لماذا رفض الفلسطينيون خطة نيتنياهو لليوم التالي للحرب في غزة ؟

منذ اندلاع الحرب الاسرائيلية الهمجية والبربرية في يوم الثامن من اكتوبر الماضي يتهرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني من التحدث او مناقشة خطة اسرائيل لمرحلة ما بعد وقف حرب غزة وبعد ان خرج علينا نيتنياهو بخطته المزعومة والتي تختصر في انها تكريس وتأكيد لعملية اعادة احتلال ممنهج للقطاع وحماية عودة المستوطنات الي القطاع وتقليص مساحته وتواجد عسكري اسرائيلي علي الحدود بين قطاع غزة ومصر في محور صلاح الدين .

يقول اللواء دكتور طارق سمير الخبير الاستراتيجي والعسكري انه بعد الاطلاع علي الخطة الاسرائيلية المشبوهة التي اعدها نيتنياهو ولم يفصح عنها الا عندما بلغه ان مفاوضات باريس2 قد شارفت علي انجاز المهمة الصعبة بالاتفاق علي تبادل الاسري ووقف مؤقت للنار وهو ما يمثل حفظ الماء للوجة بالنسبة لنيتنياهو نفسه والذي كان يصر علي القضاء علي حماس اولا وعودة كاملة للرهائن والمحتجزين وكما نتابع فأن الخلافات الشكلية بين نيتنياهو وبيني جانتس الوزير في حكومة الحرب معه تعد من الشكليات فقط فبيني نفسه هدد بأجتياح رفح بالكامل في حالة لم يتم انجاز عودة الرهائن قبل رمضان وهو ما يفسر اتفاق مجلس الحرب علي خطة نيتنياهو الغريبة والتي تقضي تماما علي اي حلم لجمع الشمل الفلسطيني فهو يضع القطاع تحت سيطرة امنية وعسكرية تابعة له بادارة مدنية مستقلة من ابناء غزة وابعاد اي دور لحماس او السلطة الفلسطينية ومحاربة التطرف والارهاب علي حد قوله وتواجد عسكري اسرائيلي ممتد علي محور فيلادلفيا وهو ما ترفضه القاهرة جملة وتفصيلا وسبق وان لوحنا بتجميد معاهدة السلام مع تل ابيب بسببه .

واضاف اللواء سمير ان الفلسطينيين محقين في الرفض السريع لأحلام رئيس وزراء الكيان الصهيوني في تقطيع اوصال قطاع غزة واقتطاع اجراء كبيرة من غلاف غزة بحجة منطقة عازلة وابتلاع احياء ومربعات سكنية في شمالي القطاع في بيت حانون وبالقرب من معبر كارني واريز وصوفي بحجة احتياجات امنية ملحة لحماية المستوطنات وترك الباب المفتوح امام تحقيق مطالب بن غفير في عودة المستوطنات الي القطاع علي غرار غوش قطيف التي تم تصفيتها في عام 2005 بالتزامن مع فك الارتباط مع غزة .