الجمعة 19 أبريل 2024 10:33 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: رئيس تحت الحصار

أسامة شرشر
أسامة شرشر

لم تمر مصر بهذه المرحلة، التي يعيشها الوطن في هذه الفترة المحورية من تاريخه، فالطامة الكبري ان يكون الخلل السياسي والطوفان القانوني والتخبط الدستوري، قادما من مؤسسة الرئاسة من خلال قرارات لا تعبر عن الشعب، لكن تعبر عن اتجاه سياسي واحد ما يجعل الرئيس محمد مرسي يقع ما بين مطرقة الحصار الشعبي وسندان مكتب الإرشاد وجماعة الإخوان المسلمين.هذا الحصار، الذي لم يتصوره مرسي ولا جماعته، هز هيبة مؤسسة الرئاسة وجعل الدولة غير قادرة علي السيطرة علي الأوضاع في البلاد، ناهيك عن ان كل من هب ودب في هذا الوطن أصبح متحدثا باسم الرئيس، فنجد أحد أفراد الجماعة يقول إن ساعة الصفر قد حانت وآخر يهدد بحماية الشرعية وثالث يقول وجب علي الجهاد ومواجهة فلول الحزب الوطني.وبين ليلة وضحاها، نجد ان الرئيس مرسي يصدر قرارات وفي نفس اللحظة يتراجع عنها، ولكن أخطر ما في هذه القرارات والإعلانات الدستورية ومحاولة استفتاء الشعب علي دستور الجماعة هو قانون حماية الثورة الذي يتيح لرئيس الدولة مصادرة ومحاكمة كل الشرفاء والأحرار في هذا الوطن لمجرد اعتراضهم علي الدستور وتوابعه فهو أخطر من قانون الطوارئ لأنه سيستخدم في التصفية في أي وقت وزمان.هذا الدواء الفاسد من قانون حماية الثورة مفعوله سيكون فاسدا ويحول مصر إلي زنزانة كبيرة يتحكم فيها المدعون الجدد أنهم أصحاب السيادة والقرار والبلد.وبالأمس تراجع رئيس الدولة عن قراره بزيادة الضرائب علي الشعب ولا ندري إلي متي سيظل يتراجع عن قراراته التي تصيب الشعب والوطن بحالة من الفوضي والارتباك في كل مناحي الحياة.صدقونا مرة واحدة.. القضية الآن أصبحت أكبر من الرئيس ومن جماعة الإخوان لأنها محاولة للاستيلاء علي الوطن وتجريده من كل حقوقه وحرياته، مثلما جردوا ثوار الاتحادية من ملابسهم وعلقوهم مثل الذبائح بالقرب من سور القصر.وحصار دولة القانون والدستور من خلال استفتاءات معروف نتائجها مسبقا لأن الدساتير تعمل لخدمة الشعب وليس لاقصائه وحصاره، مما يجعلنا نخاف علي هذا الوطن من هذه القرارات غير المحسوبة.. ووصل الحال أن أصبحت مصر الآن حديث العالم مما يجري فيها من مظاهرات حاشدة وسقوط شهداء علي أعتاب قصر الرئيس والكل يدعي حبه وعشقه لهذا البلد واحترامه للقانون وهو أول من يقوم باختراق القانون.وما ردده إمام مسجد الرسول بالمدينة المنورة وهز مشاعر المسلمين وغير المسلمين في شتي بقاع الأرض، عندما قام بالبكاء والدعاء لمصر أن يحفظها من التقسيم والحرب بين فريقين هم في الأصل شعب واحد، هذه الكلمات تحرك الحجر فهل يتراجع الرئيس المحاصر عن العبث بمستقبل الشعب والوطن بعد ثورة شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، ولكن تضيع دماء الشهداء أمام شهوة السلطة وجبروت الحكام وانتقام البشر.