النهار
جريدة النهار المصرية

رياضة

إلغاء الدورى ..مكسب ولا خسارة ؟!

-

تباينت الآراء في الوسط الكروي حول فكرة إلغاء الدوري العام بعد الأحداث الدامية والمؤسفة التي شهدها استاد الدفاع الجوي من وقوع 22 ضحية من مشجعى الالتراس  الوايت نايتس الزمالكاوي  لاسباب اختلفت حولها الروايات ما بين الاختناق والتدافع عند دخول الاستاد أو اقتحامه وما بين روايات أخرى أرجعتها لاشتباكات بين قوات الأمن والمشجعين. وأيا كانت الاسباب لكن النتيجة واحدة وهي وقوع ضحايا وقتلى وشهداء تضاف الى رصيد ضحايا مجزرة استاد بورسعيد في 2012 الـ74 ليصبح الاجمالي 96 قتيلا راحوا ضحية حضور « ماتش كورة «  وتنوعت الاراء واسبابها ما بين مؤيد لفكرة الغاء الدوري «المتجمد حاليا» وما بين معارض  حال صدور قرار رسمي من مجلس الوزراء بإلغائه .

النهار في هذا الملف تستعرض وجهات النظر المتباينة والمستفيدين من الإلغاء والمتضررين منه

الكابتن حسام البدري المدير الفني للمنتخب الأولمبي ينضم لقائمة المؤيدين لفكرة إلغاء مسابقة الدوري حيث اعتبر أن الغاء المسابقة سيصب في مصلحة المنتخب الاولمبي  الذي من المقرر أن يخوض مواجهتي كينيا في تصفيات دورة الألعاب الإفريقية بدون المحترفين  يومي 1 مارس المقبل ، وأحد أيام 6 أو 7 أو 8 مارس بسبب صعوبة استدعائهم  .

وقال البدري في تصريحات صحفية  إن إلغاء الدوري سيتيح له تكثيف معسكرات المنتخب والتركيز بشكل أكبر لاسيما وانه لا يملك أي معلومات عن المنتخب الكيني وأنهم تواصلوا مع السفارة المصرية بكينيا من أجل مدهم ببعض الشرائط للمنتخب الأوليمبي الكيني وكان الرد أنهم لا يمتلكون أي شيء لهم. وبذلك فهو في أمس الحاجة للتواجد مع اللاعبين لاكبر فترة ممكنة .لاسيما وان المنتخب يعاني حالياً من غيابات العديد من اللاعبين وخاصة من الأهلى وسموحة المرتبطين بالمباريات الإفريقية ه في حالة إلغاء بطولة الدوري سيتتم الاستعانة بهم جميعا .

 على النقيض جاءت تصريحات وآراء المعارضين لفكرة الغاء الدوري صارخة بسبب تخوفهم مما اسموه بإفلاس الأندية وهروب اللاعبين والوقوع تحت براثن الشروط الجزائية مع الشركات الراعية وشركات الإعلانات مؤكدين أن الأندية  باتت  مهددة بالإفلاس لاسيما وان كل المعلومات تؤكد أن  أندية الدورى الممتاز تكبدت مصاريف هائلة على فرقها ما بين معسكرات وابرام صفقات جديدة والتعاقد مع أجهزة فنية وادارية ويأتى هذا على رأس هذه الأندية الزمالك والذى تعاقد مع 18 لاعبا كلفوا خزينة النادى أكثر من 60 مليون جنيه فضلا عن مصاريف المعسكرات والأجهزة الفنية التى توالت على الفريق.

 نفس الأمر ينطبق على باقى الأندية وفى مقدمتها النادى الأهلى   الذى تعاقد هو الآخر فى فترتى الانتقالات الصيفية والشتوية مع أكثر من 10 لاعبين كان آخرهم الثلاثي مؤمن زكريا والنيجيري بيتر ايبيموبوى والبرازيلي هندريك ليصل إجمالى تعاقدات المارد الأحمر إلى أكثر من 45 مليون جنيه على الصفقات الجديدة أو مصاريف الفريق ورواتب وعقود اللاعبين والإصابات. وجاءت أندية سموحة والمقاولون ووادي دجلة والاتحاد السكندري بميزانية لا تقل من 15 إلى 20 مليون جنيه وتليها أندية الإسماعيلي وبتروجيت وإنبى الذين تكبدوا أكثر من 10 ملايين جنيه، في حين صرفت الأندية الصاعدة حديثا للدورى الممتاز أمثال النصر والأسيوطي ما لا يقل عن مبلغ 5 ملايين جنيه لكل فريق وهناك أندية المقاصة والرجاء ودمنهور وجاءت أندية حرس الحدود وطلائع الجيش والشرطة الأقل من حيث الصرف، لتصل إجمالى المبالغ التى تكبدتها الأندية حوالى نصف مليار جنيه وهى الخسائر المحتملة بخلاف الخسائر التى ستتكبدها الشركة الراعية للجبلاية بريزنتيشن والتى ترعى 13 ناديا بمفردها مقابل 200 مليون جنيه ليصل إجمالى الخسارة جراء الإلغاء إلى 700 مليون جنيه.

 وفي هذا الاطار درس مجلس إدارة اتحاد الكرة خلال الأيام الماضية الأضرار المالية التي يتعرض لها اتحاد الكرة في حالة إلغاء الدوري هذا الموسم واستقر مجلس الجبلاية على استخدام بند الظروف القهرية التي أجبرته على إلغاء الدوري بقرار من رئاسة الوزراء من أجل الهروب من الغرامات المالية التي ستوقع على الاتحاد. ويخشى مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام من مطالب الشركة الراعية بتخفيض قيمة عقد الرعاية عن الموسم الحالي والذي تبلغ 25 مليون جنيه مع شركة بريزنتيشن عن الموسم الحالي، وبالتالي يجهز من الآن الرد القانوني الذي سيتم استخدامه من أجل الهروب من تخفيض قيمة العقد في حال إلغاء الدوري.

ومن جانبه أكد  عزمي مجاهد المتحدث الاعلامي لاتحاد الكرة أن محمود الشامى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة،  قام بعمل دراسة بناءً على طلب مجلس الجبلاية، حول الخسائر التى ستتعرض لها الأندية واتحاد الكرة من إلغاء الدورى فى حال اتخاذ القرار، وتم عرض الدراسة على المجلس فى اجتماع المجلس الأخير مشيرا إلى أن  الدراسة أثبتت أن الخسائر ستصل إلى 5 مليارات جنيه، وسيتم إرسال تلك الدراسة لوزارة الداخلية، ومجلس الوزراء، وكذلك وزارة الشباب والرياضة مع التوصية بضرورة عودة الدورى قبل نهاية شهر فبراير الجاري .

في الوقت الذي طالب فيه محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، بعودة مسابقة الدورى العام، موضحا أن إلغاء البطولة هذا الموسم، يعنى انهيار الكرة المصرية، وتهديد الأندية بالإفلاس، جراء الخسائر المالية المترتبة على قرار الإلغاء حال اتخاذه. وقال محمود طاهر، فى تصريحات عقب عودته من الجزائر بعد مبارة الأهلى   ووفاق سطيف في السوبر الافريقي  أن إدارة القلعة الحمراء سبق وأن حذرت من عدم وضع ضوابط لحضور الجماهير لمباريات الدورى، موضحا أن الإهمال والتسيب من جانب اتحاد الكرة التى تعد منظمة عشوائية أدى إلى وقوع أحداث الدفاع الجوى .

 بينما أكد المهندس محسن صلاح رئيس نادي المقاولون العرب أن النادي يواجه  شبح الخسائر المالية، فى حالة إلغاء مسابقة الدورى الممتاز على خلفية هذه الأحداث التي راح على أثرها 22 ضحية من جماهير الزمالك.لافتا الى أن الخسائر تتمثل فى عقود اللاعبين التى تتجاوز الـ20 مليون جنيه، فضلا عن راتب حسن شحاتة، المدير الفنى للفريق، الذى يتقاضى 150 ألف جنيه شهريا، بالإضافة إلى رواتب الجهاز الإدارى والطبى ومصروفات الفريق الأول بإجمالى 30 مليون جنيه تقريبا.

في الوقت ذاته قال  المهندس محمد عبد الكريم، نائب رئيس نادى المقاولون العرب إن قرار عودة الجماهير للمدرجات كان خطأ من البداية، خاصة أن الأوضاع الأمنية فى الدولة غير مستقرة، فى ظل خطر الإرهاب الذى يهدد الأمن القومى للبلاد. أشار عبد الكريم إلى أن استئناف مسابقة الدورى أمر ضرورى للغاية، خاصة أن هناك قطاعا من الشعب المصرى يعيش قوت يومه من وراء كرة القدم، مشددا على أن عودة الجماهير يجب أن تؤجل لفترة طويلة لحين استقرار الأوضاع فى الدولة. شدد نائب رئيس المقاولون على صعوبة استئناف الدورى فى الوقت الحالى، حدادا وحفاظا على مشاعر أسر الضحايا الذين وقعوا فى الحادث الأليم، مؤكدا أن الجميع يجب أن يتعلم من الأخطاء، حتى لا تتكرر هذه المشاهد المأساوية التى حدثت فى استاد بورسعيد واستاد الدفاع الجوى.