الجمعة 19 أبريل 2024 10:50 مـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: العصيان المدنى !

أسامة شرشر
أسامة شرشر

لم يكن أحد يتوقع أو يتخيل بعد ثورة 25 يناير التي هزت العالم بسلميتها ونقائها ، أن تدخل مصر في دائرة العصيان المدني لبعض محافظاتها مثل بورسعيد التي تعلمنا من شعبها علي مر الأيام والتاريخ لغة المقاومة والجهاد والحفاظ علي الثوابت الوطنية .


ولكن أن يتحول الأمرإلي عصيان مدني شامل يهز أرجاء المحافظة التي تعتبر بوابة مصرالشرقية التي تتميز بأخطر شريان مائي في العالم وهو قناة السويس، ونصبح أمام تحد خطير يهدد الجميع، وتدخل مصر في دائرة العصيان المدني وتنتقل الشرارة من بورسعيد إلي مدن القناة وإلي المحلة الكبري والإسكندرية.
وأقول ذلك ليس من قبيل الكلام لمجرد الكلام، وانما هي رسائل تحذير إلي نظام بأكمله، فإما أن يتخذ خطوات واقعية وعملية وتغييرات سياسية حقيقية، وأن يتم القصاص الحقيقي من قتلة أبناء بورسعيد وجميع الشهداء، ومن خلال تحقيقات مستقلة لا يشوبها أي شائبة، حتي يتم احتواء الأمور كي لا ندخل في انفاق مظلمة سواء سياسية أو اجتماعية أو أمنية تهدد الجميع.


فالعصيان المدني بالمفهوم الشامل يعني تمرد الشعب علي قرارات الحاكم وعلي القانون، وتسقط هيبة الدولة أمام الجميع ، لأن ما يجري علي أرض مصر من صفقات وتحالفات سياسية مشبوهة تجعل المواطن المصري غير واثق في الجميع.


وانعدام الرؤية والتخبط في القرارات ، حتي أصبح كل شيء عشوائيا، فالقرارات وحظر التجول واستخدام قانون الطوارئ تصبح عشوائية ، لكنها لن ترهب الشعب الذي كسر حاجز الخوف بعد ثورة 25 يناير.
الناس يريدون القصاص والأمان ولقمة العيش والعدالة الاجتماعية واستقلال القضاء استقلالا فعليا ، وبدون ذلك ستغرق سفينة الوطن بالجميع.


وعلي مؤسسة الرئاسة أن تسارع قبل فوات الأوان بالاستماع الي صرخات الشعب وطلبات ابناء بورسعيد ومدن القناة المشروعة بعيدا عن لغة الخطابات والشعارات التي تؤجج مشاعر الناس ويكون تأثيرها عكسيا وسلبيا، لأنهم فقدوا الثقة في الجميع بداية من الرئيس مرورا بالنخب السياسية نهاية بجبهة الإنقاذ فالمواطن هو صاحب الحق الأصيل في الإحساس بالمردود السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني بلا متاجرة بآلام وآمال الجماهير.