الجمعة 19 أبريل 2024 03:13 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: الرئيس والبرلمان.. وفض الاشتباك

رغم الرسائل المهمة العديدة واللغة الجديدة التى اتسمت بالصراحة والوضوح فى كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمام مجلس النواب، سواء ما يتعلق منها بانتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان، أو  المضى قدماً نحو بناء الدولة الديمقراطية المدنية القائمة على العدل.
 فإن جملة جاءت فى الكلمة لها دلالتها الكاشفة مزج فيها الرئيس السيسى بين تهنئة نــواب ونائبات شعب مصر العظيم على الثقة الغالية التى منحها لهم الشعب وبين المهمة العظيمة والمسئولية الجسيمة فى هذه اللحظات الفارقة من تاريخ مصرنــــا الغاليـــــــة التى تقع على عاتق النواب.
 وهى مسئولية عايشها الرئيس لما يقترب من العام والنصف عندما كان التشريع بسلطته والرقابة بحوزته بحكم عدم وجود السلطة التشريعية.

 

ولذا كان حرص الرئيس جلياً وهو يخاطب النواب فى رسالة هى فى حقيقتها موجهة للعالم كله: «إنكم وصلتُم إلى مقاعدكم تلك نتيجة لانتخابات برلمانية تمت فى مناخ آمن وأجواء شفافة شهد لها العالم كله بذلك، وكانت نتائج هذه الانتخابات تعبيراً جلياً عن إرادة الشعب المصرى العظيم، واستكملنا- نحن المصريين– خارطة المستقبل التى توافقنا عليها جميعـاً يوم قررنا استعـــادة الوطـن ممن أرادوا اختطافه لحســاب أهدافهــم المنحرفـة ومصالحهـم الضيقة فكان رد المصريين عليهم ثورة وطنية شديدة النقاء نحصد ثمارها اليوم بهذه الكوكبة المحترمة من أبناء هذا الوطن ممثلين شعبه ومعبرين عن طموحه وآماله». 
ولم يغب عن كلمة الرئيس ذلك المعنى العميق «المهمة العظيمة والمسئولية الجسيمة التى تقع على عاتق نواب الشعب» فجاءت العبارات حتى فى سياق الأمنيات لتوضح أن الشعب يُعلق على هذا البرلمان ونوابه آمالاً كبيرة، بعد أن «استعادت الدولة المصرية بناء مؤسساتها الدستورية فى إطار تتوازن فيه السلطات تحت مظلة الديُمقراطية التى ناضلت من أجلها الجماهير وحصلت عليها كمكتسب لها لن تـفرط فيه أبداً».
ولهذا فإنى أكرر ما أعلنته منذ اليوم الأول لاكتسابى صفة نائب مجلس النواب المنتخب عن دائرة منوف وسرس الليان أن هذا البرلمان سيكون مفاجأة فى مواقفه وأدواره عبر انحيازه لمصلحة الوطن والمواطن، وهو ما تجلى فى موقفه من رفض قانون الخدمة المدنية، وسيتجلى أكثر فى رقابته الحازمة والصارمة للحكومة، فهو وبلا أدنى شك يدرك حجم المخاطر التى تحيق مصر من الداخل والخارج على السواء.
ونظراً للمهمة العظيمة والمسئولية الجسيمة للبرلمان، فقد قالها الرئيس بوضوح يدركه كل أعضاء مجلس النواب «إن المهام المنوط بها البرلمان تحتم عليه أن يكون برلماناً حراً وممثلاً حقيقياً لرغبات الشعب، وعليه أن يمارس هذه المهام فــى سيـاق الممارسة الديمُقراطية السليمـة دون استعراض إعلامى أو تنافس سياسى لا يضع مصالح الوطن العليا نصب عينيه».
فقد واجهت مصر، ولا تزال، موجة عاتية من إرهابٍ غاشم وفاجر يسعى لنشر الفوضى والخراب بين ربوع الوطن، إرهاب يتصدى له الشعب والجيش والشرطة يقدمون الروح من أجل الحفاظ على مقدسات هذا الوطن.. وسيتصدى له البرلمان، ولا تتوقف المهمة العظيمة والمسئولية الجسيمة عند هذا الحد، بل تتجاوزه إلى التعامل مع المشكلات المتفاقمة كالبطالة والفقر والتعليم والصحة إلى آخر هذه الأزمات والمشكلات.. سيكون هذا البرلمان وبحق صــــوت ضميــــر الأمة النابـض بعشق الوطــن بكل ممثليه من شباب وشيوخ ونساء وذوى احتياجات خاصة. 
برلماناً يعلى المصالح العليا للوطن.. يتمسك بالدستور والقانون،  برلماناً لخصته جملة فى كلمة الرئيس السيسى وهو يخاطب نواب الشعب: «كونوا انعكاساً حقيقياً لنبض الجماهير.. مارسوا العمل السياسى بتجرد ونزاهة.. اعملوا على بناء حياة سياسية سليمة.. مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقى سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعاً». 
وستكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الدينى على رأس أولوياته، وسيكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع اهتمامه. 
لقد بدأ مجلس النواب العمل الشاق من أجل مصلحة الوطن والمواطن، ونجح الرئيس فى خطابه أمام البرلمان فى فض الاشتباك ونزع فتيل الأزمة بين الحكومة والنواب.. وعن قرب وكنائب عن الشعب فإنى على ثقة تامة بقدرة هذا البرلمان على القيام بدور غير مسبوق فى نهضة مصر وحمايتها من كل المؤامرات.. حمايتها من الإرهاب والفساد.. حفظ الله مصر وشعبها ومؤسساتها من كل سوء.