الخميس 25 أبريل 2024 07:57 مـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
بعد الاحتجاج ضد إسرائيل: جامعة جنوب كاليفورنيا تغلق أبوابها لحين إشعار آخر غدًا.. اجتماع حركتي حماس وفتح في” بكين” لإنهاء ”الانقسام الفلسطيني” فيرمينيو يقود هجوم أهلي جده أمام الرياض بدوري روشن تفاصيل إجتماع حسام المندوه وقنصل مصر في غانا عضو مجلس الشيوخ الأمريكي ساندرز: كان يوم أسودا بالديمُقراطية بتمرير مساعدات أمريكية لإسرائيل تقتل بها الفلسطينيين 3 ميداليات لمصر باليوم الأول في البطولة الأفريقية للجودو بيلينجهام خارج قائمة ريال مدريد أمام سوسيداد لأسباب طبية هشام نصر يجتمع بلاعبي الزمالك قبل مواجهة سكيكدة ببطولة أفريقيا 3 ميداليات لمنتخب الجودو في أول أيام البطولة الأفريقية ”القاهرة 2024” مشاركة نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة في مؤتمر ”الابتكار في صناعة السياحة في ظل التغيرات العالمية المعاصرة” بيت العائلة المصرية يحتفل بعيد سيناء..الأحد القادم غرفة الإسكندرية تهنيء اجناد الأرض ومنتسبيها من التجار بعيد سيناء

حوادث

مارضيش يديني القزازة".. كواليس مقتل بائع بيرة ببولاق "علشان 20 جنيه"

 

مع حلول وقت المغيب وانسدال أشعة الشمس بين الغيوم، بدت حركة المارة كعادتها بشارع ناهيا في منطقة بولاق الدكرور المكتظة بالسكان، أصوات آلات تنبيه السيارات والتكاتك لها الغلبة، بينما انشغل "بسيوني" في رص البضاعة داخل محل لبيع الخمور دون أن يدري بأنها ستكون المرة الأخيرة، وسيحمل بعدها لقب "قتيل" في جريمة بسبب "20 جينها".

ارتبط صاحب الخمسين ربيعا بصاحب المحل الذي يعمله طرفه منذ فترة ليست بالقصيرة، فضلا عن معاملته الجيدة له كصديق وأخ وليس مجرد عامل أجير يتلذذ بإصدار أوامره، وتهديده بالعقاب حال مخالفتها.

مساء أول أمس الأربعاء، تبادل "بسيوني" طرف الحدث مع مالك المحل أثناء تهيئة الثلاجات بزجاجات الخمور لتصبح جاهزة للبيع، بينما يقترب شاب عشريني بملابس رثة من مدخل المحل طالبا الحصول على زجاجة بيرة بينما راحت أعين صاحب المحل تتفحص "الزبون" وثمة شك يراوده.

بسرعته المعهودة، أحضر "بسيوني" طلب الزبون، ليطالبه مالك المحل بدفع 20 جينها نظير الحصول عليها فجاء رده سريعا: "مش معايا فلوس"، فأخبره صاحب المحل بأنه لن يستطع الحصول على الزجاجة دون دفع قيمتها مشددا "لأ معنديش حاجة ببلاش.. هات فلوس وتعالى".

بترقب ممزوج بحذر كان "بسيوني" يراقب الأمر من وراء "الكونتر" متأهبا للتدخل حال تطور الأمور، لكن رفض مالك المحل منح الزبون زجاجة البيرة أثار غضبه، وأسرع إلى محل مجاور لبيع الدواجن، واستل سكينا مرددا بعض الكلمات بعضها غير مفهوم لكن فحواها ربغته في الانتقام.

ثوان معدودة احتاجها العامل لاتخاذ قرار الدفاع عن "ولي نعمته"، وأسرع محاولا إنقاذه من "شرور" الزبون، ليتلقى طعنة نافذة في القلب، ليسقط على الأرض غارقا في دمائه، وفر المتهم هاربا وسط ذهول أصحاب المحلات المجاورة الذين تجمعوا على صرخات الاستغاثة من مالك المحل "إسعاف.. هاتوا الإسعاف"، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته.

الخامسة مساء، كان العقيد شامل عزيز، مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، يستعد لأخذ قسط من الراحة تعينه على الفترة المسائية بعد يوم تعددت فيه البلاغات الواردة لديوان القسم، لكنه لم يظفر بها، إذ تلقى إشارة عبر جهاز اللاسلكي بوقوع جريمة قتل بشارع ناهيا. وانطلقت قوة إلى محل البلاغ، وفرضت طوقا أمنيا بمحيط مسرح الجريمة لحين وصول النيابة العامة والأدلة الجنائئية للمعاينة.

وكشفت معاينة العقيد محمد الشاذلي، مفتش مباحث غرب الجيزة، أن المجني عليه يدعى "بسيوني"، 50 سنة، يرتدي ملابسه كاملة، وبها طعنة نافذة في القلب، وأنه تدخل لنصرة مالك محل خمور يعمل طرفه أثناء تشاجره مع عاطل يدعى "ٍسيد"، 26 سنة، سبق اتهامه في 4 قضايا متنوعة؛ بسبب خلاف على ثمن زجاجة بيرة، فتلقى طعنة أودت بحياته.

داخل مكتبه القريب من الأهرامات، يتابع العميد أسامة عبد الفتاح، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، تطورات الواقعة، موجها بإعداد أكمنة لسرعة ضبط المتهم. وأفي أقل من ساعة تمكن الرائد أحمد عصام والنقيبان أحمد مندور وكريم عبد الرازق، معاونو مباحث بولاق الدكرور، من ضبطه وأرشد عن أداة الجريمة، معللا سبب جريمته: "مارضيش يديني القزازة".