جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب عن البرلمان المعاكس

-
هناك حالة غليان فى الشارع السياسى وداخل الأحزاب الفاعلة من تداعيات تزوير انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التى تعتبر بكل المقاييس والمعايير أسوأ انتخابات برلمانية فى تاريخ مصر حيث تم تصفية كل العناصر والنماذج والأصوات المعارضة تحت قبة البرلمان ولم يستثن أحد من مذبحة المرشحين من كل الاتجاهات بما فيها الحزب الوطنى وليس المعارضة والمستقلون والإخوان المسلمون وكانت نتيجة هذه المحرقة البرلمانية ولادة جديدة للبرلمان الموازى أو المعاكس للبرلمان الرسمى وتحرك أكثر من مائة نائب سابق فى كل الاتجاهات لفضح أساليب اغتيال المعارضة المصرية وعدم تنفيذ قرارات بطلان الانتخابات نتيجة الأحكام القضائية التى لو نفذت لأصبح البرلمان الحالى فاقداً للأهليةبالإضافة إلى قيام البرلمان المعاكس أو الموازى بتصعيد حملتهم لتشمل الشكوى من الاضطهاد البرلمانى للمعارضة والأحزاب إلى البرلمان الدولى لتضع صورة مصر فى مواجهة برلمانية مع اتحاد البرلمان الدولى وخاصة أن أعضاء البرلمان المعاكس يعتبرون أنفسهم هم النواب الشرعيين لدى المواطن المصرى وخاصة أن الدستور يشترط أن تمثل المعارضة والأحزاب داخل مجلس الشعب المصرى مما يعرض البلاد لو تصاعدت المواقف والأمور إلى فوضى تشريعية تنعكس بالسلب على آراء البرلمان الرسمى والتساؤل الذى ليس له إجابة لماذا ترك النظام الأمور والانتخابات فى يد شخص واحد يحول هذا البرلمان لمجلس افندينا القادم من المجهول السياسى والبرلمانى ليعود بنا إلى عصور الخديوى الذى كان يعتبر البلاد والناس تكية لتحقيق أهوائه ومصالحه الخاصة على حساب مصالح الأمة وهذا الذى جرى ويجرى الآن فى مصر المحروسة وخاصة أننا مقبلون على انتخابات رئاسية قادمة تجعل العالم ينظر إلينا بعين الشك والريبة فى نتائجها مسبقاً لأن ما جرى فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة يمثل نوعاً من أنواع الإعدام البرلمانى بفعل فاعل لكل صوت حر يعمل لصالح تراب هذا البلد حتى أصبحت صورتنا أمام العالم الخارجى مهزوزة وغير صادقة وهذا يدعونا لوقف هذا النزيف البرلمانى الذى ضرب مصر فى مقتل من خلال رياح انتخابية حطمت كل أشكال العمل البرلمانى والشعبى فى مصر فالخريطة البرلمانية بعد أحداث تسويد وتزوير الانتخابات الأخيرة تحتاج إلى حكماء وعقلاء لرأب الصدع الانتخابى ووضع خطط ورؤى بديلة أمام الخارجلأن البرلمان المعاكس أو الموازى سيكون أول مسمار فى جسد البرلمان الرسمى الذى يستخدم الأغلبية المطلقة للحزب الوطنى الحاكم التى وصلت إلى من النواب فى تمرير قوانين لتكميم أفواه الصحفيين ومحاصرة الساحات الإعلامية القنوات الفضائيةووأد أفكارا وآراء مناهضة لفكر الحزب الوطنى الجديد واعتقد أن هذه ستكون أول رسالة من البرلمان الرسمى المشكوك فى شرعيته لمزيد من الحصار على كل أنواع الإعلام سواء المكتوب أو الفضائى ومن هنا ستكون الكارثة التى تعيد مصر إلى عصر وعهد الحزب الأوحد والصوت الواحد ولا عزاء للديمقراطية وحرية الصحافة والقنوات الفضائية وهذا يجرى من خلال مجلس افندينا الجديد الذى اغتال مصر فى صورة برلمان الحزب الواحدأربعون عمرة للمزورينعلمت وأنا فى زيارة لدائرتى منوف وبلدى سرس الليان أن هناك أربعين عمرة مقدمة لأشخاص أبلوا بلاء حسناً فى تزوير وتسويد البطاقات الانتخابية وهذه مكافأة لهم لكى يطهروا أنفسهم من ذنوب الانتخابات والتزوير والتساؤل هل يقبل الله عمرة هؤلاء المزورين؟ الله أعلم