الخميس 28 مارس 2024 06:47 مـ 18 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إصابة 9 عمال في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم إصابة 5 أشخاص بحادث تصادم سيارتين سوزوكي وملاكي بالطريق الزراعي بطوخ وزير الصحة يشهد توقيع بروتوكول بين ”هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية” و”المؤسسة العلاجية” لتبادل الخبرات ورفع كفاءة العاملين جامعة مدينة السادات تنظم قافلة طبية ومشروع بيئى تنموى في ”حي النور” محافظ الشرقية يلتقي رئيس قطاعات كهرباء الشرقية والمدن الجديدة وكيل صحة بالشرقية ييتابع عمليات الوصلات الشريانية بمستشفى الزقازيق العام إزالة 5 حالات تعدى ومخالفة بناء بحي شرق أسيوط وكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر يجتمع بمديري الإدارات الفنية وإلادارية أبو حطب يتابع توزيع السكر المدعم على مدار اليوم بقرى ومركز الشهداء في المنوفية رئيس مدينة القصير يتابع اخر مستجدات الأعمال بالشوارع المستهدف رصفها خلال الفترة المقبلة محافظ أسيوط يشدد على رصد المخلفات وإزالتها أولًا بأول.. وإزالة 5 حالات تعد ومخالفة بناء بحي شرق المنوفية : عبدربه يعقد اللقاء الجماهيري اليومي ويوجه بإجراءات عاجله لحل شكاوى المواطنين بمنوف

مقالات

اسرار ترامب

عادل الاشرم
عادل الاشرم

بقلم : عادل الأشرم ابن عمار

 

أسرار ترامب، هل تطيح به مستقبلاً؟ كل متابع أو مراقب للشأن الأمريكي بات يدرك تماماً أن النظام الديمقراطي في هذه الدولة العظمى أصبح على المحك، وأن ما أفرزته المعطيات الأخيرة للانتخابات الرئاسية في هذا البلد، الذي يصنف القوة رقم واحد في العالم، كانت تصب في هذا المنحى. إن ماسبق هذه الانتخابات من ظواهر، ومارافقها من تجاذبات، وماحصل لها من تداعيات، وما تمخضت عنه من نتائج، كلها مست الحياة السياسية الأمريكية بالصميم، وأظهرت صورة مشوهه لشكل النظام الديمقراطي المعمول به، وهذه كلها لم تكن وليدة الحدث الآني، ولا تتعلق فقط بماحصل من منافسة بين قيادات الصف الأول في شكله الحالي، بل هي حالة إنعكاس لسياسة تخبط وعدم إتزان في العقود الأخيرة، كانت ثمرة ظهور طبقة حاكمة ضعيفة لم تكن بالمستوى المطلوب لقيادة أمريكا القوية. "أمريكا أقوى وأفضل"...... بهذه الكلمات أختصر أوباما ثمان سنوات له في الحكم، رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، أراد أن يوحي للجميع أنه قد أدى دوره على أحسن وجه، وأنه سلم التركة لرئيس يتحمل مسؤولية أي اخفاق في المستقبل، رغم أنه مدركاً تماماً أن سلفه سيمضي قدماً في الإسراع بحالة الإنحدار التي بدأها أوباما نفسه، ولكنه حاول أن يتنصل من المسؤولية بشكل كامل. مثلما أوحئ أوباما للعالم كله أن ترامب سيكون أداة بيد الروس للإجهاز على القوة الأمريكية العظمى، فإن هناك الكثير من العالم من يوحي لأوباما أنه كان متواطئا مع الروس على حساب مكانة وقوة أمريكا طوال فترتي حكمه في البيت الأبيض، وأنه كان خاضعاً لسياستهم بشكل مطلق. العلاقة بين أمريكا وروسيا أشبه بلعبة "القط والفأر" التي نشاهدها في أفلام كرتون "توم جيري"، فدائماً مايكون الرابح الأخير في جولات الصراع بينهما "الفأر"، الأمريكان فقط يقومون بالإيحاء أنهم أقوياء وقادرين على المنازلة، وعلى أرض الواقع لايملكون إلا الكلام المنقول والمكتوب من خلال الإعلام، ويستخدمون أداة التخويف والمراوغة والخداع اللغوي، ولم يعد بيدهم أي ورقة ضاغطة، أو قوة كافية ليقوموا بها على الأقل بوقف حالة الإنحدار والإنكماش التي يعانون منها. أخيراً وصل الأمر إلى النظام الانتخابي، فمن كان يصدق قبل هذا التاريخ أن دولة ما تستطيع أن تتدخل في الانتخابات الأمريكية وتؤثر فيها؟ من كان يتوقع يوما ما أن تكون أمريكا بجبروتها تحت رحمة رجال المخابرات الروس، وهم من يحركون خيوط اللعبة السياسية فيها؟ من كان يتوقع يوما ما أن القرصنة الروسية ستصل إلى أعلى الهرم السياسي الأمريكي، بل وإلى مركز القرار الرئيسي فيه؟ هذا كله حدث في عهد أوباما، وترامب ثمرة هذا. هي إذاً حالة الإنحدار التي قلناها قبل هذا، وقلنا لم يعد ينفع معها عمليات الترقيع أو المكابرة. أمريكا اليوم ليس بإستطاعتها فعل أي شي للمحافظة على نفوذها ومكانتها كقوة عظمى، قاعدتها السياسية اليوم مخترقة في أعلى قمة الهرم السياسي، أستطاعت المخابرات الروسية أن تدخل إلى قلب السياسة الأمريكية وتتحكم بها، لعبة مخابرات أجادها بوتين بطريقة ناجحة. كنا نسمع في الماضي عن اليهود، وكيف يستطيع رجال الموساد أختراق الشخصيات السياسية والفكرية والعسكرية والعلمية والاجتماعية وغيرها، والتأثير عليهم من خلال دوافعهم الغريزية والعاطفية، حيث يجندون لهم الحسناوات فيوقعوهم بعشقهن، ثم يرتبوا لهم اللقاءات الجنسية الحميمة فيصوروهم بطرق فاضحة، وبأساليب رخيصة تثير الرأي العام، ويحتفظون بهذه الصور والتسجيلات، ويستخدمونها متى شاءوا ضدهم، فيصبح هؤلاء الضحايا مملوكين لهذه الأجهزة، فينفذون ماتطلبه منهم لقاء عدم نشر فضائحهم هذه في الإعلام، فيصبحون بعد ذلك عملاء رسميين لوكالات استخبارات أجنبية، وهذه حالة كانت دارجة في كواليس الأجهزة الأمنية والمخابراتية، ولم تقتصر على المخابرات الإسرائيلية أو الشيوعية أو الغربية، بل استخدمتها حتى المخابرات القمعية للأنظمة الشمولية العربية، وإن أغلب الأجهزة مارستها، وأستخدمتها بهدف الإبتزاز. ولكن! أن يصل الأمر إلى رئيس أقوى دولة في العالم، فهنا بات الأمر يستدعي التأمل، والتحري بنظام عالمي يشوبه خلل أخلاقي، وبات شكله البنيوي أشبه بنظاماً مافوياً مخابراتياً تحركه تنظيمات سياسية تحت دوافع حقوقية ودستورية وشرعية، تمسك بخيوط اللعبة كاملة، ولايمكن لأي سياسي مهما كان دوره وقوته أن يكون بمنأى عن تأثيرها. ماهي أسرار ترامب؟ إذاً السؤال المهم الذي بات يشغل إهتمام الرأي العام اليوم، مالذي بيد الروس ويلوحوا به من أسرار تخص هذا الشخص؟ حتى نجدهم يتكتمون عن الافصاح بها للإعلام، بل ينفونها بفن الاثبات، مثلما ينفيها ترامب نفسه بشواهد وطرق يثبتها بفن التأكيد، رغم أن المخابرات والإعلام الأمريكي نفسه بات متيقن من وجودها، ومتيقن من خطورتها، ومتيقن من استخدام الروس لها في أي وقت شاءوا للتأثير على الرئيس. إذاً السياسة الأمريكية أصبحت رهينة بيد الروس بسبب أسرار ترامب، ماهذا؟ حقا لعبة في غاية السخرية، أسرار موجودة وهي حقيقة، ولكن الروس لن يفصحوا عنها لتدمير رئيساً ينفذ مايطلبونه، إذاً هي ورقة ضغط بيد الروس ضد ترامب، ولكن ليس بصالحهم اليوم أن تستهلك بسرعة تلك الورقة التي تخص رئيساً أرادوا وصوله، وأوصلوه بطريقتهم، وضمنوا أن يكون دمية بيدهم، لينهوا به مابدأه أوباما معهم في اضعاف أمريكا وأخذ دورها ومكانتها ونفوذها كاملاً. هل هذا السر يتعلق بفضائح جنسية فقط؟ إذا كان الأمر هكذا فأنا لا أجد تفسيراً منطقياً لهذا التناغض في بنية وعقلية المجتمع الأمريكي، الذي يبيح هذا السلوك ولاينفيه، ويعتبره جزءاً من الحضارة والقيم الغربية العليا، بل وتعدا به أقصى حدود الشذوذ المجتمعي المتعلق بقدسية الإنسان وكرامته الفطرية والخلقية، حينما أباحوا زواج المثليين في مجتمعهم، وقننوه وشجعوا عليه، ودافعوا عن رواده وعناصره، فكيف يخوفون الرئيس من ممارسة جنسية هي أصلاً موجودة عنده سواءاً فضحوه في الإعلام أو لم يفضحوه؟ هل الأمر متعلقاً بالسلوك والفعل نفسه، أم بخروج السلوك والفعل إلى عيون الناس؟ الحقيقة أضن أن أسرار ترامب تتجاوز البعد الجنسي، وأنها سوف تطارده حتى قبل ساعات من تتويجه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، ويبدوا أنه سيعاني منها كثيراً طوال وجوده في البيت الأبيض، وستتطور حسب الكيفية التأثيرية للأطراف الفاعلة فيها سلباً أو إيجاباً، اللهم إلا إذا تدخل الروس أيضاً من تحت الطاولة، ومنعوا أي قوة سياسية أو أمنية أمريكية من التأثير على الرئيس، وسعوا إلى حمايته من أعداءه بنفس الطريقة التي سيطروا بها عليه، لضمان تبعيته لهم، ولكن إن خرجت الأمور عن سيطرة الروس، وباتت هناك قوى تسعى إلى كشف هذه الأسرار للرأي العام الأمريكي، وإستغلالها بشكل يؤدي إلى استهجان الشعب وتذمره وسخطه على الرئيس، فبهذه الحالة ستقود حتماً إلى نهاية مبكرة لترامب، وأن الأمر سيناط بنائبه الذي سيكون أشبه بالبطة العرجاء، لأن القرار أنذاك سيكون بيد الكونغرس. ولكن هل سيفرط الروس بهذا الانجاز، ويسعون لحماية رئيساً قبل أن يتوج يريد أن يرتمي بأحضانهم. هذا ما ستتمخض عنه الأيام والأسابيع وربما الأشهر القادمة! 

 

موضوعات متعلقة