الخميس 9 مايو 2024 04:26 صـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مصدر رفيع المستوى: استمرار جولة مفاوضات هدنة غزة وجار مناقشة بعض التفاصيل القبض على مستريح الهواتف المحمولة بالمنوفية قبل السفر خارج البلاد طفلة التيك توك تمارا عماد تغني مع سعد الصغير لأم كلثوم ريال مدريد يتأهل الى نهائي أبطال أوروبا بعد الفوز على بايرن ميونخ 2 / 1 فى 3 دقائق.. خوسيلو يسجل ثنائية فى ميونخ وينقذ مدريد من شبح مغادرة دورى الابطال رقص و”مزج بلدي” لتحسين الصحة والنفسية ضمن ورش إيزيس الدولى للمسرح وزير السياحة والآثار يعقد اجتماعاً مع نظيره الأردني لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال السياحة والآثار تواصل فعاليات برنامج دورات تنمية سياسية للشباب بالدقهلية بايرن ميونخ يسجل الهدف الاول فى شباك ريال مدريد عن طريق الفونسو ديفيز جامعة بورسعيد تستقبل وفد من مركزِ القياسِ والتقويم بوزارة التعليم العالي ضبط سيدة تدير كيان وهمي مقابل الاستيلاء على الأموال من المواطنين بسوهاج مصرع وإصابة 5 أشخاص بحادث تصادم 3 سيارات بسوهاج

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: الحرب العالمية الثالثة فى الخليج

خطورة الحرب ليست فقط فى أنك قد تعرف كيف تبدؤها لكنك لا تعرف كيف تنهيها؟ وخطورتها الأكبر أنها دائمًا تتسع وتكبر فلا يمكن التحكم فى مساحتها ورقعتها ولا يمكن التحكم فى حجمها.. وهذه خطورة ما يجرى بمنطقة الخليج والشرق الأوسط.. فوقوع حرب فى هذا التوقيت كتلك التى يدق طبولها الإيرانيون والأمريكان يمكنها أن تتسع وتكبر لدرجة لا يمكن السيطرة عليها لتصبح حربًا عالمية ثالثة..

والخليج والأمة العربية بل ربما العالم لا يمكنه تحمل كارثة كهذه.. فلا شك أن المنطقة العربية تمر بأسوأ فتراتها نتيجة دق طبول المواجهة بين إيران من جهة والعرب وأمريكا من جهة أخرى بعد التصعيد غير المبرر بإشعال منطقة الخليج بواسطة التهديدات الإيرانية لها، خاصة أن طهران تراهن على أذرعها فى سوريا ولبنان واليمن والبحرين، فضلًا عن علاقتها بروسيا ودول الاتحاد الأوربى.

مشكلة إيران والعرب أن طهران كما قال عمرو موسى: «إن أمريكا لو لم تجد إيران لصنعت إيران أخرى لمحاولة إشعال المنطقة لحساباتها أولًا وحسابات الإسرائيليين ثانيًا».

وأعتقد أنه آن الأوان أن نواجه أنفسنا بتساؤل مهم: لماذا يدفع العرب فاتورة الحرب بالوكالة عن الآخرين؟

وتساؤلى فى هذه اللحظة الفارقة من تاريخ عالمنا العربى: أين القوة العسكرية العربية التى طالبت بها مصر وكانت قاب قوسين من الوجود لولا التدخل الفوقى لوقفها؟ ولماذا لا يتم التفاوض مع إيران من خلال عقلاء هذه المنطقة وعلى رأسهم مصر والسعودية للجلوس على مائدة المفاوضات السياسية، خاصة أن دول الخليج تربطها علاقات جوار مع إيران وبعضها تربطه علاقات دبلوماسية؟!

كل هذه التساؤلات تجعلنا نتوقف أمام دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمتين بالمملكة فى توقيت واحد، أهمهما بالطبع القمة العربية من أجل اتخاذ موقف عربى حقيقى بعيدًا عن التوصيات، ولو فطن القادة العرب هذه المرة، لجاء القرار بالتفاوض المباشر مع إيران بلا وسيط، وحل كل المشكلات العالقة سواء فى اليمن أو لبنان أو سوريا، وأتمنى أن يكون لديهم حكمة اتخاذ قرار عربى موحد ينأى بمنطقة الخليج وبالعالم العربى عن ويلات تداعيات حرب قد تتسع وتمتد إلى حالة لا يعلمها إلا الله، فأخشى ما أخشاه أن تتلاشى بعض دول الخليج العربى فى هذه المواجهة غير المتكافئة على الإطلاق بالنسبة لهم مع إيران التى تمتلك- حسب تقديرات بعض الخبراء- أسلحة بالغة الخطورة قد يكون من بينها أسلحة نووية أنتجتها فى فترة أوباما، كما أن إيران تحظى بدعم روسى قوى، بالإضافة إلى موقف الاتحاد الأوروبى الداعم لإيران للحفاظ على مصالحه وإمداداته النفطية من طهران.

ونحن نتعجب من أن أمريكا وضعت كوريا الشمالية كإحدى دول محور الشر، ومع هذا قام ترامب بعقد أكثر من لقاء مع زعيمها الذى هدد بضرب العمق الأمريكى بالأسلحة النووية، فلماذا إذًا لا تتفاوض مصر والسعودية مع إيران لوضع حد للخلافات التى تهدد الجميع وتعيد رسم الخريطة وتقسيم المنطقة من جديد؟!

أعتقد أن مأساة العراق ما زالت حاضرة بقوة فى المشهد الإيرانى، خاصة أن إيران استطاعت أن تحتوى العراق، إحدى البوابات الشرقية للأمن القومى العربى، وأصبح التواجد الإيرانى يمثل نقطة فارقة فى أى صراع قادم بالمنطقة، ولا ننسى، بالطبع، تصريحات رئيس الحرس الثورى الإيرانى بأنه «يدعو للسلام.. ولكن فى حالة الحرب فإنهم على استعداد للمواجهة فى كل المحاور».

بالإضافة إلى أن إسرائيل هى التى تعمق الفجوة والخلاف وتستبق الأحداث لدق طبول الحرب الخليجية الإيرانية لأنها المستفيد الأول والأخير من هذه المواجهة مع إيران.

فيجب أن يكون صوت العقل والحكمة ولو لمرة واحدة هو المحرك للقادة العرب فى اتخاذ قرار عربى بالتفاوض المباشر مع إيران، وفى هذه الحالة فإن الفائز الحقيقى من هذا القرار هو المواطن فى الشارع الخليجى والمواطن فى الشارع الإيرانى، لأن ترامب يتعامل مع هذه القضية بلغة المصالح الأمريكية، وليذهب العرب إلى الجحيم، حتى تبقى إسرائيل صاحبة القرار الأول والأخير فى المنطقة، وهذا ما لا نتمناه لأنه لا تحمد عقباه.