جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: أردوغان يحرق القمة العربية

-
كشفت قمة سرت عن محاور جديدة لإعادة ترتيب بيت العرب من خلال أطروحات جديدة لهيكلة قواعد العمل العربي وأهمها كما طرحها العقيد القذافي أن القرار سيتخذ، يوافق من يوافق ولن ننتظر موافقة الجميع..لأن الشعب العربي أصبح متمردا ولن ينتظر طويلا، فرضاء الشعوب عن قرارات للقمم العربية وليس توسلات ورجاءات وتوصيات أصبحت لا ترقي لمتطلبات الشعوب العربية وكانت المفاجأة التي اطلقها أيضا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة واتسمت بالصراحة والشفافية بعيدا عن لغة المناورات السياسية وخلط الأوراق والمواقف عندما اعترف صراحة أن النظام الرسمي العربي عاجز عن اتخاذ قرارات في ملفات الأقصي والقدس وحصار غزة والجولان والجنوب اللبناني، قائلا هذه هي الحقيقة المرة التي لابد أن نعلنها لشعوبنا مقترحا إنشاء لجنة للاتصال لمتابعة تفعيل اجتماعات وقرارات القمم العربية وكان الاقتراح الذي أعلنه عمرو موسي بضرورة إجراء حوار عربي - إيراني- تركي لمصلحة العرب أولا لأن إيران وتركيا قوي إقليمية فاعلة في المنطقة ولتكون ردا عمليا علي الطوفان والعربدة والبلطجة الإسرائيلية التي تريد استثمار بعض الخلافات والاختلافات العربية مع إيران وخاصة مصر والسعودية لمحاولة كسب غطاء عربي لتوجيه ضربة عسكرية صهيونية لإيران، فهل سينجح العرب ولو مرة واحدة بكشف وفضح ألاعيب ومناورات إسرائيل من خلال تمثيلية وسيناريو حفاظا علي المصالح العربية من الهيمنة الإيرانية والمد الشيعي كما يدعون؟! لأن إيران وتركيا سيكونان إضافة محورية واستراتيجية وورقة ضغط قوية لعودة الرشد إلي أمريكا قبل إسرائيل، لأنهما لايحترمان إلا الأقوياء وهذا الكيان الإقليمي سيعمل له ألف حساب خارجيا وداخليا، والدليل علي ذلك أن امريكا والاتحاد الأوروبي رغم الفجوات والأزمات التي تحدث بينهما ولكنهم يجرون حوارات واتصالات علنية وسرية مع الإيرانيين فهذا حلال عليهم لخدمة مصالحهم وأهدافهم وأطماعهم وحرام علي العرب أن يكون هناك حوار مع إيران، ونتساءل متي يفيق النظام الرسمي من سكرة ونشوة الارتماء في أحضان البيت الأبيض علي أمل استغرق أكثر من ثلاثين عاما، أن أمريكا هي القادرة والراعية للحل والسلام النهائي في منطقة الشرق الأوسط والعكس صحيح، لأن اللوبي الصهيوني هو صاحب القرار ومن مصلحته تحقيق المشروع الإسرائيلي خطوة خطوة، لإنشاء إسرائيل الكبري وسط غيبة الإرادة والقرار العربي الذي حطم أجيالا وضيع المقدسات بداية بالقدس والأقصي ونهاية بالإنسان ولكن جاء إلينا رجب طيب أردوغان ليكشف عورات النظام الرسمي العربي قائلا إذا احترقت القدس واحترقت فلسطين سيحترق الشرق الأوسط بأكمله محذرا ومنبها إسرائيل أن هذا نوع من الجنون وتلعب بالنار، التي ستحرقها أولا وما قاله أردوغان في قمة سرت لم يقله أي رئيس عربي حول القدس والأقصي فماذا تبقي لنا كعرب لنبكي عليه.فحالة الاحتباس السياسي التي تعيشه وتتعايش فيه القمم العربية نتيجة التزاماتها وأجندتها الخارجية والقضايا القطرية فلتحترق أي قضايا عروبية أو قومية لأن فيروس التفكك أصاب الجسد العربي غير القادر علي المقاومة والممانعة ولكن أصبح خاضعا تابعا ذليلا غير قادر علي اتخاذ أي قرار لأن فاقد الشئ لا يعطيه، لأن النظام العربي أصبح خارج الخدمة شعبيا وإقليميا وعالميا.وخلاصة القول أن تكون الشعوب العربية والمواطن شركاء وليسوا أجراء في تقرير شئونهم وأن تكون العصمة في يد الشعوب وليس أمريكا فالشعوب والجماهير هي الباقية والأنظمة هي الزائلة فهل ستكون قمة سرت هي البداية لحكم الشعوب أم سيظل الوضع العربي كما هو عليه، تختزل القضية في فتح وحماس حتي تموت وهذا قدر الشعب الفلسطيني ، سرت علي بركة الله فلن نغير أو نتغير وكفانا أن نلتقي في مقهي العرب لنقبل الأيدي التي تغتالنا ليلا ونهارا وليس في الإبداع أفضل وأحلي مما هو متاح والانتفاضات الشعبية المزعومة يمكن القضاء عليها بطرقنا المعروفة فلتحترق الشعوب ويبقي الحكام وكل قمة ونحن لسنا طيبين .