جريدة النهار المصرية

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: مصر تحتضر

-
الكوارث والأزمات والإهمال واللامبالاة أصبحت علامة مسجلة لحكومة قنديل، التي من المفترض أن تقدم استقالتها فورا والآن ، بعد سقوط ضحايا في حادث قطار البدرشين، فدماء المصريين أصبحت مشاع ومباحة ومستباحة ، والمسئولين نيام وفي حالة بيات شتوي لكنه دائم ، لأن كل حادثة تمر مرور الكرام بلا مساءلة ، وبلا إقالة ، أو استقالة..!!، وحجة الحكومة وشماعتها دائما في الرد علي الفشل المتكرر أنه فساد البنية التحتية الموروث من عصر مبارك الفاسد!...لكن المسؤولين في بلدنا نسوا أوتناسوا الأهم والأخطر من فساد البنية التحتية وهو فساد الضمير و فساد المسئولين و حالة اللامعقول التي نعيش فيها الآن!.. وهو مايطرح تساؤلات المصريين هل سيطرة الإخوان علي كل مفاصل الدولة من خلال أهل الثقة وليس الكفاءات والشخصيات الوطنية، سيكون المعيار الأول والأخير للسيطرة علي مفاصل الدولة ؟ .. وهل استمرار حكومة قنديل سيتوقف علي آلاف الضحايا الذين يسقطون يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر ، في بلد يدعي البعض أن بها رئيسا منتخبا وحكومة شرعية للبلاد!.. لكنها للأسف لم تقدم حلولا حتي الآن ؟.. كل هذه الأحداث الحزينة تجعل أي مصري ، وأنا معه ، نري أن المستقبل القادم أسود بمعني الكلمة، بعد أن أصبحت دماء المصريين رخيصة ولا تحرك مشاعر الرئيس وحكومته برئاسة هشام قنديل، الذي هو اللغزالجديد في حياة المصريين ، حيث يحظي بدعم لوجستي من الرئيس مرسي ، ومن بعض الفصائل والتيارات الإسلامية في داخل مصر وخارجها ! ..وهو بهذه الحالة كارثة تعادل الكوارث والأزمات التي تمر بها البلاد .

والوضع الطبيعي أن يقيل رئيس الجمهورية هذه الحكومة التي أصبحت عبئا نفسيا وسياسيا واقتصاديا علي المواطن المصري ، الذي أصبح لايجد لقمة العيش ، بالإضافة إلي سقوط آلاف الأبرياء والضحايا من أطفال ورجال ونساء وشيوخ كل يوم علي أيدي حكومة قنديل ، والتي أقل مايقال عنها أنها الكارثة الحقيقية التي تهدد مصر داخليا وخارجيا ..فإما أن تقال الحكومة أوأن نضحي بالشعب ونعتبره خارج الخدمة ولاقيمة ولا وزن له!
فالأمم المتحضرة ياسيادة الرئيس يقاس تقدمها وتحضرها بمدي حرصها علي حياة المواطنين ، فالوطن أصبح مباحا والمواطن أصبح مستباحا ، وهذا الصمت واللغز الذي يحتاج لفك شفراته في الإبقاء علي هذا الرجل الذي أصبح تواجده في حد ذاته مصيبة كبري من مصائب هذا الزمن. العجيب أننا نعيش فيه ولايعيش فينا من خلال اختيار أسوأ العناصر ورجال المولاة القريبين من مكتب الإرشاد في المقطم ، والبعيدين كل البعد عن معاناة ومطالب ومشكلات هذا الوطن.

وأقل مايمكن أن يقال عن هذه الحكومة العجيبة أنها ليست لتيسير الأعمال ، ولكنها لقتل المواطنين وإراقة دمائهم ، لأن الدم المصري أصبح رخيصا ، أمام لامبالاة مسئولي حكومة قنديل أخر عجائب مصر الحديثة ! إن يوم 25 قادم ونرجو ونتمني من الله ألا تسال الدماء مرة أخري ، لأن مصر ستظل أكبر من الرئيس وحكومته فهي في رباط إلي يوم الدين.. ونسألكم الفاتحة علي أرواح شهداء حكومة قنديل وشكر الله سعيكم.