الخميس 18 أبريل 2024 03:24 صـ 9 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

”آخر المستجدات بأسواق الطاقة العالمية” في ورشة عمل بإيجاس

نظرا للتطورات السريعة والمتوالية التي شهدها العالم على مدار الثلاث سنوات الماضية بدءاً من جائحة كورونا إلى الغزو الروسي لأوكرانيا ومالها من آثار على أنشطة سوق الغاز والبترول من حيث اضطراب الإمدادات وتذبذب معدلات الأسعار.

فمن هذا المنطلق نظمت الشئون الاقتصادية بالشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية – إيجاس في 14 من يونيو الجاري ورشة عمل حول " تأثير التطورات العالمية الراهنة على أسواق الطاقة بصفة عامة وعلى شمال أفريقيا بصفة خاصة " وذلك بمشاركة بيت الخبرة العالمي وود ماكنزى Wood Mackenzie حيث يعتبر أحد أهم المراكز العالمية لأبحاث واستشارات الطاقة والمعادن والتعدين والتي تشتهر دولياً بتوريد البيانات الشاملة، التحليل الاقتصادي، والتوصيات الاستشارية فيما يتعلق بالطاقة.

استهل ورشة العمل مارتيجين مورفي محلل الطاقة لمنطقة شمال افريقيا مستعرضا اهم مشروعات البنية التحتية للغاز والبترول بشمال افريقيا حيث أوضح ان هناك أربع خطوط انابيب لنقل الغاز مباشرة من أفريقيا إلى أوروبا، لكن جميعها في بلدان شمال أفريقيا. مثل خط انابيب (ترانسميد) والذي يُعد من أكبر خطوط أنابيب البترول والغاز في أفريقيا وينقل الغاز الطبيعي عبر البحر المتوسط من الجزائر إلى إيطاليا عبر تونس وصقلية، وخط أنابيب (جرين ستريم) وهو جزء من مشروع غاز غرب ليبيا، (ميد جاز) هو خط أنابيب غاز طبيعي بين الجزائر و اسبانيا وأخيرا خط أنابيب المغرب العربي–أوروبا(GME) يمد كلا من اسبانيا والبرتغال والمغرب بالغاز الطبيعي.بالإضافة الى محطتي إسالة الغاز الطبيعي بدمياط وادكو التي تمتلكهما مصر.

كما القى الضوء على أنشطة الغاز والبترول ببعض دول شمال افرقيا حيث أوضح ان الجزائر تمتلك احتياطيات من الغاز هائلة وقدرات تصدير محدودة ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها احتياج البنية التحتية للغاز للتحديث وزيادة الاستهلاك المحلي وانخفاض الاستثمارات الموجه للبحث والاستكشاف، فيما أكد أن ليبيا تمتلك موارد كبيرة من الوقود الأحفوري، لكن في ظل وجود الاضطرابات السياسية التي مازالت تشهدها البلاد فمن المتوقع أن تؤثر على إمدادات الطاقة البترولية هذا العام. وفى مصر فقد ساهمت مشروعات تنمية حقول الغاز المكتشفة خاصة حقل ظهر وحقول غرب دلتا النيل في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي والعودة للتصدير وطرح المزايدات العالمية ومواصلة الارتقاء بالشراكات الاستراتيجية وبالتالي يمكن أن يلعب الغاز المصري دورًا هاماً في تأمين احتياجات الأسواق العالمية خاصة احتياجات دول أوروبا من الطاقة، من خلال تصدير الغاز الفائض من خلال إسالته باستخدام محطتي اسالة الغاز مما يؤكد دور مصر المحوري كمركز اقليما لتداول الطاقة.

ومن ناحية أخرى أشار مارتيجين الى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم واتجاه انظار شركات الطاقة الكبرى حاليا إلى مشروعات الغاز في شمال أفريقيا على أمل سدّ العجز المتوقع للإمدادات، فمنذ تصاعد الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت أوروبا تتجه إلى موردين آخرين لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، وظهور الجزائر ومصر وليبيا ضمن أبرز الدول في الشرق الأوسط، القادرة على تعزيز إمدادات الغاز لأوروبا خاصة مع وضوح نية الدول الأوروبية للاستغناء الكامل عن الوقود الأحفوري الروسي.

كما تطرق أيضا الى مستجدات أسواق الطاقة العالمية وتداعياتها على الانبعاثات البيئية وغازات الاحتباس الحراري وفى مقدمتها غاز ثاني أكسيد الكربون، واستعدادات مصر لتنظيم قمة المناخ COP 27. مشيرا الى مواصلة شركات البترول والغاز في إحراز تقدّم نحو مستقبل منخفض الكربون، بما يتماشى مع التحوّل الأوسع للطاقة النظيفة عبر قطاع الطاقة والموارد والصناعة بأسره بدءاً من الموارد المتاحة وصولا للمستهلك النهائي ومن ثم أهمية السياسات التي ستتبناها الشركات في هذا المجال من حيث زيادة الاستثمارات الموجهة لدعم الطاقة الجديدة والمتجددة.

وقد شهدت ورشة العمل تفاعلا بين السادة الحضور حيث تم مناقشة كافة الرؤى والرد على جميع الاستفسارات.