الخميس 25 أبريل 2024 02:36 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
”وكيل وزارة الشباب والرياضة” بالقليوبية يشهد برنامج دورة التنمية السياسية للشباب مصرع سيدة التهمتها ماكينة حصاد القمح في الفيوم إبداع تلاميذ مدرسة ساحل طهطا المتميزة لغات بسوهاج في عروض حفل نهاية العام الدراسي.. صور هيئة سلامة الدواء والغذاء الأمريكية تُحذر الأمريكيين من العثور علي عينة حليب بها أنفلونزا الطيور رئيس جامعة الزقازيق يستقبل وفد هيئة فولبرايت لبحث جهود الدمج والاتاحة لذوى الإعاقة نائب محافظ البحيرة تناقش مع مساعد وزيرة البيئة دعم منظومة النظافة والمخلفات الصلبة تكريم كورال جامعة مدينة السادات في ختام فعاليات الملتقى الفني الحادي والعشرين للجامعات بـ جنوب الوادي المشدد 5 سنوات لشقيقين لإحداثهم عاهه لشخص بسلاح نارى بشبرا الخيمة السيطرة على حريق التهم فدانين ونصف بأسيوط ملك مصر السابق أحمد فؤاد الثاني يتفقد مكتبة الإسكندرية 9 مصابين.. ننشر الحالة الصحية لمصابي اندلاع حريق بمنزل بأسيوط زيزو وفتوح على رأس قائمة الزمالك لمواجهة دريمز الغانى

حوادث

تحقيق.. ”إمبراطورية المتسولين”.. عصابات تستغل الأطفال فى الشحاتة والضحايا يكشفون تفاصيل صادمة

”إمبراطورية المتسولين”
”إمبراطورية المتسولين”

"منديل يا بيه"،"هات جنيه أجيب أكل"، "فلوسى اتسرقت ومحتاج ثمن المواصلات"، "عايزة أكل جعانة" ، عبارات شهيرة يستخدمها الأطفال المتسولون للحصول على ما يبغون من أموال من المواطنين، حيث أن غالبيتهم يعتبرون التسول مهنة يجنون منها مئات الجنيهات يوميا دون كد أو تعب فنراهم منتشرين في الشوارع والأزقة يمدون يدهم لكل من يمر أمامهم طالبين الحسنة ولقمة العيش، بأساليبهم وطرقهم المتعددة التي غالباً ما تعتمد على استجداء الشفقة وإثارة عواطف الآخرين.

تفتح "جريدة النهار المصرية" ذلك الملف الشائك، وتسلط الضوء على قصص لأطفال أستخدموا فى أعمال التسول واستجداء المارة من قبل عصابات تخصصوا فى استغلال الأطفال الأحداث فى أعمال التسول.

والتقت «النهار المصرية» بعدد من الأطفال المتسولين الذين يتخذون من الشوراع والميادين ملجأ لهم.

ومن داخل محطات "المترو"، الذي يعتبر بيئة خصبة لأطفال الشوارع المتسولين ينتعشون فيه، حيث لا يكاد تخلو محطة من متسولين واثنين وثلاثة، يتسابقون فى استجداء الركاب واستعطافهم لطلب المساعدة وتجميع مبالغ مالية.

علي رصيف محطة مترو "السيدة زينب"، جلست بنت صغيرة علي ذات نفس المقعد وتمسك بكيس أسود اللون وبداخلة بعض من المدليات التي كانت تتجول به داخل عربيات المترو لبيعها وعندما جلست فسألتها "النهار"، فجاوبت أنا ببيع المديليات وقربت أخلص بس خايفه الشرطة تأخدهم مني بس خلاص قربت أخلص عشان أمشي، بهذة الكلمات بدأت تتحدث لنا عن معانتها اليومية لبيعها المديليات داخل عربات المترو والشوارع للمارة ووجها يمتلي بالخوف والقل وعندما تخلصت من حديثها قامت لاستكمالها لبيع باقي الميدليات حتي تنهي بيعهم جميعا.

طفل أخر رفض الأفصاح عن اسمه الحقيقى، والذي يتواجد باستمرار داخل محطات المترو لبيعة أكياس "النسكافية"، وبيقوم بغناء بعض الاناشيد الدنية بصوت جميل ويلقي من الحين والأخر نكته قائلا" يلا يا جماعة قربت أخلص عايزة أروح أكل وعايزة أروح المدرسة"، والذي كشف العالم السرى لأطفال الشوارع، ما بين انتهاكات جسدية يتعرضون لها من قبل بعض المسجلين خطر، وتعذيب وتهديد بالقتل، مؤكداً أن هناك العشرات من الأطفال ضحايا التفكك الأسرى والنسب المجهول والعلاقات غير الشرعية، وأنهم لم يجدوا ملاذاً لهم سوى الشارع وبيع ما يستطيعون بيعه وجلب مبالغ مالية علي قدر المستطاع.

عصابات تدير المتسولين

اللواء عبد الرحيم سيد، الخبير الأمنى، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أكد أن الداخلية تقوم بتحرير آلاف من محاضر التسول سنويا، على الرغم من ذلك فعملية التسول مستمرة، لأن القبض على المتسول ليس حلا جذريا للظاهرة، وأن الأطفال المتسولين يمثلون خطر على الأمن العام فتعتبر بيئة أجرامية، حيث يتم استغلالهم فى العديد من الجرائم مثل السرقات والتسول، وفى بعض الأحيان بنزع أعضاءهم، وأن التسول أصبح مهنة للبعض، وتديرها عصابات كبيرة مؤكدا على أهمية أن تتوحد جميع الجهود لمواجهتها، ووضع حد لها لأنها تسئ للشارع المصرى.

وأضاف الخبير الأمنى، أن وزارة الداخلية متمثلة فى مباحث الأحداث تبذل جهود كبيرة فى هذا الشأن، ويتم يومياً ضبط العديد من قضايا أطفال الشوارع، حيث تحولهم الجهات المعنية بعد ذلك لدور رعاية تليق بهم، ويتم تعليمهم بشكل جيد، حتى يصبحوا أشخاصا نافعين للمجتمع ونتفادى جرائمهم فمنهم من يصبح قنبلة موقوتة ومن الممكن أن ينشي طفل غير سوي ويستخدم كسلاح أرهابي للدولة.

العبودية الحديثة

الجانب النفسى يعد شيئا هاما فى حياة المتسول، وبخاصة الطفل حيث يقول الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى، إن الطفل الذى يتم خطفه فى سن صغيرة من جانب العصابات ويستخدم فى التسول، يكون لديه أيضا اضطرابات فى التواصل، حيث أن الشخصية تتشكل من ثلاث أشياء رئيسية هى الوراثة والتربية والخبرات الحياتية.

ووضح "فرويز"، أن الطفل المتسول سيعاني من عوامل اجتماعية تفقده ثقته بنفسه تبدأ من الإهانة عبر التقليل من قيمته الإنسانية بين الناس وانتقاص من صورته وحضوره الاجتماعي وحرمانه طفولته من قبل المجتمع، وسيعامله كل من حوله كشخص صاحب وصمة وبعنف، وستؤثر هذه العوامل نفسيا على الطفل، وأن الأطفال المتسولين يعتبرون التسول فن يبرعون في تمثيلة لكسب مبالغ مالية طائلة ومنهم 20 % يكون شخصية حدية.

قنابل موقوتة

وردا على سؤال حول الأسباب التي أدت الي ظهور هذة الظاهرة بشكل مبالغ، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن ظاهرة التسول منتشرة بشكل واسع، حيث أن هناك مافيا تدير هؤلاء المتسولين، أن المرجع الرئيسي في ظاهرة التسول وانتشارها، هو الفقر، وعدم الرغبة في البحث عن العمل، مشيرةً إلى أن البعض يتخذ من التسول عملًا له.

وأكدت أن هناك أساليب عديدة للتسول، منها التسول بطلب الإحسان مباشرة، والتسول من خلال البيع كالمناديل، لافتةً إلى أن التسول انتشر بين الأطفال بشكل واسع، وهو ما يؤثر سلبيًا على نفسية الطفل، مطالبةً الأجهزة الأمنية بتكثيف جهودها من أجل القبض على هؤلاء، للحد من الظاهرة، متمنية أن يشارك رؤساء الأحياء والمدن، الأجهزة الأمنية في الحملات الدورية للتنقيب عن المتسولين بصفة دائمة وملاحقتهم بدلًا من انتشارها.

القانون يجرم التسول

وفي هذا الصدد عن العقوبة القانونية في حالة تلبس عصابة أستخدام الأطفال فالتسول، يقول المحامي عبد الرازق مصطفي، وضع القانون عقوبة رادعة للمتهمين فى جرائم "الاتجار بالبشر"، نظرا لخطورتها على المجتمع، وحرص المشرع على أن يحصل الجناة على عقوبات تصل للسجن المؤبد، فضلًا عن من حرض على ارتكاب تلك الجريمة، ونص القانون على أنه: "يعاقب كل من ارتكب جريمة الاتجار البشر بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 15 سنة وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنیه مصري ولا تعد 200 ألف جنيه أو بغرامة مساوية لما عاد علي المجرم من أرباح.

وأشار الي أن نصت المادة (291) من قانون العقوبات علي أنه يحظر كل مساس بحق الطفل فى الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسى أو التجارى أو الاقتصادى، أو استخدامه فى الأبحاث والتجارب العلمية ويكون للطفل الحق فى توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر، ووضح يعد جريمة من جرائم الإتجار بالبشر كما هو موضح في المواد السالفة الذكر، بالأخص إذا وقع من شخص بالغ علي أطفال وليست جريمة تسول كما يعتقد البعض.