جريدة النهار المصرية

ثقافة

قصة قصيرة: المزرعـــة السعيدة

نجلاء محمود السيد -

«إليسا» هذا ليس اسمها الحقيقى بل الإسم التى اختارته لتظهر به على الفيس بوك

وضعت صورة لإليسا صورة شخصية لها ، .. أسمها الحقيقى سامية إمرأة متزوجة ولديها طفلان ، اعتادت إليسا على أن تدخل الفيس يوميا وتلعب المزرعة السعيدة وكانت تفرح حين تصل إلى مستوى أعلى فى اللعبة وكان يشاركها فرحتها «حمادة» صديق جمعتها به لعبة المزرعة السعيدة.

« حمادة « هو ليس أسمه الحقيقى بل الأسم الموجود على الأكونت الخاص به مع صورة « أحمد عز» التى اختارها صورة شخصية له

جمعتهما هواية لعب المزرعة السعيدة وبعد فترة تحولت الهواية إلى شات بينهما يصل إلى ساعات يتجاذبا أطراف الحديث، إلى أن وصل بهما الأمر أن يشتكى كل منهما من شريك حياته للآخر ، شيئاً ما بدأ يتسلل وبات واضحاً وجاء اليوم الذى طلب فيه حمادة من إليسا أن يتقابلا ، تهربت إليسا أكثر من مرة إلى أن وعدته حين يصل إلى مستوى عالى فى مزرعته سيتم اللقاء وقد كان ودعاها حمادة لتفى بوعدها له ويتقابلا ، ترددت قليلا ثم وافقت ، واتفقت معه على موعد يكون زوجها فى عمله الإضافى وتركت أولادها لجارتها بحجة زيارة لصديقة لها فى المستشفى وطبعا ممنوع إصطحاب الأطفال ، ارتدت إليسا أثمن وأشيك ملابسها ووضعت برفان ذو رائحة ذكية وذهبت فى الميعاد المحدد ، وها هو حمادة سبقها يجلس على منضدة أسفل الشجرة التى تواعدا أن ينتظرها هناك.

ومن بعيد رآها حمادة وهى تقترب منه شيئاً فشياً ، وحين اقتربت أكثر هب واقفاً يتأملها ووجهه يملؤه الغضب مع شىء من الخجل

أما هى فعندما تمكنت من رؤيته تسمرت فى مكانها وكادت أن تفقد توازنها ......إنه زوجها.

بصعوبة يملؤها الحرج قالت : أحمد

رد عليها غاضباً كمن لم يرتكب أى خطأ : أيوه يا سامية هانم ولا أقولك يا إليسا.

وتقدم نحوها وأمسكها من ذراعها و مشيا فى صمت الى باب الخروج من الكازينو ...... وهما لا يعرفان فى أى اتجاه يمضيان ...