الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:56 صـ 14 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

أنس فوده رئيس تحرير mbc.net

محمد علاء الدين :لم يفوتني أن أجري مثل هذا الحوار وقت علمي بوصوله القاهرة في زيارة قصيرة، مع رجل له باع طويل في مجال الإعلام الالكتروني باعتباره من أوائل الأشخاص الذين أسهموا في نشر مجال الصحافة الالكترونية على مستوى مصر، والعالم العربي، منذ بداية استخدام الانترنت لنقل الأخبار والأحداث في بداية التسعينات.عندما أقرا في تاريخه لا أرى أني أغرق في بحر من السنوات الكثيرة، فالأمر بعد هذه النجاحات المتتالية لا يتعدى 15 عاما خبرة في المجال، فضيفنا رغم صغر سنه استطاع تحقيق طفرة كبيرة في مجال الصحافة الالكترونية، ليسهم في إطلاق أكثر المواقع الإخبارية شهرة وزيارة.ضيف النهار الأستاذ أنس فوده مدير تحرير العربية نت سابقا، ورئيس تحرير موقع MBC.NET حالياً، وواحد من الأشخاص الذين ساهموا في خروج العديد من المواقع الالكترونية الإخبارية الشهيرة، مثل موقع محيط وإسلام اون لاين ولكي أنتي، والعديد من المواقع التي نالت إعجاب وثقة القارئ العربي.الأستاذ انس فوده استطاع تحقيق نجاحات عدة رغم سنه الذي لا يتعدى 41 عاما..ما سبب ذلك ؟بداية الفرق بين مصر وبين أي مكان في العالم أن المجتمع المصري لا يحدث فيه حراكا سريعا وكثيرا ما أسال الزملاء في مصر بعد رحلة سفر طويلة ما الجديد في حياتكم، فيكون الرد التقليدي تزوجنا أنجبنا التحقنا بالنقابة وخاصة تلك المسالة التي أصبحت كل هم أغلب الصحفيين في مصر، ولعل عملي مبكرا في أول حياتي بجريدة المسلمون بمنصب يوازي مديرا للتحرير قد أضاف لي الخبرات، أيضا إيماني بأنه من غير المناسب الرجوع إلى نقطة الصفر بعد إغلاق الجريدة غير المسافة التي أخذتها من الجرائد القومية لأسباب كثيرة منها تهافت كثير من الصحفيين عليها مع قلة فرص التعلم فيها لذا فضلت تجربة الصحف الصغيرة.أفهم من ذلك أن الجرائد القومية في مصر ليست مكانا لتلقي الخبرة الآن ؟لم اقل ذلك لكن فرصة التعلم فيها تحتاج لوقت أطول، فالفرد المسئول في صحيفة غير كبيرة عن 4 أو 5 في الأسبوع الواحد صفحات فرص تعلمه أفضل من الذي يعمل بأخرى مشهورة ولا يناله منها إلا خبر أو تقرير شهريا،أنصح النشء أن يقبل العمل بتلك الصحف الصغيرة لأنها ستعطيه فرصة كبيرة.باعتبارك واحدا من أوائل الصحفيين الالكترونيين، هل ترى أن الإعلام الالكتروني سرق الضوء من الإعلام التقليدي؟لا لم يسحب البساط، لكنه أخذ مساحات واسعة وسيظل محافظا عليها خلال التكامل مع وسائل الإعلام المختلفة، فاليوم قمت بشراء الجرائد الورقية لأني أردت الاستمتاع بلذة قراءة الصحف ومتابعة مدى اهتمام الصحيفة بموضوع ما والمساحة التي أعطيت له في صفحاتها وهو ما لا يلاحظ في القراءة عبر الانترنت وللأسف ما زال كثير من المدونين ونشطاء الانترنت يغيب عنهم تلك القيم الصحفية العالية والقواعد والأشكال التي افتقدت كثيرا في هذا الوقت، ودائما أقول أن مثل هذا الكلام يكون مفتعلا فالراديو لم يلغي الصحف والتليفزيون لم يلغي وجود الراديو عند ظهوره وهكذا بل جاءت تلك الوسائل لتتكامل فيما بينها، والصحافة التقليدية بدأت في تتوجه إلى عالم الانترنت حتى تستقطب جمهورا أكبر.بمناسبة تحدثك عن عالم التدوين، ما رأيك في الحملات التي تنال المدونين في عالمنا العربي ؟أنا اعتبر ذلك قلة في العقل خاصة، تلك الأنظمة لا تريد إلى الآن أن تفهم ماذا حدث في العالم، وربما جمعني لقاء صدفة مع أحد ضباط الشرطة في مصر الذي انتقد لي قناة الجزيرة وسألني عن كيفية التعامل معها باعتبارها أحد مسببات القلق لديه ولزملائه، لكني أجبته بان أفضل تعامل أن تمتلك ثقافة تسرق الأضواء من الجزيرة وما شابهها ولا يصح أن يقتصر تفكيرنا على التشويش على الجزيرة أو التكتم على المعلومات التي تأتينا من غيرنا والتي قد تخرج مليئة بالشائعات، ما يسئ إلى صورتنا أمام أنفسنا وأمام شعوب العالم، لابد أن تكون في مصر صحافة حرة لا تسيطر عليها أي جهة من الجهات، فالتعامل مع الأمر الواقع لا بد أن يكون بشفافية وأنا لا أنكر التحرك البطئ في مجال حرية التعبير في مصر لكنك لو شاهدت مثلا منى الشاذلي في العاشرة مساء أو عمرو أديب في القاهرة اليوم تستشعر أن هناك قيودا تفرض على تلك القنوات والبرامج بسبب الممارسات الخاطئة وكبت الحريات والمايك أب الذي يستخدم لتجميل وجه النظام.وهل ترى أن المدونين بدءوا في سحب البساط أيضا من العاملين في مجال الإعلام الالكتروني ؟سيسحبوا البساط إذا بقت الخطوط الحمراء وظلت مساحات الحرية ضيقة وما الشعبية التي حققتها جريدة كالمصري اليوم أو اليوم السابع إلا لمساحة الحرية لديهما، وسيسحب المدونون هذا البساط من الصحف والمواقع الأقل تحررا وهكذا ، فالرهان هنا على مساحة الحرية ، ولو أعطيت الصحف القومية تلك المساحات لوجدت رواجا وإقبالا غير عادي.ما أهم ما ميز تجربتك مع العربية نت ؟شاركت في تأسيس العربية نت وأدرتها منذ إطلاقها في 21 من فبراير عام 2004م إلى ما يقرب من سنة ونصف تقريبا، وأذكر أن أهم ما ميز تجربتي فيها كان سببه نقطيتين، الأولى العلاقة التفاعلية بين القارئ والموقع حيث حاولنا توظيف معرفتنا بجمهور الانترنت، وذلك عام 2003 م حيث لم يكن هناك مدونات وكانت العلاقة التفاعلية بين القارئ والجريدة أو الموقع قاصرة على المنتديات فقط ، لذا فكرنا بإطلاق خدمة التعليقات وكنا من أوائل المواقع التي قدمت هذه الفكرة، حيث أتاحت مساحة كبيرة من الحرية وصلت لحد النقد القاسي لنا، النقطة الثانية تغيير الأجندة الصحفية حيث قدمت العربية نت كل ما يهم القارئ حسب سنه ونوعه ومعرفته بمذاق مختلف وأهم ما تميزت به هو الأخبار الغريبة حيث سعت العربية نت إلى التأكد من صحة تلك الأخبار وتقديمها مع التأكيد على صحتها وجديتها.6- العربية نت من المواقع التي يكثر حولها الجدل والنقاش بشان توجهها ومضمون الأخبار المقدمة وطريقة عرضها وعناوينها واذكر على سبيل المثال لا الحصر..موقف الشيخ سعد البريك من الاستفتاء الذي وضعه الموقع حول قضية سب النبي صلى الله عليه (عبر عن رأيك سب النبي حرية رأي لا تستدعي الغضب يجب يتخذ إجراءات ضد الصحيفة لا بد من جهود لتعريف الدنماركيين بالإسلام ) وصوت على الموقع أكثر من 88 ألف شخص نصفهم يرى أنها حرية الرأي ؟ما يهمنا معرفة كيف يفكر الشارع العربي وليس تجميل المعلومة فقط، أذكر أحد المواقف التي تحدث فيها أحد القراء عن أحد الأخبار التي نشرت حول فتاة مصرية تروج لبيع العطور عن طريق القبلة- دوري هنا كصحفي أن أقدم الخبر فقط دون الحكم عليه، مجال النقد بعد ذلك يعود إلى المسجد أو الجهات الأخرى، وربما كان هناك قصور في دور المسجد مثلا في اجتذاب وجهة النظر التي يؤيدها، ومن الأشياء التي دائما أرددها العربية نت هي الأكثر تأثيرا في خطباء المساجد وإفادة لهم وقبل العربية نت كان الخطباء نفسهم يبحثون عن تلك الأخبار فأنا أوفر للخطيب مادة لتوعية الناس، والعربية لا تسعى إلى الإثارة فقط وأنا اذكر أن الموقع كان له السبق في العديد من الأخبار والقضايا الهامة كقضية مقتل سوزان تميم، فتوى إرضاع الكبير، لكني أؤكد أن العربية تحرص على المزيد من التنوع الذي يلبي متطلبات القارئ العربي بمختلف اتجاهاته ومعتقداته.هل تغيرت التجربة مع انتقالك لموقع MBC ؟موقع MBC أكثر المواقع العربية المنوعة، ويشرفني العمل فيه، وقريبا ستتحول MBC من مجرد موقع إلى شبكة مواقع Network كل موقع منهم يخاطب احتياج معين عند الجمهور، منهم الموقع الإخباري الذي سيقدم كل ما يحدث في المجتمعات العربية وقد يكون موقعا مسموعا أو مرئيا، الموقع الخاص بالرياضة، وسنتوسع أيضا لدعم الصحافة الشعبية أو صحافة المواطن مثل المدونات، وسنتعاون مع مجموعة من المدونين الجادين الذين يستعدون للالتزام بميثاق أخلاقي عبر تطوير موقع ناس MBC.حدثنا عن أهم المواقف العالقة في ذاكرتك ؟من مواقف العمل..ربما بداياتي في جريدة الأحرار حيث كنت لا أجد ما أجلس عليه أو أكتب عليه موضوعاتي، بالإضافة إلى المرتب الذي بدأ 40 جنيه ولم يتعدى 120 جنيه بعد ترقيتيللعمل بديسكقسم التحقيقات، والشاهد هو الجهد والصبر في هذا الوقت هو ما أذكره ونهاية كما يقول الله عز وجل إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، أيضا الوقت الذي أغلقت فيه جريدة المسلمون واهتمامي بجهاز الكمبيوتر وما يحتويه الأمر الذي كانت تراه زوجتي أنه مضيعا للوقت حيث كانت تعاتبني من وقت لآخر ناصحة إياي باستغلال الوقت في عمل أفضل لزيادة الدخل، إلا أني كنت أرد عليها قائلا شوية اللعب ده على الجهاز - الذي اشتريته بالتقسيط آنذاك- هو سيكسبني الخبرات ويطورني، أيضا تحولي إلى مجال الصحافة الالكترونية وسفري إلى خارج مصر محملا بالآمال والأحلام والشهادات المليئة بالأختام للعمل بموقع مجموعة MBC وما فاجئني أن الإدارة لم تتقبل مني الأوراق وعلّقت الأمر على الاختبار الذي على أساسه اخترت للعمل معهم والمساعدة في إطلاق موقع العربية نت.اذكر لنا أهم محطات تجربتك في العمل الصحفي ؟تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1992 م وبدأت حياتي المهنية بدأ حياته المهنية محررا بقسم التحقيقات بجريدة الأحرار المصرية والعمل بالتليفزيون المصري ثم انتقلت إلى للعمل محررا بجريدة المسلمون عام 1994م حتى عام 1998م التي حولت حياتي إثر العمل بالصحافة الالكترونية حيث ساهمت مع زميل آخر في إطلاق موقع محيط أول موقع إخباري عربي، وشاركت في إطلاق العديد من المواقع الالكترونية مثل لكي أنتي أول نت إسلام أونلين، وشاركت في إطلاق العربية نت عام 2004 م وحاليا أترأس إدارة موقع MBC.بم تنصح الشباب حديثي عهد بالعمل الصحفي؟انصحهم بتنمية ثقافتهم وكثرة القراءة والاطلاع وعدم الإعتماد على شهادة التخرج فقط، لا يهم أن تذكر لي سيرتك المهنية وأنك عضوا في نقابة الصحفيين لو أحببت مخاطبة السوق الخارجي، ادعوهم بتنمية أنفسهم كصحفيين والبعد عن الآلهة المعبودة في مصر وهي حلم الصحف القومية وبالطبع لا أدعو إلى مقاطعتها، بل الشاهد استهلك جهدك ووقتك لتتعلم الجديد حتى تتاح لك الفرصة ولا بد أن يطور الصحفي لغته العربية والأجنبية، لأننا نعاني من أمرين متناقضين إما صحفي متفوق في اللغة العربية ولا يفقه الأجنبية أو العكس.هل تعد كتابا تذكر فيه خبرتك المهنية الطويلة في الصحافة الالكترونية ؟نعم اعد الآن لمشروع ارجوا أن يرى النور قبل رحيلي، وهو يتحدث عن الصحافة الالكترونية وقد بدأته منذ فترة وهي من الأحلام المؤجلة.هل تنادي بقانون يحمي الصحفيين الإلكترونيين ؟الأهم من وجود القانون وجود توجه عام لاحترام حرية الصحافة فمن حق الصحفيين الحصول على معلومات ومن المواقف التي لا أنساها وقت عملي بجريدة المسلمون وكنت أتابع مشيخة الأزهر الشريف - حيث تقدمت بطلب لقاء لشيخ الأزهر وقتها جاد الحق علي جاد الحق إلا أن الطلب لم يبث فيه إلى الآن، فهؤلاء كانوا يرون واجبهم في التعامل مع الصحفي هو منع المعلومات عنه وهذا ليس صحيحا، ومن المفترض وجود تجمعات للصحفيين الالكترونيين لتبادل الخبرات وإتاحة مساحة كبيرة للحريات بالقوانين أو بغير القوانين.هل حققت حلمك؟الأحلام لا تتوقف، أنا أحلم أن أتعلم الكثير الذي ينقصني عبر تطوير نفسي، وأحلم أن يكون لدينا في العالم العربي تجربة صحفية عربية الكترونية تجول العالم كله، وقد قررت من مدة أن تبقى حياتي العملية على الانترنت لأنه مجال واعد جدا، أحلم إقامة مشروع كبير يحقق حلمي الصحفي الذي لن يتاح لي لو كنت بمفردي.محرر النهار مع أنس فوده