الإثنين 20 مايو 2024 10:07 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

في اعقاب لقاء وزيرا خارجية مصر وايران عل هامش اجتماعات مجلس حقوق الانسان

هل يسهم لقاء شكري وعبد اللهيان في تجهيز الاجواء لعودة طبيعية للعلاقات بين البلدين ؟

جانبا من لقاء وزيرا خارجية مصر وايران في جينيف
جانبا من لقاء وزيرا خارجية مصر وايران في جينيف

- القاهرة تأمل في ممارسة ايران لضغوطها علي الحوثي لوقف الهجمات في البحر الاحمر بغية عودة الملاحة لقناة السويس الي طبيعتها.

- خبراء ومحللين : القاهرة وطهران جناحا العالم الاسلامي .

مصر وايران تاريخيا جناحا العالم الاسلامي وكما يحلو للمؤرخين والمراقبين ان يصنفوا القاهرة عاصمة العالم الاسلامي السني ومقر القلعة الاسلامية الاكبر ومركز الوسطية للعالم الاسلامي حيث الازهر الشريف تمثل طهران عاصمة الاسلام الشيعي في العالم كذلك ومنذ اندلاع الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وانتهاجها سياسة تصدير الثورة الاسلامية الي الخارج وسياستها مع دول الخليج والعراق واطلاق اسم قتلة الرئيس الراحل السادات علي اهم شوارع العاصمة طهران كلها عوامل ساهمت في حالة القطيعة بين مصر وايران لكن مصلحة المنطقة والاقليم اليوم يدفع دفعا نحو التقارب بين مصر وايران خاصة في اعقاب التصالح بين السعودية وايران في مارس الماضي برعاية وضمانة الصين وانهاء حالة القطيعة بين البلدين وهو ما ساهم في تخفيف حالة الاحتقان بعض الشيء وساهم كذلك في التفاهم في عددا من الملفات الشائكة والمعقدة في الاقليم ويعول عددا من المراقبين والخبراء علي احداث طفرة جديدة في عودة طبيعية للعلاقات بين القاهرة وطهران في الفترة القادمة وهو من شأنه ان يساهم في حلحلة العديد من قضايا الاقليم . ويعتبرعددا من الخبراء ان اللقاء الذي جري بالامس بين سامح شكري وزير الخارجية مع الدكتور حسين أمير عبد اللهيان وزير خارجية إيران وذلك على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها وزير الخارجية شكري للمشاركة في الشق رفيع المستوى للدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان والشق رفيع المستوى لمؤتمر نزع السلاح بمدينة جنيف السويسرية وان اللقاء تطرق إلى مسار العلاقات الثنائية بين البلدين في إطار متابعة توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس إبراهيم رئيسي عقب لقائهما على هامش القمة العربية الإسلامية المُشتركة بالرياض في نوفمبر الماضي والتي قضت بأهمية العمل المُشترك نحو تسوية القضايا العالقة بهدف تطبيع العلاقات استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وبما يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني ويدعم الاستقرار وتعزيز الأمن في محيطهما الإقليمي كما تم خلال اللقاء مناقشة كافة القضايا والموضوعات المرتبطة بالعلاقات الثنائية ومتابعة بنود أجندة ومخرجات الاجتماع الذي جمع وزيري خارجية البلدين على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك حيث أعرب الوزيران عن تطلع بلادهما لاستعادة المسار الطبيعي للعلاقات الثنائية اتساقاً مع الإرث التاريخي والحضاري للدولتين ومحورية دورهما في المنطقة وأكدا على أهمية هذا اللقاء لما يمثله من خطوة هامة على هذا المسار.

ويعتبرمحللين ان اهمية اللقاء جاءت في تناول في شق كبير منه التطورات الخاصة بأزمة قطاع غزة والتداعيات الخطيرة لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع والأوضاع الإنسانية الكارثية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وهناك تطابق كبير في وجهات النظر فيما يخص عددا من ملفات الاقليم المشتعل حيث جدد الوزيران رفضهما الكامل لأية مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية، واتفقا على تكثيف الجهود من أجل الدفع نحو الوقف الفوري لإطلاق النار والعمل على استدامه وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في القطاع اتساقاً مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتصالاً بالحرب الجارية في غزة أكد الوزير سامح شكري لنظيره الإيراني على أن تعقُد أزمات الإقليم يُلقى بظلاله على حالة الاستقرار لجميع شعوب المنطقة، معرباً عن قلق مصر البالغ إزاء اتساع رقعة الصراع في المنطقة بما ينذر بعواقب خطيرة على أمن واستقرار عدد من الدول العربية الشقيقة.

و في ملف البحر الاحمر وفتح الحوثيين لجبهة جنوب البحر الاحمر واشعالها وهو ما اثر في دخل وحركة السفن في قناة السويس وهنا تعول القاهرة كثيرا علي مدي ضغط ايران علي الحوثي من اجل التهدئة في البحر الاحمر لتعود حرية الملاحة والعبور في قناة السويس والذي تأثرت منه كثيرا وانخفض ايرادها جدا الي اكثر من النصف وهنا يعول الخبراء علي الدور الايراني في كبح جماح الحوثي في البحر الاحمر وهنا نجد ان الوزير شكري قد نقل قلق مصر البالغ لاتساع رقعة التوترات العسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر والتي ترتب عليها تهديد حركة الملاحة الدولية في إحدى أهم ممراتها على نحو غير مسبوق والضرر المُباشر لمصالح عدد كبير من الدول ومن بينها مصر مما يستلزم تعاون جميع دول الإقليم لدعم الاستقرار والسلام والقضاء على بؤر التوتر والصراعات في تلك المنطقة.