تحقيق… طريق الشيطان.. جرعة مخدر زائدة تضع شباب على حافة الموت

• الهيروين والترامادول والاستروكس يتصدرون قائمة أكثر المخدرات رواجًا.. و"الأوفردوز" شبح يهدد حياة المدمنين
• "جرعة مخدر زائدة" أو ما يعرف اصطلاحًا بأسم "الأوفردوز"، هى الشبح الذي يقود المدمنين إلى الموت، مكبلين بنشوة المزاج المؤقتة، التى تسلبهم روحهم شيئًا فشيئًا.
• العديد من الشباب والفتيات دفعوا حياتهم ثمنًا لجرعة مخدر زائدة، ليفارقوا الحياة، فى غمضة عين، فالجسم لا يستطيع التعامل مع كمية غير معتاد من المادة المخدرة أيا كان نوعها، وهو ما يعرف ب"الأوفردوز".
• جريدة "النهار" تفتح ذلك الملف الشائك، وتسلط الضوء على قصص شباب وفتيات فارقوا الحياة فى ريعان شبابهم بعد أن ضلوا الطريق.

"علاقة عاطفية ومخدرات".. السر وراء تعفن جثتى شاب وفتاة داخل سيارة بالجيزة

شاب وفتاة تربطهما علاقة عاطفيا لقيا مصرعهما داخل سيارة ملاكي مركونة بجراج في منطقة الهرم، بعد تعاطيهما جرعة زائدة من المواد المخدرة وتعرضهما للاختناق، وظلت جثتيهما داخل السيارة لم يكتشف أحد وفاتهما، إلا بعد أن تعفنت الجثة.

وتوصلت الأجهزة الأمنية إلى مقطع فيديو مدته 90 ثانية رصد السيارة في آخر ظهور لها، وكان يستقلها الشاب وإلى جواره الفتاة، قبل أن يدخلا في محل تحت الإنشاء بمنطقة الهرم بالسيارة، لكنهما لم يخرجا منه قرابة 3 أيام حتى جرى العثور عليهما.

وأفادت التحريات بأن الشاب تربطه علاقة بالفتاة، وتقدم لخطبتها ورفضته أسرتها، وأنها كانت بصحبته وفي أثناء العلاقة داخل السيارة لفظا أنفاسهما الأخيرة، نتيجة تشبع رئتاهما بثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى تناولهما جرعة زائدة من المواد المخدرة "أوفر دوز".

"السم الأبيض" يقتل فتاة داخل حمام مطعم شهير بالهرم

داخل حمام أحد المطاعم الشهيرة فى الهرم عثرت أجهزة الأمن بالجيزة بعد بلاغ من إدارة المطعم، على جثة فتاة تبلغ من العمر 21 سنة، متوفاة وبجوارها بقايا من مخدر الهيروين، تم نقل الجثمان إلى المشرحة تحت تصرف النيابة، وتم التحفظ على بقايا المواد المخدرة.

وكشفت التحريات، وأقوال الشهود والمبلغين، أن الفتاة حضرت إلى المطعم وجلست على أحد الطاولات فترة زمنية قليلة، وبعدها دخلت دورة المياه الخاصة بالسيدات داخل المطعم، ولاحظ عدد من عميلات المحل تأخر الفتاة، فقام العاملين بطرق باب "الحمام" عدة مرات وعندما لم تستجيب الفتاة شكوا في الأمر، فكسروا الباب وعثروا على الفتاة بالداخل جثة هامدة.

ترك طفلان وطفلة ورحل بسبب جرعة "أفيون" قاتلة بقنا

لفظ شاب أنفاسه الأخيرة، داخل مستشفى بمحافظة بقنا، بعد تعاطيه جرعة مخدرات زائدة، الشاب يدعى "فهد.ر.ع" 20 سنة، مدمن مخدرات "أفيون" وأفادت التقارير الطبية الأولية أنه توفي نتيجة تناوله مادة سامية، أحدثت هبوط حاد في الدورة الدموية.

الشاب المتوفى تزوج وعمره 16 سنة ولديه ولدان وبنت وقال شقيقه، أنه سبق و أن ذهبوا بشقيقه المتوفى إلى مستشفى أسوان للعلاج من إدمان المخدرات؛ ولكنه رفض الحجز هناك، وتم صرف علاج له وأكد على أن شقيقه المتوفى كان يرغب في الإقلاع عن تناول المخدرات وحاول كثيرًا، ولكنه كان سرعان ما يعود مرة أخرى لتناوله.

صديقان يودعان الحياة أسفل كوبري بمنطقة "بولاق الدكرور" والمخدرات المتهم

الاجهزة الامنية كشفت لغز العثور على جثه شابين أسفل كوبري ببولاق الدكرور وتبين اصابتهم بحالة هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة تناول جرعة زائدة من المخدرات، تم نقل الجثامين إلى المشرحة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

وكشفت التحريات أن الشابين أصيبا بهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة تناول جرعة زائدة من المخدرات، واستمع رجال مباحث بولاق الدكرور إلى أقوال شهود عيان وراجعوا كاميرات المراقبة المثبتة بمحيط موقع العثور على جثتي الشابين مجهولي الهوية، وتطابقت روايتهم مع نتيجة التحريات.

رئيس تضامن البرلمان: نسبة الإدمان بلغت 3 % والمراهقين الأكثرعرضة

خلال اجتماع عقدته لجنة التضامن الاجتماعي في البرلمان لمناقشة دور المجلس القومي لمكافحة و علاج الادمان، قال الدكتور عبد الهادى القصبى رئيس اللجنة: "أن هناك بعض الإحصائيات التى لا أدرى مدى دقتها ولكنها مزعجة، وتؤكد أن الترامادول والهيروين والأستروكس من أكثر أنواع استخداما بين الشباب.

وكشف رئيس تضامن البرلمان عن أن نسبة تعاطى المخدرات بلغت 10 % بما يزيد عن 10 ملايين وأن نسبة الإدمان بلغت 3% وفقا لإحصائيات صندوق مكافحة وعلاج الادمان، وأوضح أن فئة المراهقين هى أكثر عرضة للادمان، تليها فئة البالغين من 45 إلى 65 عاما.

كبير الأطباء الشرعيين الأسبق يكشف كيف تؤثر المخدرات على القلب والمخ

يقول الدكتور أيمن فودة كبير الأطباء الشرعيين الأسبق، أن خطورة المخدرات تكمن فى التغيرات التى تحدثها فى طبيعة عمل أعضاء الجسم، خاصة الأعضاء الحيوية كالقلب والمخ وغيرها من الأعضاء.

وتابع "فودة"، كل نوع من أنواع المخدرات يتسبب فى الموت بطريقة مختلفة، فهناك أنواع تدمر مركز التنفس فى المخ، كما أنها تدمر خلاياه، مما يؤدى إلى الوفاة، وأنواع أخرى تحدث خلل فى كهرباء القلب، مما يؤدى إلى توقف عضلته ومن ثم الوفاة.

وأضاف "فودة"، من بين أخطر أنواع المخدرات، الحقن التى تسبب جلطات فى الدم، فضلًا عن أن حقنها بطريقة سريعة يؤدى إلى توقف عضلة القلب، وكلها طرق سريعة نحو الموت، لا يدرك الشباب مخاطرها.

واختتم "فودة" حديثه قائلًا، مخاطر المخدرات لا تتوقف عند حوادث الوفاة، ولكنها تشكل خطر على الدولة بأكملها، بسبب أن المدمنين يتحولون لقوة عاطلة، تعولها باقي القوة الشعبية، وهو ما يؤثر تأثير سلبي على الاقتصاد، خاصة إذا ما تم ربطه بالعملة الصعبة التى يتم استنزافها، لجلب تلك المواد المخدرة.

قانوني: عقوبة تعاطي المخدرات تصل للسجن المشدد

قال المحامي بلال نصر الدين، أن عقوبة تعاطي المواد المخدرة أياً كان نوعها تصل للسجن المشدد من ثلاث سنوات الى خمسة عشر سنه وبغرامة تصل إلى 50 ألف جنيه، فقد نصت المادة 37/1 من القانون رقم 182 لسنة 1960 بشأن مكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والاتجار فيها على أنه يعاقب بالسجن المشدد وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تجاوز 50 ألف جنيه كل من حاز اواحرز او اشترى او انتج او استخرج او فصل او صنع جوهراً مخدراً او زرع نباتاً من النباتات الواردة في الجدول رقم ( 5 ) او حازه او اشتراه، وكان ذلك بقصد التعاطي او الاستعمال الشخصي في غير الاحوال المصرح بها قانوناً.

وأشار "بلال" إلى أن العقوبة تختلف باختلاف طبيعة الجواهر المخدرة وما في حكمها التي تكون محل جرائم الاتجار والجلب والاحراز بغير قصد التعاطي، فجوهري الكوكايين والهروين هما اشد أنواع الجواهر المخدرة عقوبة في القانون، وتصل إلى الإعدام في أحوال معينة، وقد تصل للاعدام والغرامة التي لا تقل عن 100 الف جنيه ولا تجاوز 500 ألف جنيه في حالة إذا كان الجوهر المخدر محل الجريمة من الكوكايين او الهيروين.

"خبير أمني" المدمن لايدخل السجن اطلاقا بل يعالج ويودع فورا بالمصحات المختصة

اللواء رفعت عبد الحميد، الخبير الأمني، يقول أن الجهود الايجابية التي تبذلها الأجهزة الأمنية لضبط شحنات المخدرات قبل وصولها للشباب تتم علي مدار الساعة، وسبق وأن أعلنت وزارة الداخلية منذ القرن التاسع عشر وحتي الأن أن المخدرات جريمة تلتهم الموارد البشرية، وأنها ظاهرة إجرامية تاريخية، ولها تؤام متلازم معها وهي التجارة العالمية غير المشروعة لأاسلحة عبر الحدود دوليا يتم رصدهما بكل دقة.

وتابع "عبد الحميد"، أصبحت معدلات الجريمة اليوم طبيعية وتحت السيطرة الأمنية والمتابعة، بالتوازى مع التربية السليمة والمتابعة من قبل الاسرة، وتعزيز الأخلاق، لمواجهة العوامل المساعدة على انتشار المخدرات ومن بينها الزيادة السكانية والدراما الهابطة.

وتابع، القانون الجنائي المصري لا يعاقب المدمنين، بشرط الإيداع للعلاج بالمصحات المختصة وفي حالة الهروب والعود يعاقب بالعقوباتان، وهناك تعاون دولي لمكافحة المخدرات مع الانتربول العالمي، ومؤتمرات وزراء الداخلية العرب التى تعقد سنويا، فالمخدرات ليست مجرد لفظ أو كلمة ولكنها سلاح بارد تستخدمة بعض الدول لقتل الشعوب بدون حرب وتستهدف الشباب والأطفال والكبار من الجنسين.

واستكمل حديثه قائلا: أن المدمن لايدخل السجن اطلاقا بل يعالج ويودع فورا بالمصحات المختصة ويعفي من العقاب تماما ويعود لعمله وبيته انسان عادي، طبقا لاحكام قانون مكافحة المخدرات المصري، وهناك ادوار توعوية من الشرطة ايجابية ومستدامة للتوعية بمخاطر المخدرات.