جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: سقطة ضمير

أسامة شرشر
-

أخطر مايهدد الشعب المصري والدولة المصرية هو ظهور كيانات جديدة تلعب بمشاعر المواطنين وتحرق الوطن، من خلال مفردات جديدة ومسميات عديدة تستخدم فيها ورقة الضمير والحس القومي والدين كستار لتحقيق مأرب حزبية وشخصية وإخوانية .


هذه النخب الدينية والسياسية والدنيوية التي ابتلي بها الوطن بعد ثورة 25 يناير، أصبحت الخطر الحقيقي علي تراب هذا الوطن ووحدة شعبه ، الذي عاش علي مر العصور والازمان والأجيال ، متماسكا ينبذ العنف والتخريب وترويع المواطنين وهدم منشات الوطن، وكأننا انتقلنا إلي عصر آخر ودولة أ ليست هي مصر، التي كانت تمتاز بالوسطية والاعتدال وقبول الآخر والمواطنة واحترام العقائد .


فمصر" تمصر غيرها ولاتتمصر" ، فهي غنية برجالها ومفكريها وعلمائها، لأن الله اجتباها واختصها بجغرافية المكان ، وعبقرية الأبناء ، وستظل لغزا يصعب فك شفراته مهما حاول المتربصون بالداخل أوالخارج معرفة خصوصية هذا الوطن، وهذا الشعب الذي حير العالم بعبقريته وعظمته .


وبالأمس القريب خرجت علينا مجموعات تدعي تشكيل جبهة الضمير ، فعن أي ضمير يتحدثون ؟ ..وقد مات في نفوس النظام وأركان حكمه والنخب الجديدة ، التي تتاجر بعورة الضمير الذي أصبح مباحا ومستباحا لكل من أراد أن يتاجر بقضايا ويزايد علي أبنائه ، الذين يدفعون الثمن بدمائهم وليس بضمائرهم ، التي لايعلمها إلا الله ، فعندما يموت الضمير تسقط كل الأقنعة وتتعري كل الشخصيات التي تزايد بهموم المواطن المصري ، حينها يكون علي مصر السلام .


وعندما يسقط الضمير بفعل فاعل فإن الجريمة تكون كبري ، ويكون الجميع متهما أمام ضمير الأمة ، فالخلاص الحقيقي لما تمر به مصر الآن من أحداث وكبوات ومؤامرات .أن نحكم ضمائرنا قبل أن تسقط سفينة الوطن ، فتغرق ونغرق معها جميعا ، فالخروج من المأزق الذي يما به الوطن أن يكون في ضرورة الاستماع إلي صوت الشباب والشعب وليس إلي جبهات وتكتلات وحوارات فارغة ستعيد البلد إلي حافة الصدام والحرب الأهلية .
فالواجب علي هذه النخب والجبهات أن تختفي من المشهد السياسي لمصر ، وأن يعود الوطن إلي لحمته بعيدا عن انقسامات تحت مسميات ، لاتخدم إلا من أسسوها ، أو انضوا تحت لوائها ، فالخلاص الحقيقي أن يكون شباب الثورة الحقيقي صاحب الطلقة الأولي في شرارتها ، هو صانع القرار ، وكفانا جبهات لأن الوطن يحترق ، وشكر الله سعيكم علي هدم مصر !.