الجمعة 17 مايو 2024 04:05 صـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

”الجبلاوى”فنان تشكيلى لم تعقه الأمية ليكون من مشاهير الرسومات وصناعة الجداريات

”الجبلاوى”فنان تشكيلى لم تعقه الأمية ليكون من مشاهير الرسومات وصناعة الجداريات
”الجبلاوى”فنان تشكيلى لم تعقه الأمية ليكون من مشاهير الرسومات وصناعة الجداريات

لم تعقه أميته عن تحقيق موهبتة ليصبح أكبر فنان تشكيلي في صعيد مصر يتحاكى عنه القاصى والدانى عندما يشاهدون رسوماته التشكيلية، فمن أمام كوبري المعنا صمم الفنان عبدالرسول الجبلاوي جدارية فرعونية تجذب أنظار المارة والمتابعين؛ بارتفاع 6 أمتار وطول 106 أمتار فهي جدارية تحوى العديد من الرسومات والأشكال الفرعونية والقطع النحتية التي تعكس عظمة الحضارة المصرية، في مبادرة لتجميل وتزيين منطقة الكوبري الجديد بمحافظة قنا، برعاية اتحاد شباب قنا.

يقول الفنان عبدالرسول الجبلاوي :"صممت الجدارية بعد تمعن كبير ودراسة ذهنية لطببعة الموقع، وهي عبارة عن أشكال نحتية تنتمي للمصريين القدماء، المحارب المصري مع العجلات الحربية قديما، وبها نقوش وحروف فرعونية، وأيضا بعض القطع التي تعبر ثقافة وتراث محافظة قنا بامتداد 106 مترا على السور".

بدأ مسيرته في أعمال النحت منذ طفولته عندما كام يلهو بالطين، فكان يستطيع عمل أشكال فنية يلهوا بها وكان العديد من أبناء قريته يطلبون منه عمل أشكال، يقول عبدالرسول الجبلاوي تركت دراستي من أجل أن أقوم بالعمل من أجل مساعدة أسرتي ولم ينسي الفن وتحقيق موهبتة وأثناء سعيه للعمل لمساعدة أسرته حصل علي فرصه عمل في أحدي القري السياحيه وقام بعمل جداريات وديكورات كثيرة ونحت علي الواح الخشب مع أحدي المهندسين في قري الغردقة والبحر الاحمر.

برغم كل المعوقات التي واجهه الجبلاوي من ظروف الحياة الا انه استمر في تطوير موهبتة التي وهبه الله إياها وقام ايضا بالتحاقة بفصول محول الأمية حتي التحق بمدرسة ودرس بقسم الزخرفة، وبعد ذلك سمع بملتقي الفخار السنوي بقنا وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته برغم محاولة الكثير من عدم مشاركته في الملتقي الا ان موهبته فرضته للمشاركة حيث ظهرت في ٧ قطع قام بنحتها فأجبرت القائمين علي الملتقي قبولع وشارك وبقوه في الملتقي .

ويرى «الجبلاوي» أن أسعد لحظات حياته هي صنعه وتوحده مع المنحوتات التي يشكلها، فهو يستطيع تشكيل أي مواد معدنية أو خشبية أو جيرية أو أي خامات كانت على الجدران أو قطع حية، حتى حصل على عضوية نقابة الفنون وهو في سن العشرين، بعد اقتناع الجميع بموهبته.

فمن أهم منحوتاته التي عبر فيها عن ذاته وعن قصة حياته واغترابه وهي عبارة عن قطعة فخار بها رجل غارق يحاول الخروج، فضلا عن مشاركته في تصميم وتنفيذ جدارية المعنّا، لافتًا أنه كان يتمنى توفير إمكانيات أكبر لتصميم أشكالًا أكثر إبداعًا، مؤمنًا بأن لكل إنسان لغة خاصة يجيد التعبير بها، ويرى لغته التي منحها الله له هي النحت.

حصل على جوائز كثيرة في الفنون التلقائية والتشكيلية منها: جائزة الألفية الثالثة لفنون الشعب التي تمنحها هيئة قصور الثقافة في مجال النحت في مارس 2008 بمدينة الأقصر، وجائزة أخرى عن تشكيل قطعة خزفية لطفل يمارس إحدى الألعاب بالقرية، فضلا عن التكريم وشهادات التقدير من هيئة قصور الثقافة ومؤسسات ثقافية والجمعية المصرية للخط العربي.

وشارك ايضاً في الكثير من المعارض والمناسبات الثقافية الهامة منها: مؤتمر فناني مصر التشكيليين في الأقاليم الدورة الأولى (مائة عام من الإبداع) بالأقصر، وكان ممثلا عن محافظة قنا وأخيرا شارك في معرض الفن التشكيلي بمركز شباب العمال، لتتبناه هيئة قصور الثقافة فرع قنا الثقافي فيما بعد ويصبح من أهم كوادرها الفنية، كما شارك في محكي الشباب لمحافظة قنا عام 2008.

يحلم «الجبلاوي» بإمكانيات أكبر وفرص أكثر حقيقية لجعل الميادين والشوارع تحيا بجمال الفنون ومنحوتاتها، التي تعبر عن جمال وعراقة فنوننا وتاريخنا وحضارتنا الممتدة منذ 7 آلاف عام، حسبما يقول.

موضوعات متعلقة