مصر تكثف اتصالاتها الدولية للحصول على مقعد بمجلس الأمن

تقوم مصر بجهود حثيثة لحشد تصويت دولى للحصول على مقعد غير دائم فى مجلس الأمن الدولى، وهو ما اعتبرته مصادر دبلوماسية لجريدة "النهار" خطوة بناءة نحو القيام بدور داعم ونشط تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط، من جهة، وإصلاح منظومة الأمم المتحدة التى أثبتت فشلها إزاء العديد من النزاعات الإقليمية والدولية، خاصة القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، من جهة أخرى.
وفى هذا الإطار يقوم وزير الخارجية، سامح شكرى، بزيارة نيويورك، للمشاركة فى الجلسة المقرر عقدها يوم 15 أكتوبر الجارى، بالجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على انضمام الأعضاء الجدد فى الفئة غير دائمة العضوية لعامى 2016-2017، ومن بينها مصر.
وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن مشاركة وزير الخارجية فى جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتى تتويجاً لجهود أشهر طويلة من العمل الدءوب الذى اضطلعت به الدولة المصرية، وفقاً لخطة متكاملة وضعتها وزارة الخارجية للترويج لعضوية مصر فى مجلس الأمن وحشد الدعم الدولى لها.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن خطة الترويج للترشيح المصرى شملت جولات هامة قام بها وزير الخارجية لمقرى الأمم فى نيويورك ونيروبى ولقاءات مع كبار مسئولى المنظمة ومع وزراء خارجية العديد من الدول الأفريقية والأوروبية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية، لحشد الدعم لعضوية مصر فى مجلس الأمن.
كما شملت الخطة دعوة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء فى المنظمة الدولية إلى منتدى "سيدى عبدالرحمن"، نهاية أغسطس الماضى، للتعريف بأهداف مصر خلال عضويتها القادمة فى المجلس، وحشد الدعم الدولى لها، فضلاً عن إيفاد مبعوثين خاصين للسيد رئيس الجمهورية إلى قادة ورؤساء عدد من العواصم حاملين رسائل لطلب دعم تلك الدول للترشيح المصرى.
وشدد المتحدث باسم الخارجية على أن الترويج لعضوية مصر لمجلس الأمن لا يشمل فقط محاولة الحصول على الأصوات الداعمة لمصر فى الانتخابات المزمع عقدها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة 15  من الشهر الجارى، وإنما يشمل الترويج لرؤية مصر وأهدافها وأولوياتها خلال فترة عضويتها للمجلس، مستطردًا: "مصر دولة أفريقية وعربية وشرق أوسطية ذات ثقل إقليمى كبير، كما أنها تمثل قطاعاً كبيراً من دول عدم الانحياز والدول الإسلامية، وبالتالى فإن انضمامها إلى مجلس الأمن يفرض عليها طرح رؤية متكاملة للدفاع عن قضايا وأولويات تلك الدول، لاسيما ما يتعلق منها بموضوعات السلم والأمن وحفظ السلام ودعم الاستقرار والتسوية السلمية للأزمات فى تلك الأقاليم".
وكشف المستشار أحمد أبوزيد عن برنامج الوزير سامح شكرى، خلال زيارته لنيويورك، موضحاً أنه سيشمل لقاءات ثنائية مع عدد من وزراء خارجية الدول التى لم تفصح حتى الآن عن نمط تصويتها, بالإضافة إلى إلقاء كلمة مصر أمام الجلسة الوزارية لمجلس الأمن حول المرأة والسلام، والترويج للترشيح المصرى أمام أكثر من 600 مدعو للحفل الذى تقيمه بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك عشية يوم الانتخابات، والذى يتم تنظيمه وسط معرض متكامل للحضارة المصرية القديمة بالمتحف، فضلاً عن عقد عدد من اللقاءات الإعلامية والحوارات الصحفية لعرض صورة متكاملة عن مصر وما تشهده من تطورات سياسة واقتصادية واجتماعية، ورؤيتها لحل العديد من القضايا والأزمات على المستويين الإقليمى والدولى.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته معرباً عن تفاؤله بنتيجة الانتخابات، وتطلعه لأن تعكس مقدار ثقة المجتمع الدولى فى مصر كدولة ذات ثقل سياسى كبير فى محيطها الإقليمى وعلى المستوى العالمى، وجدارتها بالمشاركة فى تحمل مسئولية حفظ السلم والأمن العالميين.