الجمعة 19 أبريل 2024 09:58 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تكنولوجيا وانترنت

لـ«ثبات الهواء وقلة التبخر».. زراعة الفاصوليا في الفضاء عام 2021

أصبح "المستحيل" مصطلحا يتجه نحو الاندثار؛ فكلما تقدم الزمان كلما تمكن الإنسان من الخروج على المألوف، على كافة المستويات، أذهلت العقل البشري.

هذا ما يحاول أن يفعله رواد الفضاء اليوم، باستكمال زراعة بعض المحاصيل الزراعية في الفضاء، بحلول عام 2021، حيث يجري الباحثون الآن دراسات حول إمكانية زراعة بذور الفاصوليا الخضراء في الفضاء.
وبحسب موقع spase، الأمريكي، فقد أجرت شركة وولف في السابق تجربة، لزراعة نبات الخس في الفضاء، في مزارع متخصصة تقوم بتنظيم المياه والمغذيات والغازات والهواء التي تحتاجها النباتات، بالفعل جرى موسم حصاد كبير لمحصول الخس على متن محطة الفضاء الدولية (ISS) في عام 2015.

تقول سيلجي وولف، المتخصصة في فيسيولوجيا النبات، في مركز البحوث متعددة التخصصات في الفضاء، في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، إن محاولة زراعة الفاصوليا في الفضاء، سببه أن يصبح كل رائد فضاء قادرا على تناول الطعام الطازج، مثل الفراولة، الطماطم، الكرز، أو أي شيء لذيذ، خلال فترة عمله الطويلة في الفضا، قائلا "يوما ما سيكون بالتأكيد ممكنا ما نتصوره عن زراعة العديد من أصناف الخضار".
وتكمل وولف، إنه بغض النظر عن الفوائد الغذائية لرواد الفضاء، إلا أن رعايتهم للنباتات المزروعة داخل محطة الفضاء، يمكنها أن توفر الراحة النفسية لهم أيضا، مضيفة أن رواد الفضاء غالبا ما يعانون من نقص شهواتهم ما يسبب فقدان وزنهم.

وأضافت أن الهدف الرئيس لهذه التجربة هو أن يتناول الرواد، شيئا جديدا بدلا من الطعام المحشو بالفاكهة الذي لا يشعرهم بطعمها الطازج، كما أنه من المعروف أيضا أن الفاصوليا، تساعد على تقوية الأداء المعرفي، واللياقة العقلية، وكلاهما يمكن أن ينقص بسبب العزلة والوحدة الطويلة التي يواجهها رواد الفضاء، مثل الرائد سكوت كيلي، الذي قضى 342 يومًا متتاليين على متن محطة الفضاء الدولية في عام 2015، وما تعرض له من إجهاد نفسي كبير بسبب الوحدة.

ويتعاون مركز البحوث متعددة التخصصات في الفضاء، والجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، حاليًا مع الباحثين الإيطاليين والفرنسيين لإثبات جدوى زراعة الأغذية النباتية لأجل الرواد، ويقول الباحثون إن الأشخاص المسافرين إلى المريخ سيحتاجون إلى العيش والعمل وتناول الطعام، في الفضاء لمدة عام على الأقل.

واستكملت وولف حديثها قائلة "يتعين علينا تطوير نظام بيولوجي حتى يتمكن رواد الفضاء من إنتاج طعامهم الخاص وإعادة تدوير كل الموارد"، ولكن في الوقت الحالي، تركز وولف وفريقها على زراعة البقوليات، في الفضاء".

كما أوضحت أن النباتات لن تتعرض للنقص الغذائي لأن الجذور على اتصال مباشر بالمغذيات، التي تصل اليها مباشرة من خلال الماء، على عكس التربة التي تربط العناصر الغذائية وتؤثر على توافرها لجذور النبات.
وأجرى الباحثون تجربة إستباقية قبل زراعة الفاصوليا في الفضاء، بزراعة تقاوي الفول في محطة الفضا ء الدولية داخل جهاز للطرد المركزي، حتى يتمكنوا من مقارنة مدى تأثير مستويات الجاذبية المختلفة على النباتات خلال زراعته في الفضاء.
ووجد الباحثون أن الجاذبية على الأرض تتسبب في تحريك الهواء الدافئ، والهواء البارد، حول النباتات، بينما في المحطة الفضائية، يكون الهواء أكثر ثباتاً، ما يقلل من التبخر ويزيد من درجة حرارة الورقة في النبات.