الجمعة 29 مارس 2024 02:17 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: مجلس شورى الإخوان

من العجائب التشريعية في مصر المحروسة أن يصبح مجلس الشوري، هو بطل المرحلة الانتقالية في الآلية التشريعية فتخيلوا مجلسا كان استشاريا وكان مثل «دوار العمدة» ديكورا تشريعيا وديمقراطيا وسياسيا أصبح بعد ثورة 25 يناير هو السلطة التشريعية التي تشرع في أخطر مرحلة تمر بها البلاد لسبب بسيط، أن الهوية الإخوانية مسيطرة عليه من الألف للياء، بالإضافة لنقطة محورية هامة جدا قد تكون شكلية ولكن لها مغزي، أن الذي يقود سفينة الشوري هو الدكتور أحمد فهمي «نسيب» الرئيس مرسي ويا بخت من كان الرئيس نسيبه أو عديله!!.. فكل هذه الصلاحيات والسلطات التشريعية أصبحت ممثلة في أيدي فهمي الذي يعمل ليل نهار في إزالة آثار الدولة المدنية والوسطية فالرجل بدأ بالصحافة صاحبة الجلالة وانتهي بوضع قبضته علي إصدار التشريعات التي ستزيد من قيود تكميم الصحافة والإعلام وكذلك السلطة القضائية.

وصدقونا أن أول بالون اختبار عملي وسياسي هو قانون انتخابات مجلس الشعب.. القصة يا سادة أن مجلس، الشوري الذي كان من أهم مطالب الثورة هو إلغاؤه لأنه يمثل إهدارا للمال العام وتكريسا لفكرة النخبة التشريعية التي ستسيطر علي كل مقاليد البلاد، فهناك دلالة خطيرة لاختيار صبحي صالح الفقيه الدستوري والقانوني الذي كان صاحب الضربة الأولي في الإعلان الدستوري في مارس 2011 ، الذي أدخل البلاد والعباد فيما نعيش فيه الآن وتدويل قضية الدستور المصري دولياً وهذه كارثة ومصيبة مصر بما فيها من كفاءات وقامات وصنعت دساتير دول كثيرة،..الكارثة أن تدول دولة بحجم وقامة مصر قضية الدستور المصري!! تدول الدستور المصري..، ناهيك عن انضمام الدكتور عصام العريان لمجلس الشوري، فأخشي ما أخشاه ان يتحول مجلس الشوري إلي مجلس «شوري الجماعة» ليكون معبراً وناقلاً لرؤية وفلسفة وفكرة ونظرية مكتب الارشاد وأستاذنا الشيخ بديع ومولانا الشاطر !!.. ليتحول مكتب الارشاد إلي مرجعية في كل مناحي الحياة في مصر .

الطامة الكبري ان مسلسل اختطاف مصر وشعبها يسير بخطي سريعة وثابتة ونحن نختلف مع بعضنا البعض علي الشكليات فلابد ان نعترف أننا أصبحنا «شعبين» فريقين منقسمين والشعب والبلد يدفعان الثمن، فهل نستفيد من انتخابات الرئاسة ويكون هناك إنكار للذات ووضع مصلحة البلاد فوق مصالح الافراد والجماعات، ونتوحد حول هدف واحد هو إنقاذ مصر من السقوط في مستنقع الفتن والحروب الأهلية والفوضي المنظمة والانفلات الأخلاقي والبشري في كل محافظات مصر.. فهل ياتري بعد «نعم» لـ «دستور الإخوان» ستستقر الاوضاع؟!

اعتقد لا والف لا لأن ما بني علي باطل نتيجته باطلة ولا عزاء لمجلس شوري الإخوان.. وعجبي.