الجمعة 29 مارس 2024 05:57 مـ 19 رمضان 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
سوريا تدين العدوان الإرهابى الإسرائيلى على ريف حلب صافرات الإنذار تدوى فى الجليل الأعلى من الأراضى المحتلة الرئيس الروسي بوتين: يجب أن تستند العلاقات بين روسيا وأقرب الشركاء لمراعاة المصالح المتبادلة أوكرانيا تتلقى 1.5 مليار دولار في إطار برنامج مع البنك الدولى جالانت: سنوسع عملياتنا فى لبنان وسنصل بيروت وأماكن بعيدة مقتل رائد وإصابة 6 جنود من قوات الاحتلال الإسرائيلى فى معارك غزة ما هو موقف الغرب والامم المتحدة من خطة نيتنياهو لاستقطاع 16% من مساحة غزة كماطق امنة ؟ لماذا تحولت المتطوعات الاوكرانيات في الجيش الاسرائيلي الي وليمة جماعية للنزوات الجنسية لجنود الاحتلال ؟ لماذا لا تمارس امريكا ضغوطا ايجابية علي تل ابيب لأنجاز صفقة الاسري ووقف النار ؟ الخطيب يزور أحمد رفعت بعد نقله لمستشفي وادي النيل الهلال ينفرد بصدرة ترتيب الدوري السعودي قبل مباريات الجولة 25 جمال علام: لا أزمة بين حسام وصلاح.. والمنتخب يحتاج للدعم الإعلامي والجماهيري

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب : زين العابدين بطلاً

لابد أن نعترف أننا جميعاً شركاء فى تجميل صورة زين العابدين بن على وجعلناه بطلاً وجيفارا تحرير تونس الخضراء من الأصوليين والإسلاميين الذين حاصرهم داخل غرف نومهم بمباركة أمريكا وفرنسا اللذين تخليا عنه وكذلك الأنظمة العربيةفلقد ساهمت الصحافة العربية والمصرية بصفة خاصة فى تجميل المشهد التونسى ديمقراطيا واقتصادياً ووقفت بجانب من يملك السلطة وثروة الشعب على حساب الشعب التونسى المختزل فى رقم والمحاصر إعلامياً وصحفياً وعربياً ودولياً فى لقمة عيشه والحصول على وظيفة والمتعطش للكلمة والتعبير عن معاناته وكان القهر الأمنى واستخدام النظام لعصىّ الأمن التى ترهب من يحاول مجرد التفكير فى ذكر اسم النظام والأمن لأنه فوق البشر والجميع فدعونا نعترف اننا جميعاً شركاء فى المسئولية فى عدم الوقوف أمام هذا الطاغية المتجمل بعبارات التغيير والتحويل حتى حول تونس لشعب تحت الحصارفمؤتمرات وزراء الداخلية العرب تعقد فى تونس بصفة مستمرة صيف شتاء وكأنها بلد الأمن والأمان والقمم العربية تجرى على أراضيها وكلنا نعرف ما يدور فى الشارع التونسى وللمواطن ونحن صامتون وينتهى المشهد ليدفع أبناء تونس ثمن هذا الكرنفال المزيف لوهم الديمقراطية وحرية التعبير من جيوبهم ومن ثمن ألبان أطفالهم والكل يرحل ويبقى الشعب التونسى يدفع ثمن عرس الفساد والإفساد العربى الذى لا يعبر عن الشعوب الابية ولكن على الأنظمة العربية واليوم نتهم ليلى فكم ليلى فى أوطاننا العربية؟ فهل أحد كان يجرؤ على أن يقول إن ليلى زين العابدين تعمل كوافيرة؟ فهى سيدة القصر والعرش وسيدة تونس الأولى والأخيرة وسقطنا جميعاً فى مستنقع التحدث عن عورات نسائنا وهذا ما يتعارض مع ديننا وقيمنا وأخلاقنافالمدان الأول والأخير فى ذلك هو زين العابدين بن على الذى جعل زوجته هى الحاكم الفعلى فى البلاد فأغرقت زين العابدين أولا وأصابت السفينة التونسية بالثقوب من كل الاتجاهات رغم أننا نعلم أن كيد النساء أو كوتة المرأة الجديدة أشد فتكاً من كوتة الرجال حتى الحكام أمام ذكائها ومكرها ودهائها لا يصمدونونحن نتساءل كم زين العابدين يعيش معنا؟، انهم كثيرون ويتغلغون فى الأنظمة العربية وهم يعتبرون انفسهم الأوصياء الجدد على الشعوب العربية الصامتة الصابرة إلى إشعار آخرفتكميم الحريات وتزييف الانتخابات ووأد المعارضة والأحزاب وحصار الجماعات، هى أول مسمار فى نعش أى نظام يعتمد على أشباه وأمثال زين العابدين فمصيرهم ليس الرحيل، لكن التنكيل بهم أمام الشعوب وهنا تسعفنى ذاكرتى لقصة سلا هذا الرجل الذى احتكر كل شىء واحتقر الناس وجمع أموالاً من قوت الشعب فعندما قتل خرج الناس يهللون ويرقصون سلاماتلأن الدنيا إذا حلت لسلا أو زين أوحلت وكانت بداية النهاية فاليوم نسمع الحكايات والروايات والكل يريد أن يكون له دور فى المشهد التونسى رغم أن الناس الغلابة أمثال محمد بو عزيز وآخرون هم من دفعوا ارواحهم ودمائهم ليكونوا الشعلة التى تضىء طريق الخلاص فكانت أرواح الشهداء هى قرابين لهذا الوطن وهذا الشعب الذى استبيح أمام أعيننا ونحن شركاء فى ذلك أو شاهد ما شفش حاجة للأسف الشديد، فالشارع التونسى هو صاحب الضربة الأولى التى اذهلت النظام العربى من المحيط إلى الخليج وأعادتنا للزمن الجميل زمن الرجال الأوفياء الذين حققوا نصر أكتوبر ضد إسرائيل لأول مرة، وهنا أتوقف أمام عبارات جموع البسطاء المقهورين من الشعب التونسى بفعل الآلة الأمنية الفتاكة التى تحصد الأرواح والآلة الإعلامية التى تهيئ مسرح الجريمة كدفاع عن الأرض ورغم ذلك عادت كلمات أبو القاسم الشابى منذ أكثر من مائة عام لتبقى وتفجر ثورة الناس وهم يرددون إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر كما قالها ورددها أبناء مصر الأوفياء وهم يقتحمون سور الكراهية خط بارليف كانوا يرددون الله أكبر الله أكبر وما بين كلمات أبو القاسم الشابى كان الخلاص وعودة الوعى والتنفس الطبيعى لأبناء تونس فهذه الثورة الشعبية كانت مفاجأة لأجهزة الاستخبارات والرادار والطائرات الغربية والعربية، كما يحاولون دائماً تخويفنا ورحل بن على وبقيت تونس والشعب، تونس أبو القاسم الشابى لتكون رسالة مباشرة وواضحة للأنظمة العربية ارجعوا إلى شعوبكم فهم الأمان الحقيقى ودعوكم من الاستغراق فى الركوع أمام البيت الأبيض وقصر الإليزيه فأطلقوا سراح شعوبكم من أيدى الأمن والحاشية والمستشارين وأشباه الرجال لأن بقاءكم مرهون برضا شعوبكم فارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء لأن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما ذهب إلى أهله فى مكة قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء فبحكم التاريخ والجغرافيا والحياة، الشعوب والأوطان باقية والحكام المستبدون زائلون وأقول فى النهاية ارجع إلينا يا عمر لأنك حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا أمير المؤمنينوأسألكم الفاتحة على الشهداء من أبناء الشعب التونسى