جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: التطبيع الإيراني !

أسامة شرشر
-

نحن نحذر وننبه من أن هناك خطة وكمين يعد للسيطرة والتمكين الإخواني وخاصة علي الأجهزة الأمنية السيادية المصرية التي تعتبر آخر حائط صد حقيقي للدولة المدنية المصرية !.


خطة التمكين هذه بدت ملامحها في الاتهام الذي اطلقه أبو العلا ماضي للمخابرات المصرية ، والذي لم يأت من فراغ ، وانما تنفيذا لسيناريوا اتفق عليه جماعة الاخوان مع أذناب السلطة والنظام ، يبدأ بإطلاق بالونات اختبار للرأي العام المصري والعربي ، وصولا لاتهام المخابرات المصرية ، والتي تعمل في صمت بالداخل والخارج ، وواحدة من افضل وأكفأ عشرة أجهزة استخباراتية علي مستوي العالم ..، اتهامها بتربية وتدريب 300 الف بلطجي !


بالطبع الهدف واضح وهو كسر الأجهزة الأمنية في مقابل تصعيد لميلشيات الجماعة ، وأذرعتها السرية سواء كانت كوادر حماس أو حزب الله أو حتي الحرس الثوري ، ولامانع لان الهدف هو التمكين للتنظيم الدولي للجماعة ، وليس مصر !.


ياسادة ..انتبهوا ..فالمخابرات المصرية التي وجهت ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي ، هذا هو جزاؤها من الرئيس وجماعته ، وموقف هذا الرئيس غريب وعجيب ، فلم يعلن رفضه لمثل هذه التصريحات ، وانما التزم الصمت ، وهو مايعطي رسالة بأن مؤسسة الرئاسة موافقة ضمنيا علي هذه التصريحات التي ضربت التاريخ الوطني المشرف لواحدة من أعظم الاجهزة الامنية علي مستوي العالم ، وأصابت قلب الوطن بوجع كبير ! .


والمفاجأة الثانية في السيناريوا هي تشغيل أول رحلة طيران خاصة من القاهرة إلي إيران ، لجذب السياح الإيرانيين إلي مصر ، وفي هذا التوقيت الحساس ، وكأنها "سياحة سرية" ، وهذا طبيعي في سلوكيات الإخوان ، فدائماً يعملون بشكل سري ، اعتادوا وتمرسوا في العمل تحت الأرض ، وليس في العلن وأمام الرأي العام المصري ، ليكون علي دراية بكل الحقائق !.


وللأسف تأتي هذه السياحة السرية ، دون أن تعلن الدولة ولا النظام ولا الرئاسة ولا حتي الجماعة عن عودة العلاقات المصرية الإيرانية علي مستوي السفراء ، وهوا ما يدعو للتحليل والقراءة المتأنية لمحاولات الإخوان عودة التطبيع الإيراني ، وخاصة في المجال الأمني والحساس !


والكارثة أن السياح الإيرانيين اللذين يأتون الي الأقصر واسوان ، يتردد أنهم مجموعات من الحرس الثوري الإيراني ، وهذه كارثة ومأساة أخري وبصمة عار في جبين النظام ومصر الدولة والتاريخ والحضارة ، لأن الحرس الثوري الإيراني هو الذي قمع الثورة الإيرانية ، واعتقل وعزب المعارضين والقوي السياسية وأفراد الشعب الإيراني!.


ومايؤسف ويحزن أننا في مصر نسير في نفس الاتجاه ، وبالخطوات والآليات ، وتحت مسميات جديدة هي " اللجان الشعبية " ووضع جماعات وميليشيات أمنية تدين بالولاء لمكتب الإرشاد ، و تكون الولاية والمرجعية لـ" للمرشد العام " وتتحول " ولاية الفقيه " إلي " ولايه المرشد العام " ، والهدف المقصود من ذلك هو تفكيك الأجهزة الأمنية ، وخاصة جهاز المخابرات ، و بهذا يتم تقنين الوضع كأمر واقع أمنيا وكتائبيا وتنظيميا، ويظهر رجال " الحرس الإخواني" ليسيطروا علي جهاز الاستخبارات و الأمن الوطني حتي أن الوزارات الخدمية والسياحية والتموينية ووزارة الداخلية تكون تحت سيطرتهم ، ويعلن الرئيس مرسي بداية انطلاق مشروع النهضة بعد السيطرة الأمنية " الإخوانية " الكاملة ، والتي بدأت بشائرها بتكميم الحريات وحبس الإعلاميين وإرهاب الصحفيين والتهديد العلني بالأصابع والأطراف للمعارضين وكل من يتجرأ أن يقف أو ينتقد مرسي وجماعته! .


فالعقاب سيكون معروفا لدي الجميع وكله بالقانون وأي قانون هو قانون الإخوان الذي لا يحترم القانون ، ولن ينس الرأي العام المصري والعربي وصف المرشد العام للصحفيين بأنهم "سحرة فرعون" وسيعلن مرسي عن وضع حجر الأساس لـ " باكورة " أعمال التطبيع الإيراني في مصر ، ولتكون إيران هي البديل الإقليمي الجاهز لدعم مصر ماديا واقتصاديا ، بدلا من دول الخليج ، وخاصة الإمارات التي أصبحت هي الشغل الشاغل للإخوان والرئيس مرسي ، وكانهم يمارسون سياسات الغباء للنظام السابق عندما صنع قضية وهمية مع قطر!.
فالرئيس مرسي وجماعته فعلوا نفس الشيء مع دولة حكيم العرب الشيخ زايد، الذي قال مقولته المأثورة عندما هدد ليبرمان الإسرائيلي بضرب السد العالي نوويا : " ان تهديد الأمن القومي المصري هو تهديد لكل عربي " ، ومن هنا انشأ قناة الشيخ زايد في توشكي لتمنع انهيارأوسقوط الأمن القومي المصري ، وهكذا تكون مواقف الزعماء في زمن غاب الرجال والحكماء !


يا سادة .. يا كرام .. الهجوم علي الإمارات يهدف للتمكين الإيراني في مصر ، ولاننس تهديدات مرسي بالاصابع ، التي أطلقها في القمة العربية في قطر، لتكون سابقة لم تحدث في أي قمة من قمم العالم ، لتكون الأصابع الإيرانية هي البديل لأصابع مرسي ، ومن هنا تتداخل المرجعيات الشيعية والسنية ، ولكن علي الطريقة الإخوانية ، ويكون الصمت المصري علي العبس الإيراني في دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات والكويت وهذه هي الشفرة المتفق عليها لتطبيق هذا السيناريو الأسود بسرعة متناهية ليدفع الشعب المصري ثمن هذا التخبط الخارجي للدار والجار والأشقاء العرب والسؤال هل سيرضي الشعب والمؤسسة العسكرية الوطنية بفقدان مصر بثوابتها القومية والعربية من اجل التطبيع الإيراني وعيون المرشد والمرجعية الشيعية تكون السيدة عائشة رضي الله عنها شاهدة علي تشييع مصر وشكر الله سعيكم والفاتحة علي روح الخوميني؟!