جريدة النهار المصرية

صورة وتعليق

«جارية» تحتمى بصورة السيسى

-
 

كشك صغير يتوارى خجلاً ببضاعته القليلة، لا شىء بداخله أكثر من بعض أكياس الشاى والسكر وعلب السجائر والكبريت، تجاوره ثلاجة صغيرة تحوى عدداً من زجاجات «الحاجة الساقعة»، تجلس على جانبه «جارية» ليس صفة، لكنه اسمها التى حملته قبل 70 سنة غير عالمة أنه سيكون نصيبها من الحياة كذلك.
تتخذ «جارية» مكانها كل صباح أمام كشكها الصغير فهى أول من يظهر فى الشارع الصغير المواجه لمنزل الحبيب وقبر الحبيب، نظرتها الأولى لصورة علقتها على جدار الكشك متمنية فيها الخير لمن كان بيته القديم إلى جوارها «السيسى ابنى كان ساكن هنا فى البيت اللى قصادى هو بقى رئيس جمهورية وأنا زى ما أنا قاعدة فى الكشك»، النظرة الأولى يصحبها دعاؤها لصاحب القبر القريب «بدعى ربنا بشفاعة الحسين ما اتبهدلش فى آخر أيامى وما حدش ياخد منى الكشك اللى حيلتى».
لم تتوقع السيدة السبعينية أن يأتى يوم ويخرجها أحد من كشكها الصغير، فهو كل ما تبقى لها من حطام دنيا، أخذت زوجاً ثم ابناً فى رحاها «الكشك ده هو اللى باقى لىّ فى الدنيا يصبروا لما أموت ويبقوا يهدوه»، لم تكن الجولات المرورية لوزارة الداخلية هى السبب فى إزالة الكشك، لكنه «الملهى الليلى» كما تطلق «جارية» على المنتدى الثقافى المزمع إنشاؤه فى «بيت أبودقيقة» الذى قرر صاحبه أن يحوله لمركز ثقافى حضارى فى الجمالية على أنقاض الأكشاك الصغيرة المجاورة لحائطه منذ قرابة الثمانين عاماً لأصحابها مثل «جارية» و«حسين».
أوراق ما زالت رغم القدم قادرة على إثبات الترخيص الصادر للأكشاك منذ ما يزيد على 80 عاماً، وفواتير كهرباء تثبت حسن نية الفقراء فى إثبات صلاحيتهم للدولة، يؤكد خالد مصطفى المتحدث الإعلامى لمحافظة القاهرة أن امتلاك هذه الأوراق كفيل بأن يضع حداً لأى اعتداء على أصحاب هذه الأكشاك «كل اللى عليهم يتقدموا بشكوى للمحافظة مرفق فيها صورة من الأوراق والمحافظة مش هتظلم حد».