الجمعة 19 أبريل 2024 11:28 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: الإخوان يتساقطون أمام الأحكام

"ولكم فى القصاص حياة"، كانت النهاية الحتمية لميليشيات دولة الإخوان الذين عاثوا فى الأرض قتلا وعنفا، وتدميرا وتوهموا وما زالوا يتوهمون أنهم دولة داخل الدولة المصرية التى لم يدركوا على مر الأيام والتاريخ أن الدولة المركزية المصرية الثابتة الضاربة فى جذور الشعب المصرى  منذ عهد الفراعنة لا يمكن إسقاطها بأى شكل من الأشكال حتى لو استعانوا بكل ميليشيات الإرهاب فى العالم حتى يعودوا إلى الحكم.

 

فكان القرار بإحالة مرسى وبديع والشاطر والبلتاجى وقيادات الإخوان إلى المفتى هو النهاية الحتمية والمنطقية لجماعة باعت الوطن أمام وهم الخلافة الإسلامية واستقووا بالأمريكان والتنظيم الدولى لتشويه النظام المصرى وإشاعة الفوضى وقتل الأبرياء من هذا الشعب، فكان القرار الذى انتظره الرأى العام والشارع المصرى طويلا هو وضع حد لهذه الممارسات الإرهابية والتفجيرات المفخخة واستهداف ضباط الجيش المصرى خير أجناد الأرض والشرطة المصرية التى كانت لهم بالمرصاد.

وأخيرا محاولة إرسال رسائل فى كل الاتجاهات لإرهاب قضاة مصر الذين يمثلون حجر الزاوية فى كشف وفضح المخطط والمشروع الإخواني، ولولا وقفة قضاة مصر أمام هذا التنظيم الإرهابى أثناء حكم مرسى ورفضهم كل الإغراءات والتهديدات والاتهامات، واستمرارهم فى نشر الحقائق وإصدار الأحكام التى أدانت مرسى وهو رئيس للدولة فى قضيتى التخابر والهروب من سجن وادى النطرون المعروفة إعلاميا بـ"الهروب الكبير".

ورغم التهديدات بالقتل للمستشار الوطنى خالد محجوب، لم يعبأ أو يهتم واستمر وفضح مخطط الإخوان واتهم مرسى بمحاولة إسقاط الدولة المصرية.

ورغم أنهم يتاجرون بالدين ويستخدمونه فى خدمة دولة التنظيم الإخوانى فإنهم لا يعترفون لا بالدين ولا بالقصاص ولا بقتل النفس التى حرم الله قتلها، لأنهم فقدوا صوابهم، بعد إزالتهم عن الحكم، فسقط القناع وأصبحوا على استعداد للتحالف مع الشيطان مقابل أن يعيشوا وهم وحلم العودة للسلطة والحكم، وكأنهم يثبتون ويؤكدون للمصريين أن ولاءهم كجماعة إرهابية كان لمرشدهم وتنظيمهم الدولى على حساب الوطن والشعب.

فالإسراع فى وضع نهاية لهؤلاء الفصيل الإرهابى الذى خرج عن كل الأعراف الإنسانية والتقاليد الأخلاقية وأصبح أكثر خطرا على مصر من التتار والمجوس الذين لم يقوموا بضرب أبراج الكهرباء ومحطات المياه ومترو الأنفاق بل وصل بهم الأمر إلى تطبيق نظرية الاغتيالات فى وضح النهار، لأنهم يجيدون هذه اللعبة القذرة منذ نشأتهم عام 28، فلغة الرصاص والقتل والدماء هى وسيلتهم ولغتهم وعقيدتهم مقابل تحقيق أهداف السمع والطاعة لمرشدهم العام، وليحترق الوطن ويذبح المواطنين وتشل الدولة وتنتشر الفوضى متخيلين للأسف الشديد أن الشعب سيقف معهم مثل الماضى لكنهم مازالوا غارقين فى الوهم، والحلم وعدم تصديق الحقيقة بأن المصريين هم الذين أسقطوهم، ولن يسمحوا بوجودهم مرة أخرى حتى لو اعتذروا وقدموا كل قرابين الولاء والطاعة والخضوع كعادتهم وتنفيذا لرؤية الأمريكان بضرورة إدخالهم من جديد فى المعادلة السياسية والانتخابات البرلمانية المقبلة ووقف قرارات إعدامهم، لكن الشعب المصرى قبل قيادته لن يسمح بذلك على الإطلاق لأننا لم نر فى التاريخ القريب أو البعيد أن يقوم مصريون للأسف يحملون جنسية هذا الوطن بقتل الأبرياء وسفك الدماء وإهانة المؤسسة العسكرية المصرية.

ودعونا نتفق صراحة أن مشكلة الإخوان الأزلية وعقدتهم الأبدية هى عبد الفتاح السيسى الذى يمثل لهم عقدة أوديب على الطريقة الإخوانية، فهم ليس لهم أمان على الإطلاق، وهم على استعداد للتحالف مع اليهود والإسرائيليين لإسقاط النظام والسيسى بصفة خاصة ومصر بصفة عامة لكن هيهات لأن مصر محفوظة من السماء ...وادخلوها بسلام آمنين..  

ولذلك وجب القصاص من الخونة والمتآمرين الذين لا يستحقون أن يعيشوا وسط المصريين....فهل انتهى زمن الإخوان؟!

 

براكين وبركات المرزوقى

لاشك أن المنصف المرزوقى الذى مازال يمثل علامات استفهام هو لغز محير لعلمانيته المتطرفة وتحالفه مع الإخوان المسلمين فى تونس يمثل علامة فارقة لانعدام رؤية هذا الرجل وهويته السياسية.

فهو ينفجر كالبراكين فى دوحة الإخوان وتظهر بركاته فى العاصمة القطرية التى أصبحت تمثل قاعدة الخيانة والعمالة ونهب الأموال ...فالرجل من خلال منبر الإخوان خرج علينا بمحاضرة تحمل كل التناقضات الشخصية والفكرية وانعدام الرؤية السياسية فقال إن مصر مؤهلة للانفجار وأن الثورة المضادة ستنجح فى الوصول إلى الحكم وأن آفاق الربيع العربى لن تؤتى ثمارها ورياحينها  على حد وصف المرزوقى من خلال نظارته الأيديولوجية والسحرية- ...وأن مصر تعوم على زلازل من الانفجارات وعدم الاستقرار، وأنه لا فرق بين "السيسي" و"السبسي" إلا النقطة.

فكلاهما يمثل للمرزوقى نقطة شخصية فى كشف عورات هذا الرجل وخلله وضبابية رؤيته فى عدم التفريق بين الإرهاب الإخوانى والإرهاب العلماني، لأن بوصلته الفكرية موجهة إلى العلمانية المتطرفة، فصنع خلطة عربية، وتسونامى علمانى وإسلامى فى تونس كان سببا فى كشفه وسقوطه من خلال صناديق الانتخاب، رغم أنه ديمقراطى وينادى بأن القرار للشعب فهو مازال يعيش الغيبوبة السياسية من خلال ضخ الدولارات والريالات القطرية فى جيبه لينطلق الهجوم على مصر وقيادتها ...وسنعطى إشارة واحدة أن المرزوقى خرج ولم يعد ...عندما قال أثناء الندوة فى دوحة الإخوان إن نموذج النمو الاقتصادى فى سنغافورة يؤجل ثورات الشعب وهذا النموذج يامرزوقى قطر لا ينطبق على مصر ولكن على قطر التى تدافع عنها وتهاجم أسيادك ..وانتهى الدرس يا ...!

 

لغز حزب الوفد

من خلال الصراع بين قيادات حزب الوفد واحتواء الرئيس عبد الفتاح السيسي وتدخله ومحاولة الحفاظ على تراث وميراث حزب الوفد الذي يمثل نقطة مضيئة في تاريخ الحياة الحزبية والسياسية، و ما يدور في الخفاء وداخل الغرف المغلقة يعطي إشارة ودلالة أن هناك ترتيبات لما يجري في حزب الوفد العتيق لخروج آمن للدكتور سيد البدوي من رئاسة الحزب وأن يكون الرئيس القادم هو د. بهاء أبو شقة، الذي أصبح يمثل القاسم المشترك في الخروج من الأزمة بأقل الخسائر الحزبية ومحاولة لم شمل الأسرة الوفدية بكل أطيافها ورجالها.

ولكن التساؤل... لماذا خرجت التسريبات ضد السيد البدوي بعد لقاء الرئيس؟! .