلذلك لا بد أن نعترف أن هناك إلى حد كبير ثغرات أمنية وإعلامية لا بد من تداركها ووضع أيدينا عليها وأن يتم تغيير خطوط السير بالنسبة لكافة المسئولين المستهدفين وفى نفس الوقت القبض والقضاء على الخلايا الإرهابية ويجب أن يكون وزير الداخية وجهاز الشرطة فى حالة استنفار وتحد كامل حتى تتم الإجابة عن سؤال "من الذى قتل النائب العام؟" فلا بد أن نعرف من وارئه وما هى الجهات الداخلية أو الخارجية التى تقف وراء هذا الحادث الكارثي؟.
وعلى الجانب الآخر.. ستحدث حالة من الفرج والابتهاج لدى ميليشيات جماعة الإخوان وستخرج علينا الأقلام والأصوات الإخوانية فى كل مكان تهلل لاستشهاد النائب العام وسيرددون أن هناك عمليات أخرى ستتم فى المرحلة المقبلة وأن الشعب لا يريد حكم السيسي، وستكون هناك وصلات من الشماتة والردح السياسى والفضائى لأنهم لا يجيدون إلا لغة الاغتيالات والقتل بالرصاص والاستقواء بالأمريكان وأردوغان.
إن مقتل المستشار هشام بركات النائب العام، فى حد ذاته لابد أن تقابله مواجهة بالرصاص مع هذه العصابات التى لا تعرف للدين ولا للإسلام حقيقة، فلغة الدم والقتل هى لغة مواجهة هؤلاء الخوارج عن الشرع والدين والإنسانية، وحتى الوطنية، فالإعدام لابد أن يطبق وينفذ على هؤلاء الخونة والمجرمين الذين استباحوا أعراض الناس وقتلوا الشرفاء فى شهر رمضان.. ولا عزاء للنائب العام حتى يتم القصاص والإعدام لهؤلاء القتلة ومن يمولهم، ويدافع عنهم.
داعش تضرب الكويت
جاء خبر قيام العناصر الإرهابية من ميليشيات داعش بعملية انتحارية داخل مسجد الإمام الصادق ليؤكد أن هؤلاء القتلة استباحوا كل المحرمات في مقابل تنفيذ مخططاتهم حتى لو كان ضحاياهم يصلون صلاة الجمعة.
وبعيدا عن أن هذا المسجد شيعيا أو سنيا - فأنا لا أعترف بلغة التقسيم فالمساجد جميعها هي بيوت الله- هل يعقل أن تقوم جماعة بهذه الأعمال الإجرامية وفي هذا التوقيت الحساس في 3 عواصم في آن واحد وحدها؟ فما جرى في الكويت وتونس الخضراء وفرنسا يؤكد أن هذه الجماعة التي ظهرت على السطح فجأة بلا مقدمات وأصبحت حديث العالم لا بد أن تحركها وتمدها بالمال والمعلومات وجميع مستلزماتها أجهزة استخبارات عالمية، تملك من القدرات والإمكانات والمعلومات ما لا تملكه أي جهة أخرى.
وتعددت التحذيرات التي نشرناها في جريدة النهار أن هناك خلايا داعشية وخلايا إرهابية تحاول أن تعبث بأمن دولة الكويت التي حققت التوازن والتسامح السياسي والطائفي على مدار سنوات طوال بين جميع أطياف المجتمع، فالكل يشارك في مجلس الأمة والكل له نفس الحقوق وعليه كافة الواجبات وهذه هي المعادلة الصعبة التي نجح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في تنفيذها عمليا فلا فرق بين وزير شيعي وسني في حكومة الكويت فالكل يدين بالولاء للوطن والتراب الكويتي.
ورغم بشاعة هذا الحادث الإجرامي الذي راح ضحيته أكثر من 28 قتيلا، إلا أنه يمثل إنذارا لأجهزة الأمن الخليجية أن داعش تقترب ويجب أن يكون هناك رد عربي حقيقي من خلال سرعة إنشاء القوات العسكرية العربية حتى تقف لهذه الميليشيات الجديدة علينا والممولة من الأمريكان ولا بد أن نعترف بذلك.
فمصر والسعودية ودول الخليج مسئولة بعيدا عن البيروقراطية والشكليات عن سرعة الانتهاء من إنشاء قوات الردع العربية لتواجه هذه الميليشيات الخارجة عن القانون، فلن يحمي مصالحنا وأمننا ومواطنينا إلا نحن، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يتنبه إليها حكام الخليج أنه لا أمان للاستقواء بالخارج وأن الأمان الحقيقي هو الاستقواء بالشعوب العربية لتكون حائط صد في مواجهة هذه الموجات الإرهابية التي هبت علينا من جديد ولأول مرة يتم استهداف دول الخليج والكويت أول محطة لداعش رغم محاولات الكويت لتحقيق التوازن الإستراتيجي في المنطقة بين إيران والعراق وتركيا، ويجب أن ينتبه الأمن الكويتي لعناصر خليجية أو لمواطنين خليجيين تم تجنيدهم وعمل غسيل لعقولهم وانضموا لداعش والنصرة وتنظيم الجهاد، ولم تكن مفاجأة أن يكون منفذ جريمة المسجد سعوديا، فنحن صمتنا طويلا عن هؤلاء المواطنين الذين باعوا وخانوا ضمائرهم ووطنهم وانضموا للميليشيات الإرهابية ليكونوا وقودا يحرق أوطانهم.
والحق أقول إن زيارة الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت بعد دقائق من الحادث متجاهلا التعليمات الأمنية هي دليل أن الرجل يعيش وسط النيران وعلى استعداد للتضحية والشهادة في سبيل الحفاظ على دولة الكويت والأخطر أن الحاكم عندما يكون مرتبطا بشعبه يكون ذلك وساما له في الدنيا والآخرة.
فلذلك كان تواجد الأمير في موقع الحدث هو دليل على عدم وجود حواجز بين الشعب والحاكم، ورسالة ضمنية للإرهابيين أن هذه التفجيرات لن ترهبنا ولن توقفنا عن مواجهتم ويجب على الحكومة الكويتية أن تنتبه أن المنشآت النفطية والحكومية ستكون مستهدفة في المرحلة القادمة، ويجب أن تكون الإجراءات الأمنية على مستوى الحدث، فلا بد أن نعترف أن الكويت أصبحت في خطر، ويجب أن يكون التضامن معها ليس بالشعارات ولا الكلمات ولكن بالمعلومات وإرسال القوات العربية في البؤر الساخنة، وأعتقد أن الدول التي شاركت في عاصفة الحزم أصبحت مستهدفة وأن هناك من يقوم بإشعال المنطقة واستهداف دول الخليج خاصة الأمريكان.
فلا يجب أن نراهن على حصان فاسد وإرهابي يريد أن يمحو دول الخليج ومصر من على سطح الأرض ولكن يجب أن يكون رد الفعل هو سرعة إنشاء القوة العسكرية العربية والاحتماء بالشعوب فهي حصن النجاة بعيدا عن سياسة الخضوع والخنوع للأمريكان.
قنابل المنوفية
مازلنا ننبه ونحذر ونؤكد أن مستشفى منوف العام ليس به جهاز للأشعة ولا يوجد في المبني الجديد الذي تكلف الملايين شبكة للغازات، رغم أن الدكتور أسامة ليلة يصرخ من أعلى مئذنة في قاهرة المعز ويرسل استغاثات ربانية في صلاة التراويح للدكتور عادل العدوى وزير الصحة أن يأتي ويشاهد الموقف عن قرب ولكن لا أحدا يستمع للشرفاء في هذا الوطن.
ناهيك عن إغلاق مركز التدريب المهني بمدينة منوف والذي كان يخرج مجموعة من الحرفيين في مجال السباكة والكهرباء والنقاشة، والذي مررت عليه أمس فوجدته مغلقا وتخيم عليه رائحة الكآبة ولا أحدا يسأل سواء في المحافظة أو في مديرية الإسكان التابع لها، وأصبح هذا المكان مهجورا ومغلقا وبيتا ومكانا للقمامة والحيوانات.
وما زلنا نقول ونطالب الدكتور عادل العدوى بأن يذهب بنفسه إلى مستشفى سرس الليان الذي أصبح كل دوره على حد رأي المواطنين من أبناء المدينة أنه يقوم فقط بتحويل الحالات ولا يوجد أطباء في الاستقبال، ولا أي شىء، حتى فوجئت أمس أنه يتم استدعاء الأطباء من الخارج على حساب المرضى لعلاجهم داخل المستشفى وهذه مهزلة بكل المقاييس المهنية والإنسانية.
ونحن نبلغ وزير الصحة ومحافظ المنوفية أن هذا الأمر لن يستمر طويلا ويجب معرفة احتياجات المستشفى من أفراد ومستلزمات، وأجهزة وإمكانيات وكوادر طبية وممرضات وأخصائيين لأنها جريمة في حق المواطن أن يتم تحويله إلى مستشفى منوف ومستشفى الباجور.
وهو عار وجريمة في حق أبناء سرس الليان أن يكون هذا الصرح الطبي، وهذا المستشفى الذي تكلف الملايين ليس مكانا لتقديم الخدمة الطبية للمواطنين ولكن تقديم الأكل للقطط والكلاب، أما الإنسان في مدينة سرس الليان فأصبح خارج الخدمة بمعني الكلمة.
وللمرة الأخيرة نكرر.. على السيد وزير الصحة ومحافظ المنوفية بعيدا عن لغة الجزاءات والاتهامات بلا دليل أن يعالجوا ويحلوا موضوع مستشفى سرس الليان بشكل عملي وواقعي من خلال معرفة مطالب المستشفى ومن هنا يبدأ الحساب عندما يتم توفير الإمكانات.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.