جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: «الجماعة» تربية مبارك

أسامة شرشر
-

التربية كاشفة وفاضحة ..وهي تظهر واضحة في أقوال وأفعال وأعمال الأفراد والجماعات وبنظرة شاملة وفاحصة إلي ما قام وما يقوم به "الإخوان المسلمون " منذ وصولهم للسلطة يتبين أن الجماعة بصنائعها وأفعالها خاصة فيما يتعلق بالممارسة السياسية والاقتصادية والسعي للهيمنة والسيطرة والتمكين تربية مبارك بامتياز ومن يراجع ويتأمل ما يصنعه الإخوان يتبين له أن "الجماعة " فلول أكثر من فلول الحزب الوطني فهم علي خطي مبارك ودربه سائرون حيث التكويش علي السلطات والمناصب ... كل ما فعلوه أنهم استبدلوا مسمي الحزب الوطني بمسمي حزب «الحرية والعدالة» ومسمي لجنة السياسات بمكتب الارشاد وفي عهد مبارك كان الحزب والبرلمان والحكومة شيئا واحدا و في عهد الإخوان صار الحزب و الحكومة والجماعة والاتحادية والبرلمان ومجالس حقوق الانسان وحقوق الحيوان وكل اللجان بما فيها لجنة الضمير شيئا واحدا.. حتي التعذيب كما هو والذي تم استبداله هو المعذب مجرد تغير في الأسماء والانتماءات والقتل أيضا مستمر ..وقائمة الضحايا في عهد الجماعة لا تختلف عن القائمة في عهد مبارك إلا في الأسماء والصور ..حتي المشروعات و القوانيين الإخوانية التي يتم الحديث عنها بوصفها من نتاج مشروع النهضة هي استنساخ لمشروعات وقوانيين عصر مبارك وبصورة مشوهة هدفها تمكين الجماعة كما كانت مشروعات عصر مبارك تهدف لتمكين جمال .


ربما الفارق الواضح بين مبارك والجماعة هو أسلوب احتكار السلع والأفكار .. فالاحتكار في عهد مبارك كان واضحاً ...أحمد عز يحتكر الحديد وغيره يحتكر السكر ....أما في عهد الإخوان فالجماعة تحتكر كل شيء حتي الدين ونقاء العرق ..فالإسلام هو الإخوان ومن لم يكن إخوانيا فربما لا يموت مسلما ً !!! ألم يقل صبحي صالح "اللهم امتني إخوانياً " وهو ما يعني استبدال مسلم بإخواني في الدعاء المعروف وكأن من لم يمت إخوانياً لم يمت مسلماً ..ألا تفرق الجماعة بين المصري الإخواني وغير الإخواني؟ وربما يخرج علينا في الغد قيادي جديد في الجماعة ليقول لنا " إنه من لم يكن إخوانيا فلن يكون مصرياً ".


ولن يكن مدهشاً أن يتحول مكتب الإرشاد في عهد الإخوان لمزار ديني موازي للأماكن المقدسة ؟!! فكل شيء في عصر الجماعة متوقع ومنتظر.


ثم ها هي الجماعة تحطم كل المؤسسات وتوجه الإهانات هي وأنصارها للجيش ورموزه وللشرطة وأجهزتها والقضاء ورجاله والهدف معروف فلا جيش إلا جيش الإخوان ولا شرطة إلا شرطة الإخوان ولا قضاء إلا قضاة الإخوان ..ومشكلة الجماعة أنها لا تملك العناصر الكافية للهيمنة والسيطرة علي كل شيء ولذلك فأنها تبدو كمن لا يستطيع التهام كل الوليمة فيأكل حتي التخمة ثم يسمم الباقي حتي لا يأكل غيره ..والجماعة تراهن علي استحالة قيام ثورة خلف ثورة بوقت قصير لكن هذا الرهان يتجاهل أن "التمرد " المتصاعد علي حكمها قد يكون في أثره ونتائجه أخطر من قيام ثورة ضدها ...حيث ستكون الجماعة مطالبة بدفع ثمن لا تقدر عليه للاستمرار في السلطة وسيكون الحمل اثقل مما قد تظن فيقصم ظهرها لتتآكل وتنهار وما أكثر الجماعات التي تآكلت وانهارت بفعل التيبس في مفاصلها والتجمد في فكرها ..وكما خلع الشعب مبارك فأنه قادر علي أن يخلع الجماعة تربيته اللهم إلا إذا فاقت من سكرتها وما اظنها بفائقة منها وعجبي !!!