الجمعة 26 أبريل 2024 10:02 صـ 17 شوال 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مصطفى طاهر: ”٢٥ إبريل” يوم خالد في الذاكرة الوطنية.. وأم كلثوم شاركت كجندي في دعم المجهود الحربي رابونزل بالمصري.. حورية فرغلي على المسرح لأول مرة رئيس جامعة مدينة السادات تهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسي والقوات المسلحة بعيد تحرير سيناء مانشيستر سيتي يلاحق أرسنال برباعية نظيفة على برايتون في البريميرليج قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي في إياب دوري أبطال أفريقيا ”النيابة” جثه طفل شبرا تكشف تفاصيل اتفاقًا على ”تجارة إلكترونية للأعضاء” مقابل 5 ملايين جنيه برلمانية: تحرير سيناء تجسيد لبطولات وتضحيات عظيمة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن شباب المصريين بالخارج: ذكرى تحرير سيناء ستظل شاهدة على قوة الجيش المصري وعبقرية الدبلوماسية المصرية التحقيقات في واقعة مقتل صغير وسرقة أعضاءه بشبرا الخيمة : قتلوه وسرقوا أعضاءه مقابل ٥ مليون باستثمارات ب 40 مليون دولار مجموعة العربي توقع اتفاقية مع ريتشي اليابانية لتصنيع كومبيروسور التكييف ببني سويف الرياض يفوز على أهلي جده بثنائية في دوري روشن مارسيل خليفة وبيت فلسفة الفجيرة يغنيان من أشعار محمود درويش غدا الجمعة وأوبرا عربية جديدة في الطريق

رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: أفراح البسطاء

الكاتب الصحفى أسامة شرشر
الكاتب الصحفى أسامة شرشر

عندما يكون الحلم بسيطًا، لكنه بعيد المنال، يشعر الإنسان باليأس وضيق الحال، أما عندما يتحقق الحلم البسيط الذى كان بعيد المنال ويصبح واقعا، يشعر الناس بأن حقوقهم المهدرة منذ سنوات طويلة قد عادت إليهم، وأن الدولة فعلًا تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية بين المواطنين جميعًا. 
وقد رأيت بنفسى كيف أن تحقيق الحلم بالحصول على الاعتمادات المالية اللازمة لتوصيل الصرف الصحى للمناطق المحرومة بمدينتى سرس الليان ومنوف- أسعد الناس، وهو الأمر الذى أهمله نوابٌ احتكروا ونهبوا وسرقوا هذا الوطن وضيعوا أبسط حقوق المواطنين، وهو وصول الصرف الصحى إليهم لمدة تصل إلى 25 عامًا.. رأيت بنفسى كيف كان رد فعل هؤلاء البسطاء كأنه احتفال بحدث قومى فى نواحى سرس الليان ومنوف، فالمشهد كان رائعًا تعجز الكلمات عن وصفه والجمل عن اختزاله.
فالقلم يقف عاجزًا أمام المشاعر التلقائية لرجل جاوز السبعين من عمره وهو يرقص طربًا وفرحًا، ولا يصدق أنه سيرى اليوم الذى سيصل فيه الصرف الصحى إلى منزله، بعد سنوات طويلة من التجاهل.. هذه اللحظات تساوى الدنيا وما فيها، وكانت فرحة الحاج محمد البهنسى خير تعبير عن أصالة هذا الشعب وحبه لهذا الوطن.
كما استقبلت السيدات الفضليات فى سرس الليان ومنوف الخبر بالزغاريد، وكأن الفرح عاد إليهن بعد غياب طويل، فرأيت سيدة فاضلة أفضل من مائة من أشباه الرجال المتنطعين، لا تصدق نفسها من الفرح، فأخيرًا قد يمكنها أن تستريح من رفع وحمل ما يحويه «الطرانش» من أمام منزلها على رأسها الطاهرة، وها هى الآن تشعر أنها امتلكت الدنيا وما فيها. 
هذه هى أحلام البسطاء التى تساوى كل شىء فى الدنيا بالنسبة لهم، وهؤلاء هن النساء الفضليات، والرجال الشرفاء الذين يكونون فى كل المواقف سندًا للدولة المصرية وداعمين للجيش المصرى والشرطة المصرية، وأول من وقف على خط المواجهة ضد الإخوان وكل من يحاول إسقاط مصر، وشاهدنا فى الانتخابات الرئاسية كيف خرج أبناء سرس الليان ومنوف العظماء ليؤيدوا الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى حصلت سرس الليان على أعلى نسبة تصويت فى الانتخابات على مستوى محافظة المنوفية.
فكان أبسط تكريم من الدولة أن وافقت على تدبير الاعتمادات المالية لإدخال الصرف الصحى لهذه المناطق المحرومة من حقها على مدار عقود وسنين طويلة، لأن مطالبهم مشروعة وبسيطة، وهى حق من حقوقهم التى تم نهبها من أباطرة الفساد والإفساد فى مرحلة من مراحل هذا الوطن والذين أسقطهم الشعب المصرى وأبناء منوف وسرس الليان فى ميادين التحرير.
وللأمانة، حملنى أبناء منوف وسرس الليان رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، أن يتم الانتهاء من وصول الصرف الصحى إلى منازلهم حتى تكتمل فرحة الشرفاء والبسطاء، خلال عام.. وأعتقد سيادة الرئيس أن هذا المطلب بسيط ومشروع وهو أن يتم استكمال توصيل الصرف الذى طال انتظاره والذى يعتبر الأمل الحقيقى لهؤلاء الشرفاء والسيدات الفضليات فى كل أنحاء سرس الليان ومدينة منوف التى أنجبت رجالًا فى كل المواقع، وفى كل الميادين، فسرس الليان التى بها مقر المركز الإقليمى لليونسكو، وبها مئات من الحاصلين على الدكتوراه والماجستير، ووزراء وقادة جيوش منهم اللواء الحسينى عبدالسلام، قائد سلاح المهندسين، والفريق تامر عبدالعليم، قائد القوات البحرية، وسياسيون منهم المرحوم عبده حمزة وكثيرون وكثيرون.. ومنوف التى أنجبت اللواء شاكر القارح، مدمر إيلات، والدكتور لبيب شقير، رئيس مجلس الشعب، والمرحوم نصر عبدالغفور، وأسماء كثيرة.. أرجو أن يسامحنى البعض إذا سقط اسم منها، فكلها أسماء نكنّ لها كل تقدير واحترام لأن أصحابها خالدون فى ذاكرة أبناء منوف وسرس، أما الفاسدون والمحتكرون فسقطوا من ذاكرة أبناء الدائرة بل من ذاكرة الشعب المصرى. 
وأخيرًا.. هذه اللحظات التى أعبر عنها بقلمى ومشاعرى لا يمكن أن تترجم المشهد الإنسانى الرائع لهؤلاء البسطاء، عندما علموا أن الاعتمادات المالية جاءت لتنفيذ الحلم الذى أصبح واقعًا فى عهد السيسى.