جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : الأقصي يا عرب!

-
في زمن اللامعقول تسقط كل النظريات والأيديولوجيات والفلسفات والشعارات والنبرات وحقوق الإنسان والحيوان ونحن كمسلمين وعرب نري كل لحظة الأقصي يدمر والحرم الإبراهيمي يهود وبلال بن رباح يؤذن فينا الاقصي يا عرب الاقصي يا مسلمينفكان قرار الـ نتن ياهو الصهيوني تهويد التراث الإسلامي والمسيحي والثقافي والانساني وتحويله إلي تراث يهودي واليونسكو يتفرج ويبارك هذه المهزلة التراثية الحضارية التي لم تحدث في عهد التتار ألا تتذكرن لماذا وقفت أمريكا وإسرائيل علانية بتبجح وانحطاط بضرورة استبعاد المرشح المصري فاروق حسني من رئاسة اليونسكو حتي لو ادي الأمر إلي اغتياله؟! لماذا؟! ليتم تنفيذ المخطط الصهيوني بتهويد القدس والمقدسات والتراث والتاريخ والتركيبة الثقافية والسكانية حتي لايطالبهم أحد بحقوقهم التراثية والتاريخية يزعمون أنها يهودية ويستخدمون الآلة الإعلامية اليهودية الذكية التي تحول الحقيقة إلي سراب والظلم إلي عدل والخير إلي شر ولكن السؤال الذي يدور في عقل كل مواطن عربي إسلامي حر ما هذا ولماذا نحن صامتون وخاضعون وخانعون؟! فأين النظام الرسمي العربي؟! الذي لايملك منذ سنين طويلة إلا البيانات والنداءات والتوسلات لوقف هذه البلطجة الإسرائيلية ثم سرعان ما يتناسي الجميع كل شئ والحق يقال أن ديان قال إن اخطر ما يهدد الذاكرة العربية هو النسيان ونحن نفعل ما نريد ولانريد معتمدين علي ذاكرة النسيان التي أصبحت إحدي علامات الأنظمة العربية كعلامات يوم الساعة التي استشعر بقدومها أمام هذا الطوفان من الصمت والجبن والخوف القاتل الذي أصابنا جميعا بحالة فقدان للذاكرة.فالقدس تهود والاقصي والصخرة الشريفة يسقطان والتراث يهود ويحرف والتاريخ يتوقف أمام تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية والنتيجة نعطي مائة وعشرين يوما للمفاوضات غير المباشرة مع الكيان الصهيوني وتفويض أبومازن تفويضا عربيا من الأنظمة العربية وليس من الشعوب العربية بإجراء اتصالات ولقاءات غير مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية تلبية لرغبة القيصر الجديد أوباما، الذي اوهمنا جميعا بشعاراته الملائكية حتي شعرنا جميعا أن المستوطنات توقفت ورفع الحصار عن الشعب الغزاوي وأن اللاجئين الفلسطينيين المشردين في كل بقاع الأرض عادوا الي فلسطين والقدس أصبحت عاصمة لفلسطين وللثقافة العربية ولكن سرعان مازال الحلم والوهم وسقط القناع الأوبامي الجديد ليكون هو الوجه الآخر لبوش الذي كان يعلن احتقاره للإسلام والمسلمين ورغم كل هذا والأرض والمقدسات والمواطن الفلسطيني يهود، تقوم الأنظمة العربية بإعطاء فرصة للإسرائيليين وهم يعلمون أنهم واهمون ولكن كم أذل القهر اعناق الرجال هذه هي حقيقتنا عبأنا الشعوب العربية بعد أحداث مباراة كرة قدم وكأن هناك تجييش نفسي استعدادا لمعارك قادمة ولكن بين مصر والجزائر وها هو اليوم يجئ علينا والاقصي والمقدسات تهود ولاتوجد انتفاضة ولاتعبئة ولاتجييش للشعوب هل أصبحت لغة الأقدام أهم كثيرا من لغة الأوطان؟! ماذا بعد الوطن؟! لقد اصبحنا جميعا مدانين أمام أنفسنا وأولادنا والتاريخ فإن اليوم الذي يهون فيه الوطن والأرض سوف تهون كرامتنا وشرفنا ووجودنا في الحياة فالخلاص الوحيد لنا جميعا هو المقاومة ..المقاومة حتي نحافظ علي الأجيال القادمة من تهويدهم وتغيير هويتهم وعقيدتهم والقراصنة العرب قبل الإسرائيليين.ولكن لست متفائلا فالرياح تجئ دائما بما لاتشتهي الشعوب ولاعزاء للإسلام وللمسلمين ونسألكم الفاتحة علي الأحياء قبل الأموات