النهار
الإثنين 9 يونيو 2025 08:26 مـ 12 ذو الحجة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

في ندوته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

”أبو الغيط”: العرب سيلتفون حول حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة خلال الاجتماع الوزاري الطارئ

"أبو الغيط": هناك مؤشرات إيجابية بشأن مفاوضات سد النهضة لضمان حقوق مصر

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أهمية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر السبت المقبل لبلورة موقف موحد للرد على خطة الادارة الامريكية للسلام في الشرق الأوسط .
وأعرب أبو الغيط عن ثقته في أن العرب سيلتفون في قرارهم الذي سيصدر عن الاجتماع ، حول قضيتهم المركزية و سيتمسكون بحقوق الشعب الفلسطيني
على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧ .
جاء ذلك خلال ندوة الامين العام للجامعة العربية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم والتي تناولت التحديات السياسية التي تواجه المنطقة العربية
ونوه ابو الغيط. بالبيان الذي اصدره ردا على خطة ترامب. وقال ابو الغيط ان تحقيق السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين مرهونٌ بإرادة الطرفين وليس بإرادة طرف دون الآخر... وخطة السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي تعكس رؤية أمريكيةً غير ملزمة".
وأضاف الامين العام " اننا نعكف على دراسة الرؤية الأمريكية بشكل مدقق.. ونحن منفتحون على أي جهدٍ جاد يُبذل من أجل تحقيق السلام.. غير أن القراءة الاولي من خلال الاعلان تشير الي اهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة في ارضهم وعدم ملاءمة الكثير من الافكار التوفيقية المطروحة...".
وأوضح ' ان السلام العادل والقابل للاستدامة لا يُمكن تحقيقه بتجاهل حقيقة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967، أو بالعمل على شرعنة هذا الاحتلال".
وتناول ابو الغيط التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية وخاصة من قبل تركيا وايران لافتا الى ان هذه البلدان لها تأثير إسلامي منذ عقود ولها تاريخ
لكن المشكلة هي ان المنطقة تعرضت لهزة كبرى منذ ٢٠١١ و ترتب على ذلك فراغ سياسي وضياع الدولة الوطنية العربية في ظل هذا الفراغ برزت قوى عالمية لتشكيل المنطقة وكذلك القوى الإقليمية التي تريد تشكيلها ايضا ولذلك تعرض الجسد العربي لتدخلات إيرانية تركية خاصة في سوريا وليبيا واليمن والعراق .
ودعا ابو الغيط في هذا الاطار تركيا وايران لاحترام الفضاء العربي ومساعدة الدول العربية لاستعادة الدولة الوطنية وليس مجرد تحقيق مصالح ومكاسب على حساب تلك الدول .
وقال ان المنطقة العربية تمر حاليا بوضع مأساوي وأحلك فترات الشعوب العربية
ففي عام ١٩٦٧ كان العدو اجنبي لكن اليوم نقتل نفسنا بانفسنا.
ولفت الى ان الجامعة العربية رغم تعرضها لضربات مميتة وازمات تعوق القيام بدورها الا انها طالبت في اجتماعاتها بضرورة وقف التدخل في الشؤون العربية الداخلية.
وفي استعراضه للوضع الراهن قال ابو الغيط ان الحرب الباردة مكنت امريكا لأن تكون قوة لا يقال لها لا!
وقادرة حتى الان ان على ان ترهب الآخرين
وان الضربة التي تلقتها في سبتمبر ٢٠٠١ أذهلتها وبدأوا التفكير في العدو الجديد وهو الإسلام السني وتوعد الأمريكان بضرب هذه الجماعات ضربا مبرحا رغم انهم من صنعوهم!
لذا فان التغيير في المنطقة لا بد ان ينبع منها وليس من خارجها .
وتناول ابو الغيط وضع الجامعة العربية في ظل الظروف الراهنة والصعوبات التي تواجهها لافتا الى ان الجامعة العربية التي تضم ٢١ دولة عربية الا ان هناك ١٢ دولة متوقفة عن تسديد مساهماتها في ميزانية الجامعة وحتى نهاية ٢٠١٩ سدد ٤٥ ونصف بالمائة من ميزانيتهافقط ، متسائلا كيف نستطيع ان نعمل. في هذه الظروف .
وتطرق ابو الغيط للخسائر التي تعرضت لها العديد من الدول العربية في ظل ما سمي بالربيع العربي لافتا الى انه احدث خسائر فادحة ففي سوريا وحدها دمر ما يقارب ٥٠٠ مليار دولار من بنائها وان اعادة الاعمار تحتاج ما بين ٧٠٠ الى ٩٠٠مليار دولار. فما بالنا بباقي الدول .
وحذر ابو الغيط من تأزم الوضع في ليبيا ووقدرتها على التوحد مرة اخرى
وقال : المشكلة تكمن في ان القوى الليبية الداخلية اصطدمت مع بعضها البعض وفتحت طريقا لتدخل القوى الأجنبية
مشددًا على ان الجامعة العربية والتي شاركت مؤخرا في مؤتمر برلين ، ترفض التدخلات الأجنبية في ليبيا حيث ان الوضع الليبي بالغ الدقة والحساسية والخطورة ولابد من حل سريع لهذه النزاعات الداخلية لحماية وحدة الليبيين .
وتناول ابو الغيط محطات من كتابه "شهادتي " الذي يتناول بالتفصيل ملفات ومحطات له في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وجهود الدبلوماسية المصرية في التعامل مع الولايات المتحدة الامريكية ومع ملف مياه النيل ومع الدول الافريقية وكيف اساء وفد الدبلوماسية الشعبية الذي زار اثيوبيا لهذا الملف
وقال ابو الغيط ان المشكلة الحقيقية هي عندما اختل التوازن المصري في يناير ٢٠١١ أعارت الدولة المصرية وبذلك قررت دولة المنبع ان تتصرف في مياه النيل وكأنها ملكها فقط وفي ٦ ابريل ٢٠١١ وضع حجر الأساس لسد النهضة
وما أذهلني وأحزنني هو ان الكثير ممن يسمون أنفسهم بالمثقفين والخبراء الاستراتيجيين قالوا سنربط مياه النيل بالكونغو ولَم تكن هذه رؤى دقيقة .
وهناك وفد مصري ممن يسمون أنفسهم الدبلوماسية الشعبية ذهب لاثيوبيا وللأسف عمل على إرضائها .
وأقول ان هؤلاء بشر غير صالحين وكان هذا خطأ جسيم .
وبانشغال الكيان المصري بهذا الحدث كانت مهزلة اجتماع الاتحادية في نفس الفترة مما كشف عدم المعرفة والسوقية وبالتالي الرئيس السيسي كشف مآربهم وقال كلمة أراها الحق في تشخيصه "قال لما انكشفوا في ٢٠١١".
ولفت الى وجود مؤشرات بشأن المباحثات الحالية بشأن سد النهضة قد تؤدي الى تفاهم يحمي الحقوق المصرية من المياه وكذلك قواعدملء السد
ودعا كل من دلس في وفد الدبلوماسية الشعبية الى ان يراجع نفسه مرة اخرى
وكذلك استعرض جوانب من استخدام امريكا لأموال المعونة الاقتصادية لمصر من اجل التغيير لكنه شدد على وعي المصريين وان التغيير يجب ان يكون بما يلبي تطلعات الشعب المصري .وليس بمنهج أمريكي.

وحول اهمية توعية الشعوب العربية والنهوض بالشباب قال ابو الغيط ان. هناك بين مواطني الأمة ١٠٠ مليون عربي ممن هم اقل من ٢٥ سنةً وهم يريدون السكن والزواج وحياة مؤمنة ، مقارنًا ذلك بما حققه العالم الغربي من نجاحات مذهلة في السنوات الاخيرة وكذلك الصين و كوريا و فيتنام و اليابان و تايلاند والفلبين وإندونيسيا باعتبارها مجتمعات منطلقة رغم عظم حجم الشباب لديها
اما في منطقتنا فيتهدد مستقبل الشباب بسبب عدم المعرفة او الرغبة في الانضمام لميليشيات القتل فلابد من تغيير رئيسي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنهوض بالرسالة الثقافية والدينية للنهوض بأوضاع شبابنا العربي. وتوفير فرص عمل لهم .
واشاد في هذا الصدد بمؤتمر الأزهر الأخير الذي اكد على اهمية التجديد في الخطاب الديني كما طالب ابو الغيط بمناهج مستحدثة لإطلاق طاقات شعوبنا وشبابنا وتوفير فرصهما لهم للوقاية من وقوعهم فريسة للمخططات الخارجية
كما اكد اهمية وسائل التواصل الاجتماعي لكن يجب ان يكون هذا الاستخدام له هدف ومنطق ويساعد على بناء المجتمعات وليس هدمها .