كاتب أمريكي: تراجع دعم واشنطن لأوكرانيا خطأ إستراتيجي فادح

أكد الكاتب الأمريكي جورج ويل، أهمية استمرار الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لأوكرانيا خلال الحرب التي تدور رحاها في الوقت الراهن مع القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية.

وأعرب الكاتب الأمريكي عن اعتقاده -في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية- أن تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الوقت الحالي يعد خطأً إستراتيجياً جسيماً، موضحاً أن الحرب الحالية في أوكرانيا تعتبر أكبر حرب تندلع في القارة الأوروبية خلال القرن الحادي والعشرين، ومؤكداً في نفس الوقت أن الصراع المسلح الحالي في أوكرانيا سيكون له أكبر الأثر في تشكيل معالم قارة أوروبا بأسرها خلال القرن الحالي.

ولفت الكاتب إلى أن العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي ليس لديهم الرغبة في استمرار تقديم الدعم من جانب واشنطن لكييف لتعزيز قدراتها في مواجهة الآلة العسكرية الروسية حيث يشير كيفين ماكارثي عن الحزب الجمهوري والمرشح لرئاسة مجلس النواب أنه "ليس من المعقول تقديم شيك على بياض" لأوكرانيا.

وأضاف أن حجم المعونات العسكرية والاقتصادية والانسانية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا بلغ 68 مليار دولاراً وهو أكثر قليلاً من حجم المبالغ التي أنفقها الأمريكيون على ألعاب الفيديو والذي بلغ عام 2021 حوالي 60 مليار دولاراً، وأن إجمالي المعونات الأمريكية لأوكرانيا قد تصل إلى 105 مليار دولاراً إذا ما أضفنا الطلبات التي تقدمت بها إدارة الرئيس جو بايدن للكونجرس في الخامس عشر من نوفمبر الماضي، موضحاً أنه في الوقت الذي يطالب فيه بعض أعضاء الكونجرس بتقليص الدعم الذي تقدمه واشنطن لكييف، تواجه أوكرانيا ظروف غاية في الصعوبة في ظل شتاء قارس وأزمة طاقة طاحنة بسبب الحرب المشتعلة هناك.

وأوضح الكاتب أن الخطأ الذي يقع فيه الأمريكيون الذين يطالبون بتقليص الدعم الذي تقدمه واشنطن لكييف هو أنهم يعتقدون أن الصراع الحالي في أوكرانيا يدور على أرض بعيدة عن الأراضي الأمريكية بين طرفين هما أوكرانيا وروسيا فقط، مشيراً في هذا الصدد إلى رأي وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر الذي أكد فيه أنه في حالة انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلنطي فإن خطط الحدود الأمنية بين روسيا والقارة الأوروبية سوف تقع على مسافة 300 ميلاً من العاصمة الروسية موسكو.

ويلقي الكاتب الضوء في ختام المقال على تصريحات هنري كيسنجر لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي يؤكد فيها أنه في جميع الأحوال يجب أن تحظي أوكرانيا بنفس المعاملة التي تحظي بها أي دول من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي.