فنانون رحلوا بنهايات مأساوية

لم تكن حياتهم المليئة بالبذخ والصحة والرفاهية مؤشرا على نهايتهم المأساوية، فقد عاش فنانو الزمن الجميل وسط حياة صاخبة مليئة بالسهر وسعة العيش، ولكن كانت نهاية بعضهم غامضة مأساوية، لا يصدق أحدا ان تكون هذه هي الخاتمة والنهاية لهؤلاء الفنانون.
على الكسار وغرفة درجة ثالثة في القصر العيني
لم تكن شهرته عادية او انتشاره بسيط.. فهو من خرج كثير من النجوم من خلال فرقته الشهيرة.. لقد كان الكسار رائدا من رواد الفن المسرحي الذي تتلمذ على يديه العديد من نجوم الزمن الجميل، ذاع صيت فرقته واصبحت من اهم الفرق المصرية ولكن لم تكن دائما الامور تسير كما يحب ويتمني الكسار ليصاب بالتهاب رئوي حاد يمنعه من الاستمرار في العمل او اسناد البطولات اليه وتتراكم عليه الديون وتطارده الضرائب الى ان تم الحجز على جميع ممتلكاته ولم يتبق معه سوى 10 جنيهات فقط واضطربت حياته ودخل في اكتئاب حاد ويدخل الكسار في مستشفى القصر في غرفة درجة ثالثة ويرحل فقيرا معدما وسط اهمال كل من حوله.
النابلسي.. وضياع ثروته
لقد غلف حياته علامات استفهام كثيرة فهو الثري.. النازح من لبنان صاحب الثروة الكبيرة.. اصيب بمرض في القلب ما جعله يخفي هذا عن زوجته لمدة 10 سنوات، ما جعل هذا يؤثر على عمله وتواجده على الساحة الفنية فاضطر ان يهرب من مصر لعدم قدرته على سداد الضرائب ولم يستطع الاطرش ان يستمر في نشاطه الفني، لكنه كان يخفي آلامه عن المنتجين لدرجة ان الشحرورة قد صرحت في احد حوارتها ان النابلسي كان يفتح (صنبور) المياة حتى يخفي صوت انسياب المياة آلامه ووجعه ليلا وحتى لا يعلم احد وينتشر خبر مرضه، الى ان اشتدد عليه المرض ويرحل النابلسي.. ولم تجد اسرته ما تدفعه لمصايف الجنازة لولا تدخل صديقه الفنان فريد الاطرش الذي تكفل بكافة المصاريف.
عبد الفتاح القصري مات محصورا كفيفا في حجرة مظلمة تحت السلم
هو من تربي مترعرعا في اسرة ثرية فوالده كان تاجرا للذهب بحي الخرنفش، حاول والده ان يعلمه في اعلى وأرقى المدارس وبالفعل ألحقه بمدرسة (الفيرير) تعلم الفرنسية، واحترف التمثيل صار يمتلك ثروة هائلة، لكنه مع ذلك لم يعمل حسابا للزمن ليتزوج من فتاة عاشت معه وهو بطلا وشابا وفارسا، لكن داهمه المرض فبتعدت عنهأ تاركة اياه وحيدا معدما، بعد ان استولت علي جميع امواله.. لدرجة عدم حصوله على ثمن الدواء ويصاب القصري بالاكتئاب ويلزم الفراش.
ولم يكتف الزمن وغدره بهذ الكم بل أمعن في القسوة فاذا بزوجته السابقة تستولي على شقته وتطردته منها لتتزوج بشاب، كان القصري قد تبناه صغيرا، ليصل به الحال بالإقامة في شقة ببدروم احد العمارات المتهالكة باحد الأحياء الشعبية، وعندما رحل لم يمشي في جنازته سوى 3 اشخاص هم المكوجي والبقال، وماسح الاحذية بالمنطقة التي كان يعيش فيها.
فاطمة رشدي وغرفة في احد الفنادق الشعبية بالسيدة زينب
عاشت حياة مليئة بالسعادة والفرح والبهجة فقد كانت رشدي مخرجة وممثلة وكاتبة لبعض الاعمال، كونت فرقتها الشهير (فرقة فاطمة رشدي) المسرحية، التي خرجت العديد من النجوم فقد كانت فاطمة رشدي ذو شخصية قيادية تستطيع ان تقود النجوم بكل حزم وقوة، الى ان مرضت رشدي وتكاثرت عليها الديون واصبحت غير قادرة على الوفاء بسداد التزاماتها وتوفير أجور االفنانين ما جعل الكل يهجرها ويبتعد عن فرقتها ويصل بها الامر الى الإقامة بغرفة فى احدى الفنادق الشعبية بحي السيدة زينب، وعندما نشرت جريدة الوفد هذه الاخبار قام الراحل الفنان فريد شوقي بالتوسط لدى المسئولين فورا بتوفير مسكنا مناسبا لها ومعاشا محترما، الا انها ترحل قبل ان تنعم بهذه المزايا.

