جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

اسامة شرشر يكتب: مثلث الخطر على السيسى

-

لا شك أن تأجيل الانتخابات جاء فرصة لكي تعيد الدولة تنظيم أوراقها نظرا لمثلث الخطر القادم على مصر وعلى السيسي شخصيا.. وهذا المثلث يشكل أهم أركانه الإخوان وداعش وكل التنظيمات الإرهابية التي تحاول بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أن تحدث حالة من الارتباك في المشهد الداخلي في مصر.

كما يشكل نجيب ساويرس القاعدة الغامضة في المشهد السياسي المصري كونه استخدم حزب المصريين الأحرار ليخترق الدولة المصرية ويزرع أدواته التي صنعتها أمواله داخل البرلمان ليكوِّن كتلة أو لوبى برلمانيا جديدا هدفه الأول هو إرباك الدولة المصرية، ووقف كل خطط التنمية والتوسع والمشاريع الاقتصادية المستقبلية، التي دشنها السيسي، حتى تقف مصر ولا تتسول من أحد، وحتى تكون لاعبا اقتصاديا وسياسيا عربيا وإقليميا ودوليا.

فنجيب ساويرس، هذا اللغز المحير في المشهد السياسي بعد ثورتين، كانت السياسة بالنسبة له من المحرمات، وكان دائما في حواراته ولقاءاته التليفزيونية عبر قناته أو قنوات أخرى يدعى أن رجال الأعمال لا يدخلون عالم السياسة لأنه يتعارض تماما مع مصالحهم، وأن رجل الأعمال يجب أن ينأى بنفسه عن دخول البرلمان أو المشاركة السياسية في الانتخابات من قريب أو بعيد، ويفاجأ الرأى العام بأن تحركات ساويرس غريبة وعجيبة، وأن اهتماماته بالشأن البرلماني تدعو للتساؤل وفك شفرات آل ساويرس وماذا يريدون خاصة من البرلمان؟، ونحن نعلم أن والدته كانت عضوا معينا في البرلمان قبل الثورة، والتي لا ينكر أحد وجودها وحضورها في مجلس الشعب، وأنه كانت لها نشاطاتٍ فاعلة، كانت تقول «ابني نجيب لا علاقة له بالسياسة أو البرلمان»، ولكن هذا الدخول المنظم في السياق البرلماني، ووقوف نجيب ساويرس بقوته الاقتصادية خلف مرشحى حزب المصريين الأحرار الذي حدثت فيه انشقاقات وهروب جماعى، بل وصل إلى أقسام الشرطة، تثير التساؤلات.

وكانت المفاجأة هي استقالة رئيس الحزب الدكتور أحمد سعيد وانضمامه لقائمة حب مصر بعد أن كان صوت ساويرس في البرلمان والمحافل السياسية، ولكن لماذا استقال أحمد سعيد وترك نجيب ساويرس في هذا التوقيت، ناهيك عن عدم تبرع ساويرس لصندوق تحيا مصر مثلما تبرع للإخوان في زمنهم البغيض بـ7 مليارات جنيه.. وعندما سُئِل الرئيس السيسي في أحد اللقاءات عن مساهمة رجل الأعمال نجيب ساويرس في صندوق تحيا مصر قال «اسألوا محافظ البنك المركزي هشام رامز»، وأيضا أشاع ساويرس في كل الأماكن أنه إذا انضم الزميل مصطفى بكري إلى قائمة «في حب مصر» فإنه سيوقف الدعم والتأييد لهذه القائمة، ونسأله ما موقفك بعد انضمام بكري للقائمة؟!، وهل ستوقف الدعم المادي الذي قيل إنه يبلغ مليار جنيه؟! كما نتساءل ونسائل: هل أصبح البرلمان المصري مزادا لمن يدفع الأموال ويشترى المرشحين ويقف ضد الدولة بكل مؤسساتها وخاصة المؤسسة العسكرية؟.. نريد إجابة وتوضيحا للرأى العام المصري حول قيام المناضل الجديد نجيب ساويرس بدخول ماراثون الانتخابات البرلمانية لمجلس النواب 2015، من خلال حزب المصريين الأحرار، وهل سيكون هو الراعى الرسمي للنواب القادمين من المجهول ليصيغوا التشريعات ويراقبوا السلطة التنفيذية ويكوِّنوا اللوبي الجديد لمواجهة الدولة وخطط التنمية التي وضعها الرئيس السيسي؟! .. ننتظر إجابة وإيضاحا من رجل الأعمال المحترم نجيب ساويرس أحد أضلاع مثلث الخطر على مصر.

أما الضلع الأخير من أضلاع مثلث الخطر فهو أحمد عز الذي ظهر فجأة للرأى العام بتبريرات مسبقة ومتفق عليها على قناة النهار، ليطل علينا بعد فشل صفقة قناة القاهرة والناس لصاحبها طارق نور، وبرز علينا أحمد عز ليعتذر - وكأن الشيطان يعظ - لابسا ثوب التوبة، بعد أن قتل وسمم الحياة البرلمانية وصنع نوابا وأصناما سياسية تدين له بالولاء على حساب كل القيم والمعايير السياسية، ناهيك أن أحمد عز قام باحتكار ثروات وخيرات الوطن وحقق ما لم يحققه نائب في تاريخ الحياة البرلمانية منذ نشأتها عام 1866، ولم يثر نائب هذا الثراء غير المنطقى وغير المعقول خلال 10 سنوات، حقق خلالها مليارات المليارات والأدهى أنه احتقر المواطن واستخف بعبقرية هذا الشعب وأصبح يضحك على الجميع باستطلاعات الرأى والمجمعات الانتخابية والاستهلاكية ومحاولة إيهام السلطة والجميع أنه يقتدى بالتجربة الغربية وأنه يستخدم المنهج والعقل والرؤية العلمية في اختيار النواب الجدد للبرلمان، ولكن كانت المحصلة النهائية أنه اختار أسوأ نواب ودليلي على ذلك هو شكل الاختيارات التي دارت في بلدى ودائرتي «منوف»، فكان الرفض والغضب الشعبي على هذه الاختيارات، وكانت القنبلة الشعبية التي زلزلت وأسقطت السلطة في ثورة 25 يناير، والتي كان أحد أهم أسبابها انتخابات أحمد عز الأخيرة في برلمان 2010، التي أسقط فيها المعارضة والمستقلين، بل أسقط البلد بأسرها، ونجح في اختيار أسوأ الكفاءات ليكونوا نوابا لبرلمان لا علاقة له بالشعب، أو الوطن، ليقوم كل شرفاء هذا الوطن بالثورة، وليضحى به النظام إرضاء للشعب المصرى الغاضب، ويتم سجنه يوم 29 يناير 2011، عندما أمر الرئيس الأسبق حسني مبارك بحبسه لتهدئة الرأى العام المصري.

لكل ماسبق، فإن هذا المثلث يعتبر من أخطر المثلثات السياسية التي تهدد الدولة المصرية، والرئيس السيسي في اختيار نواب حقيقيين بعد ثورتين تعبران عن طموحات هذا الشعب وتحافظان على استقلاله وحدوده وكبريائه.

فهل سينجح هذا المثلث أم تتنبه الدولة المصرية ومن قبلها الرأى العام المصري لإفشال هذا المخطط الداخلي والدخيل علينا، والذي يحظى برعاية خارجية؟ .. وشكر الله سعيكم.

 

لماذا ذهب الرئيس للرياض؟

             

هناك تحرك على الساحة العربية يعطي أملا بأن القادم سيكون أفضل، إذا صدقت توقعاتنا، حول الهدف من هذا الحراك السياسي على الساحة العربية.. فعندما دعونا لقمة عربية طارئة في برنامج «صباح الخير يامصر» منذ أسبوعين، وشددنا على ضرورة إنشاء كيان عربي قوى لمواجهة المخططات الأمريكية التي تعتبر هي الراعى الحقيقى للإخوان وداعش وأردوغان وتميم، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها ونبني عليها رؤيتنا وفكرنا، ورؤية الأمر الواقع بعيدا عن البروتوكولات والدبلوماسية الزائفة، لم تكن توقعاتنا أن هناك تحركات بالفعل في هذا الصدد.. فزيارة الملك عبد الله بن الحسين للقاهرة بعد إعلان السيسي في كلمته للشعب عن ضرورة إنشاء قوة عربية مشتركة بعد المشهد الدرامي اللاأخلاقى لحرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، ومشهد ذبح 21 مصريا في ليبيا، كان اللقاء الذي جمع الزعيمين يعطى دلالة سياسية أن هناك ترتيبا يتم داخل الغرف المغلقة بعيدا عن الإعلان والإعلام والتسريبات، وبعدها أعلنت مؤسسة الرئاسة أن الرئيس  سيذهب إلى الرياض في أول لقاء له مع خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز بعد توليه الحكم، والهدف الإستراتيجي لهذه الزيارة هو تكوين قوة عربية أساسها مصر والسعودية لتكون قوة انتشار سريع وحقيقي لفض الحرائق وإطفائها في البلدان العربية  قبل اتساعها وانتشارها لتحرق الجميع.. والمناورة السعودية المصرية الأخيرة، وكذلك المناورات المشتركة بين مصر والإمارات والدعم اللوجستي للأردن والكويت خير دليل على ذلك..

كل هذا يجعلنا نقرر أنه لا حل ولا بديل من إنشاء جيش عربي حقيقي موحد، للقضاء على الميليشيات والعصابات الإرهابية التي إذا انتظرنا ولم نتفق عليها ستطول جرائمها الجميع.

ولا أعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيي سيعلن ذلك في خطابه للأمة المصرية، دون أن تكون هناك خطوات حقيقية على أرض الواقع، واتفاق من حيث المبدأ على إنشاء قوة الردع العربية، أسوة بما قامت به دول الخليج بإرسال قوات درع الخليج إلى البحرين بعد أن كادت تسقط في أيدى الشيعة والإيرانيين.

كما أن الخطر القادم من الحوثيين على الحدود السعودية مع اليمن لا يقل خطورة عن الخطر القادم من إخوان داعش على الحدود المصرية، ولا يقل خطورة عن الخطر القادم من إخوان حماس على الحدود الشرقية، وكل هذه الأخطار تشير إلى ضرورة  الإسراع بتشكيل قوة عربية دون الاعتماد على أحد أو الاستئذان من أحد خاصة الأمريكان، لتكون رسالة للعالم كله أن العرب قادرون مجتمعون ومتحدون على حل مشكلاتهم، وهمومهم، وأنهم قادرون على التصدى للخطر القادم من ميليشيات الأمريكان وأردوغان وتميم.

ويجب أن ننتبه أن هذه القوة العربية سيتم محاربتها من الإخوان لأنها ستقضى على الطريقة الوحيدة التي يتسللون بها إلينا، من خلال نشر قواعدهم وقواتهم بزعم الحماية، بالرغم من أنهم يستنزفون ثرواتنا، ويسرقون خيراتنا، بل ويحاولون إسقاطنا في مستنقع الطائفيات والدويلات لضمان أمن إسرائيل.

وأعتقد أننا أمام فرصة استثنائية لإنشاء هذا الجيش العربي والقضاء على ميليشيات الإرهاب في سوريا والعراق وليبيا واليمن، حتى نستعيد بلادنا التي كادت أن تضيع، وما يجري الآن من قيام ميليشيات إخوان داعش من السطو على المتاحف والآثار في الموصل بالعراق الشقيق هو رسالة واضحة أنهم يسعون لطمس الهوية الثقافية للبلدان العربية.

ونحن أمام تحدٍ حقيقي يجب أن نستعين لمواجهته بالأصدقاء خاصة الصين وروسيا والهند لتنويع مصادر تسليحنا حتى نضمن البقاء والقضاء على الجماعات الإرهابية بكل أشكالها وطوائفها وأن نقطع التسليح عنها.

وبذلك نضمن لشعوبنا التي تقف خلفنا وتدعمنا، الاستقرار والأمان بعدما افتقدناهما سنوات طوال على أيدى الأمريكان، فالأكيد أن خيوط اللعبة التي تحاك ضدنا في أيدى الأمريكان، وليس أوراق الحل كما قال الرئيس الراحل أنور السادات.. وكفانا كلاما.

وأعتقد أن زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية هي خطوة البداية لإعلان المشروع العربي الموحد وإحياء أشياء كنا قد نسيناها، مثل إنشاء قوة عربية تكون درعا ضد مخططات الأمريكان واليهود والإخوان.. ونسألكم الدعاء.